الأقباط متحدون - «ناقة أبوالهول» والإعلام السياحى
  • ٠٢:٠٨
  • الجمعة , ٢٧ يناير ٢٠١٧
English version

«ناقة أبوالهول» والإعلام السياحى

مقالات مختارة | مدحت بشاي

٢٢: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٧

مدحت بشاي
مدحت بشاي

يقول مدير عام الجمعية الوطنية البريطانية للسياحة والعطلات مُعرفاً للأنشطة السياحية «هى تلك الأنشطة التى تخدم ذلك الجزء المهم من الاقتصاد القومى المعنى باستضافة المسافرين الذين يزورون أماكن خارج المناطق التى يُقيمون بها»، وعليه لا ينبغى أن يدع الإعلام السياحى سؤالاً يدور بخلد السائح دون إجابة وافية مقنعة جاذبة عبر آليات تقنية معاصرة مُيسرة معبرة بشكل لائق عن حضارة وتقدم المنطقة المراد الترويج لمنتجها السياحى.

يُكرر الأثرى «زاهى حواس» مجتراً حدوتة استقباله للرئيس الأمريكى السابق «أوباما» بمنطقة الأهرامات، وكيف رفض بكل إباء ومصرية ووطنية الاستجابة لطلب ضيفه ورغبته الهائلة فى ركوب «الجمل الأهراماتى» الشهير لالتقاط الصور التقليدية وخلفه أهرامات الجيزة و«أبوالهول».. ياللهول!!.. ويقول «حواس» كيف أسمح بركوب أوباما الجمل وكأننا نبث للعالم كله رسالة سلبية أننا لم نتجاوز عصر الناقة والبغال والحمير فى انتقالاتنا وحياتنا اليومية؟.

ولا تسأل عزيزى قارئ «الوفد» السيد الوزير السابق، وماذا فعلت يا وزير الآثار الأسبق حتى لا يرى الضيف مثل ذلك الجمل ولا كل مساخر وتشوهات تلك المنطقة الأثرية أصلاً فى عهدكم السعيد؟!

أذكر أن الرئيس مبارك أثناء لقائه بنخبة أهل الفكر والثقافة على هامش إحدى دورات معرض الكتاب، أن قام وزير سابق وتحدث بحماس بالغ وغضب عظيم عن مجموعة من السلبيات ولم يدعه مبارك يكمل وقال له بغيظ مستحق «هو انت يا فلان مش كنت برضه وزير واللى بتحكى عنه ده كان من بين اختصاصاتك؟.. ماصلحتش ليه؟!» وهنا ضجت القاعة بالضحك.. قد يكون بعضهم ضحك اقتناعاً، والبعض الآخر استملاحاً للقفشة للحاكم الجاهز، وإن كنت أظن أن الغالبية ضحكوا نفاقاً ومداهنة لكبير القعدة.

أذكر أن مرشداً سياحياً تحدث وهو فى غاية التأثر والعصبية أمام كاميرا برنامج تليفزيونى كانت تستعرض الأهرامات والمنطقة بشكل عام، وهو يصف حاله عندما طلب منه سائح أن يدله على مكان «دورة مياه» وكيف تعرض لأسخف موقف محرج فى حياته لافتقاد تلك المنطقة لأبسط المرافق وأدنى أنواع الخدمات، وكأنه بشهادته يُعلن عن وجود جريمة شارك فى وجودها على الأرض كل وزراء البيئة والثقافة والإعلام والآثار والسياحة والمحافظين السابقين والحاليين، وكان ينبغى محاكمتهم بتهمة الإهمال الجسيم والتقصير فى مهمة وطنية على أرض منطقة هى فى النهاية ملك للإنسان فى العالم كله!
لقد أعرب وزير السياحة يحيى راشد عن تفاؤله بإطلاق المرحلة الأولى للبوابة الإلكترونية للسياحة المصرية.. نعم هو خبر إيجابى، ولكن أما كان ينبغى أن نطالعه منذ أن عرفت البشرية الخدمات الإلكترونية وصناعة الإعلام الإلكترونى.. تخيل عزيزى القارئ أن مصر العظيمة والثرية بمواقعها الحضارية المتنوعة لم يكن لديها الوسيلة المعدة بشكل لائق وحضارى وسريع للتجاوب مع الزبون فى كل أنحاء الدنيا عندما يكبس زر موقع «وزارة السياحة المصرية» للتعريف بها!

كيف لبلد فيها كل تلك الآثار والمقاصد السياحية المتنوعة والمتفردة عالمياً وتفتقد وجود قناة فضائية تليفزيونية حكومية تعمل 24 ساعة للترويج السياحى وبأكثر من لغة، وشاشات خاصة تبث برامجها فى كل غرف الفنادق الكبرى وكل المواقع السياحية؟ وكيف لا تشجع الحكومة ومدينة الإنتاج الإعلامى الفاشلة بكل المقاييس القطاع الخاص لإنشاء قنوات تليفزيونية للترويج السياحى وهى المضمونة العائد السريع والضخم لو تخيلنا إعلان معظم أصحاب المشاريع السياحية الضخمة على شاشاتها، ومن شأن هذه القنوات دعم الوعى السياحى لدى مواطنينا عبر برامج حوارية وتحقيقات استقصائية؟!.. مش فضيحة يا سادة افتقادنا لوجود مجلات وجرائد تتنوع خطاباتها وسبل إعدادها للترويج السياحى ودعم الثقافة السياحية؟!

لماذا لا تشجع وزارة السياحة المصرية إقامة شركات تابعة لشركة قابضة تنتمى إدارتها للوزارة على غرار شركات وزارة الكهرباء لتقديم خدمات سياحية إعلامية تتمتع بالخصوصية والتفرد الشرقى والمصرى؟!
نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع