الأقباط متحدون - لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير
  • ٢٣:٢٥
  • الخميس , ١٥ ديسمبر ٢٠١٦
English version

لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير

سامية عياد

مع الكرازة

٤٢: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
15/12/2016

عرض/ سامية عياد
الشر يحارب الإنسان من عدة جهات وعليه أن يجاهد يوميا من أجل النصرة والغلبة ، ولكن هل كل حروب الشر تأتى من الشيطان ؟ هل الإنسان له يد فى حروب الشر؟ وكيف يتغلب على تلك الحروب ؟ 
 
يقول المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "الحياة جهاد وعليك أن تغلب" أن الشر يحارب الإنسان من داخله أو من خارجه أو كليهما ، فهناك حروب تأتى من داخل النفس وقد يتدخل الشيطان بعد ذلك ليكملها ، فالحرب الداخلية تأتى من الفكر والقلب والنية ومن طباع الشخص ، إذا قد يكون البعض مغلوبا من طبعه ، فهناك من هو عدوانى ، أو غضوب ، أو سهل الاستثارة ، أو عنيد فى طبعه ، أو شهوانى أو شتام أو طماع ... مثل هذا الإنسان إن سقط لا يجوز له أن يدعى بأن الشيطان قد أتعبه فالذى أسقطه هو طبعه ، لذلك إن أراد أن يغلب فليصلح نفسه من الداخل ولينتصر على نفسه ، مثال ذلك قايين الذى قتل أخاه لم يكن هناك شيطان يحاربه إنما حاربته ذاته والخطية الرابضة فيها ، أيضا أخوة يوسف الذين دافعهم الحسد الى قتله ثم باعوه ، ويستغل الشيطان انحراف النفس ليساعد ويكمل ويقدم أفكارا وحيلا وخططا .
 
هناك حروب من الناس منها حروب الإغراء مثل يوسف الصديق الذى تعرض لحرب روحية من الخارج أتته من امرأة سيده  ولكنه كان منتصرا من الداخل بقلب نقى استطاع أن ينتصر على الإغراء الخارجى فصار غالبا ومثالا للغالبين ، أيضا حرب الإيذاء مثلما تعرض يوسف الصديق لإيذاء أخواته ولكنه لم ينتقم لنفسه منهم بل كان غالبا ، أيضا هناك أيضا أفكار تأتى من المعاشرات الردية ، ومحاربات من أصحاب البدع والهرطقات ولكى تغلب على كل العثرات الفكرية والجسدية يحسن أن تهرب منها وهروبك يدل على رفضك لها وبهذا الرفض تسندك النعمة لكى تغلب.
 
وأخيرا حروب الشياطين ، فالشيطان يعرض الفكر وأنت تقبل أو لا تقبل ، مثال تجربته للسيد المسيح على الجبل لقد عرض على السيد ثلاثة أفكار : تجربة الخبز ، وتجربة جناح الهيكل ولكن السيد رفضها كلها وقال له أخيرا "اذهب يا شيطان" ، لذلك إن أردت أن تغلب أفكار الشياطين اطردها بسرعة ولا تحاول أن تستبقيها أو ترى ماذا تكون نهايتها قل أيضا "أذهب يا شيطان" ، والشيطان لا يحارب فقط بالأفكار إنما أيضا بالأحلام والرؤى والتخاويف والشهوات والمناظر، لقد حارب القديس الأنبا أنطونيوس بالمناظر المخيفة وحارب كثيرين من آباء البرية بالرؤى الكاذبة .
 
ولكى نتغلب على حروب الشر يقدم الآباء الرسل نصائح لكى نغلب فيقول القديس بطرس الرسول "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر ، يجول ملتمسا من يبلعه هو" ، وايضا يقول "فقاوموه ، راسخين فى الإيمان ، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخواتكم الذين فى العالم" ، حيث معونة الرب تساندك ، وما أجمل نصيحة الكتاب "لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير" .