الأقباط متحدون - يا إله الفُلك لماذا إحترقت كنائس مصر
  • ١٦:٤٥
  • الجمعة , ٢٠ يناير ٢٠١٧
English version

يا إله الفُلك لماذا إحترقت كنائس مصر

أوليفر

مساحة رأي

١٥: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Oliver كتبها
 منذ ثلاث سنوات حدثت الفاجعة و كتبت عنها   لكن ربما نحتاج لإسترجاع بعضاً من الأفكار التي وردت قبلاً.لعل أحدنا له يد في ما حصل.لعله أحد الذين هدموا و أحرقوا و هو لم ينتبه أو لم يتب لما إنتبه.لعل الهدم لا زال يجرى في خفية من الداخل و نتقهقر سراً .

لأن إحتراق  83 كنيسة و منشأة مسيحية في يوم واحد لابد أنها رسالة غير مسبوقة.لم تحدث في أي تاريخ من مسيرة آلام كنيسة المسيح في مصر. لذا تبسيط الأمر أو تجاهله قساوة قلب لا تليق بالإنسان المسيحي.و أن يمر وقت طويل دون أن نتأمل و ندقق أين نحن من مسيح الكنيسة فهذا خطر يتعلق بأبديتنا.

ليس هذا المقال مختصاً بالأسباب السياسية لحرق الكنائس لأن الأسباب الأهم هى الأسباب الإلهية ؟ ما هو غرض الله من السماح بهذه التجربة المؤلمة؟ تري لماذا يسمح الله بتدمير بيته؟ و لكى نتحسس خطانا في فهم هذا الأمر نحتاج أن  نتتبع حوادث شبيهة في الكتاب المقدس.فالله هو هو أمساً و اليوم و إلي الأبد .

بيت النجاة و الحياة :فى بدء الخليقة كان المؤمنون كنيسة و كانت شريعة الله مكتوبة في قلوبهم و ليست خارجهم.لم يكن مبنى هناك و لا أسوار ثم لما إنتشر الشر و قرر الله إفناء الإنسان  بالطوفان عدا نوح البار و أسرته .أمر ببناء أضخم مبني و أعظم ما عرفته البشرية.و كان الفلك أول كنيسة من يبقي فيها يحيا و من يغادرها فالموت خارجها . و برغم  هول الطوفان و آثاره إلا أن الفلك لم يتهدم و لم يندثر حتى اليوم بل تم العثور عليه علي جبل أرارات بتركيا بعد أكثر من 4000 سنة.لقد قرر الله أن يحفظه لأن فيه قدم نوح ذبائح لله فهو بيت الله كما أنه بيت الأبرار الثمانية الذين بقيوا من الجنس البشري..كان الثمانية يعرفون و يؤمنون و يتمسكون بحياتهم و بقاؤهم المتوقف علي وجودهم مع إله الفلك لعل هذا الإيمان يكون تفسيراً لنفهم كيف يسمح الله بتهدم هذه الكنائس دفعة واحدة؟

كنيسة بلا مبنى : كان شعب الله أول جماعة مؤمنين علي وجه الأرض يعيشون حياة مشتركة بقوانبن إلهية و رعاية سماوية و تدبير وقيادة موسي النبي و هارون الكاهن.كان الرب في وسطهم.فكانوا كنيسة بلا مبني  .كنيسة تبدأ حدودها من عند عمود السحاب أمامهم بالنهار يؤكد حضور الله وسط شعبه.و تقف عند عمود النار ليلاً يؤكد نفس الحضور الإلهي.كانت  سيناء البرية  الخاوية من أي عون بشرى هي المسكن الذي فيه الرب يحضر فيشبع كنيسته بغير يد بشرية.و كان العمود الإلهي هوالمذبح السمائي عليه يتراءي الله.و كان إمتداد الشعب في أي مكان هو كرازة صامتة لحضور الله وسط شعبه.و لأنه لم يكن هناك مبني و لا حوائط فلم يوجد ما يهدمه الشر.كانت كنيسة بلا مبني الآن صار في العالم مبني بلا كنيسة..

ثمار الخبرة الروحية في أول كنيسة في العهد القديم عجيبة.عشرة الرب يومية و التعامل وجهاً لوجه .الشبع فيها لا يأتي من الأرض. فليس في البرية اشجار للمن و السلوى .الثوب الباقى على أجسادهم أربعين سنة دون أن يتهرأ كان معجزة و خبرة شخصية عاشها الجميع يذكرنا بالإنسان الجديد الذى يلبسه المسيحي بالمعمودية. عجيب هذا الثوب الذي كان ينمو كما ينمو  الطفل و البنات و الشبان و المرأة و الشيخ  و هم يلبسونه يحمل  لهم خبرة متصلة مباشرة بالله.هو يشبع و يدفئ و يستر من ينقاد روحياً بعمود النار روح الله القدوس.و الثوب ينمو مع الأجساد ما هذا العجب . و النعال التي كانوا يلبسونها لم تمزقها وعورة الصحراء أربعين سنة.حتي النعال و الثوب حفظهما الله لشعبه فلماذا تهَدَمَ البيت؟

بيت العبادة و الشريعة : ثم بعد أن أعطي الرب الشريعة للإنسان بواسطة موسي النبي صار بالشريعة فاصل بين ما هو مقدس و ما هو غير مقدس  و كانت خيمة الإجتماع هي أحد رموز هذه الفواصل بين المقدس و المرذول لذلك أمر الرب بإنشاء خيمة الإجتماع لكي تكون موضعاً مقدساً يخدمها كهنوت مقدس على طقس هارون رئيس الكهنة الأول.

أعطي الرب لموسي النبي مقاييس و تعليمات محددة ليقيم خيمة الإجتماع كأول مسكن للرب و كانت تسمي المشكن أي المسكن.إنتقل الناس إذن إلي مرحلة التلاقي مع الله في مكان بعد أن كان التلاقي في كل مكان في خيمة الإجتماع كان هناك التلاقي بين المكان و اللامكان.بين الزمن و الأبدية فحضور الله يضفي بعداً أبدياً للوجود الزمني.و بعداً سماوياً للوجود الأرضي.و بعداً روحياً للوجود المادي.هنا تتلاقي الأبعاد حين يتلاقي الله مع الإنسان.هذا ما وصفه بولس الرسول قائلاً لكي تدركوا مع كافة القديسين ما هو الطول و العرض و العلو و العمق.

بيت القداسة و العظمة الإلهية : كان فلك نوح هو أول بناء أمر الرب به و أوصي بمقاييسه و تفاصيله كان ذلك قبل حوالي 1500 سنة من بناء خيمة الإجتماع. ثم بعدها أقيمت خيمة الإجتماع و دامت حوالي 500 سنة  ثم تحول البيت القماشي المرصع بالذهب لبيت صخرى مرصع بالدم المبني الثاني الذي أوصي الرب ببناءه و حدد تصميماته بموافقة إلهية هو هيكل الرب بناه سليمان الحكيم بنفس تصميمات خيمة الإجتماع و سمي بإسمه هيكل سليمان.و تم حفظ الخيمة في أحد أروقة الهيكل .ثم بعدها بأكثر من 500 سنة هاجم نبوخذ نصر أورشليم و هدم هيكلها و إختفت الخيمة.فما بقيت الخيمة ولا الهيكل ضاع القماس المقدس و ضاعت الجدران المدشنة بالدم و إحتفت النار المقدسة

كان هدم هيكل سليمان(بالعبرية حوربان) هو أول مرة يتجاسر إنسان و يهدم بيت الرب فلماذا سمح بذلك؟

1-1-لأن الكهنة إنشغلوا عن العبادة الحقة و طافوا في المرتفعات يرفعون ذبائح غريبة.2مل 22 و 23

2- 2-لأن الشعب ضل: لذا سمح لنا كحسب خطايانا كما هو مكتوب:" من دفع يعقوب إلى السلب وإسرائيل إلى الناهبين؟! أليس الرب الذي أخطأنا إليه، ولم يشاءوا أن يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته، فسكب عليه حمو غضبه" (أش 24:42،214:11

3- 3-الأكثر خطراً أن أحداً لم يصدق تحذيرات الرب و لا صدق أنه يسلك ضد الرب حتي تمت المأساة و تهدمت المدينة المقدسة ثم الهيكل المقدس و صاروا كلهم اسري لنبوخذ نصر في بابل.هذا نفس ما حدث للشعب قبل الطوفان.

بيت المخافة و المجد : لم يسكت الرب على خراب بيته الذى دام  ستون سنة.ثم بدأ وضع حجر الأساس و أكتفي الشعب بالإحتفال بوضع حجر الأساس و بقي الحجر شاهداً علي حجر آخر هو قلوب المؤمنين  و تراخيهم لمدة ستة عشر سنة مليئة بأعذار كاذبة منها الفقر و الخوف بينما الحقيقة أنهم كانوا منشغلين ببناء بيوتهم المطرزة. لكن لهيب الروح القدس  لا يخبو .أمناء الرب لا يموتون لذلك و بمؤازرة إلهية و توبيخ  يخترق القلوب من الرب علي فم حجي النبي بدأ البناء من جديد.هكذا تجدد الخرب .لهيب روحو أمانة خدمة و مؤازرة إلهية .

كان العجيب أن بناء بيت الرب بدأ بخوف من الله.فهل عاد إلينا الخوف المقدس أم سنبقي هكذا في ميوعة روحية.حجي 12:1

و رغم تواضع الهيكل الجديد إلا أن الرب لا يبهره المنظر الخارجي فالبيت يستمد عظمته من حلول الله فيه لا من زخرفة و هندسة و ألوان.فالمسيح هو الهيكل الذى لا تحويه جدران.

فهل بقي البيت الثانى ؟ لا لم يصمد طويلاً بل تهدم بعدها علي يد أنطيوخس الرابع اليوناني سنة 170 ق م.لماذا تهدم الهيكل الثاني؟

1-حدث الزلزال أي الصدام بين العالم و بين المؤمنين إنهدم البيت  الحجرى لكي يبقي مجئ المسيا مشتهى كل الأمم.

2- 2- كان الفساد قد إستشري بين الكهنة و كانت الخطايا ترتكب في بيت الله كما في خارجه.(ملاخي النبي)إحتقروا مائدة الرب و ما أشبه اليوم بالبارحة.

3-3- ضاع الفرق بين أولاد المسيح و أولاد العالم تزاوجوا و إنتهت منهم معالم النعمة.إختفت سمة أولاد الله. فقال عنهم قولا فريدا لم يتكرر : قال عنهم أتعبتم الرب بكلامكم؟ ملا2: 17 .لأنهم برروا شرورهم الكثيرة و إدعوا أن الرب يرضي بها.هي المرةالوحيدة في الكتاب المقدس التي نسمع فيها أن البشر أتعب الرب.

بيت الصلاة :بدأ بناء الهيكل مجدداً علي يد هيرودس الملك و أنفق عليه ستة و أربعين سنة من عمره و عمر الشعب.ثم بعد أن أنتهي من بناءه بقي فيه المظهر و فسد فيه الجوهر و تحول إلي بيت تجارة؟ فيه صارت عملة العالم تحكم الهيكل.و الكهنة يتقاسمون الأرباح.و الذين يلومون البسطاء علي عشورهم ينهبون أرباح الصرافة.فتحول البيت إلي مغارة لصوص؟ و نزع عنه الرب صفة بيت الرب  و دعاه بيتكم أي بيت اللصوص و المرتزقة و الغاشين و اصدر قراره الحاسم  قائلاً هوذا بيتكم يترك لكم خراباً لو13 : 31-35 .و ما أسوأه مصير؟ تحقق بيد تيطس الملك الروماني عام 70 ميلادية. ثم أخيراً صار لنا الهيكل غير القابل للهدم الذي هو مسيحنا المتجسد.هذا هو بيت الصلاة بيت الحب و القداسة بيت السماء الذي فيه نستوطن.

لماذا هدمت الكنائس في مصر؟
راجع صفات بيت الرب السابق ذكرها ستجدها مفتقدة الآن..نعرف أنه لم يحدث أن كان هدم بيت الرب في أي عصر علامة علي رضاه. لا يسر الرب خراب بيته لا يفرح بحرق مذابحه و تدنيس هياكله .دائماً يكون السبب هو عدم رضا الله علي شعبه.لم يسمح الرب بهدم بيته إلا بواسطة أعداء لشعبه.ثم بعد أن يتوب الشعب يستدير سيف الرب لينتقم لشعبه و يعيد هيبة إسمه بينهم.لذلك لا ننشغل الآن بمن هدم الكنائس بل لماذا تهدمت الكنائس.ينبغي أن يكون هذا سؤال كل ضمير مسيحي حتي لو أعيد بناء الكنائس.إسألوا الرب لعله يكشف بليتنا لأن في وسطنا حرام كثير.أليس سماحه يحمل لنا رسالة ملخصها أن الرب غاضب من شعبه.لا أقول غاضب علي شعبه بل منهم.لأن ذبيحة الصليب تمنع غضب الرب علينا و لا تمنع أن يغضب الرب منا.لكي نتوب و نرجع فيمحي سيئاتنا و يجدد عهده معنا.

فليسأل كل واحد منا هل ساهم في هدم هذه الكنائس.كل واحد منا كان يمسك حجراً ليرجمها بالإدانة لبعضنا البعض هدمت كنائسنا..نحن لسنا كلنا ضحايا بل ربما نحن الجناة.بعضنا  سبق المخربون و أحرقوا الكنائس من الداخل بالإنقسامات و الشكاوي الكيدية و التحزبات و التباهي و إهمال الفقراء...أحرقناها بأنواع تجارة و أنشطة مفسدة.أحرقناها بإحتقار مائدة الرب و جعلنا الإهتمام بالمقدسات آخر ما نفكر فيه.و أصبحنا منشغلون بالأكثر ببناء الحوائط و نتباكي علي ترميمها دون أن نتباكي علي ترميم محبتنا للرب التي تهاوت من ضعف إلى ضعف

كم من المؤمنون مطروداً خارج الكنيسة؟ خارج محبتها و إهتمامها؟أقول  في خشية أنه حتي الله أحياناً يكون واحد من هؤلاء المطرودين من الكنيسة لأن محبة الرئاسة تجعل الله مختفياً فكم رئيساً في كل كنيسة يظن أنه بديلاً للمسيح و أهم من الهيكل.و أقدس من الذبيحة؟  هدمت كنائس كثيرة لأن إحتقار الأصاغر يطرد المسيح من هناك . تحترق الكنيسة بالقسوة التي في القلوب.بالأنانية و المجاملات و بالإهمال و النفاق تصبح مبانى بلا جدوى فيهون على الرب هدمها لعل الشعب يستيقظ.بالمراءاة للأغنياء يتحول الداخل إلي قبور فلا يصبح فرق بين الموت و الحياة و بين البيت و الخراب,.

نحميا النبى  توجع قائلاً هلم نبني سور أورشليم و لا نكون بعد عاراً و نحن فقدنا السور و البناء كله و لا نشعر بالعار بعد؟ المسيح غاضب غاضب غاضب.الإله لا يترك بيته خراباً لأنه سعيد بنا.فلنسرع لمصالحته كما يسرع إلينا.

هدم الكنائس يلزمه جداً إعادة تقييم لما  نفعله داخل كل كنيسة إذ لا منفعة من مباني جديدة و سلوكيات قديمة  فالعتيق يشق القديم و ينسكب إلي الأرض و يضيع خمرنا.

قبل أن نضع حجراً جديداً تعالوا نعود إلي الأساس الذي إبتعدنا عنه الذي عليه ينبني بيت الرب.شخص المسيح و محبة المسيح و محبتنا بعضنا لبعض التي صارت أكثر ندرة من الماس في كنيستنا .اي بناء آخر ليس مؤسسا علي محبة سيؤول للزوال.

لنكف عن الإفتخار بالحوائط.كما نفعل في حفلاتنا و أفراحنا بل و مآتمنا.لنفتخر بالرب الذي غفر و خلص و ستر الجنس البشري.

تعالوا نكف عن الجريمة التي نرتكبها كثيراً حين يتباهي البعض أو نتباهى بإسمه  و نفتخر بالكم و بعدد الكنائس التي بنوها و فخامة و إتساع الأبنية .ها هي كلها تهدمت بماذا ستفتخرون اليوم؟بماذا ستمتدحونهم اليوم؟متي يكون فخر الكهنوت هو توبة التائبين و الرحمة بالضعفاء و مصالحة الجميع مع المسيح و جذب غير المؤمنين للمسيح.كفوا عن مدح الحوائط.

لنعد إلي بساطة الأبنية المقدسة .أنظروا كم هي بسيطة أديرة آباءنا القدامي ندخلها فنخشع و نشعر برهبة اللقاء مع الله.بينما لما ندخل الكنائس المطرزة المبالغ فيها  نبقي منبهرين بجمالها و إتساعها دون أن نشعر برهبة و خشوع قدام الرب

توبتنا أهم من إعادة بناء الكنائس.الوقت وقت لنتذلل و ننطرح تحت يد الرب المخلصة و نقول له أخطأنا و أثمنا تجاسرنا و أجرمنا في حقك.الخيانة منا و أنت أنت هو المحب برغم كل معاصينا.تعالوا نبكت أنفسنا.نقرع صدورنا.لكي يعبر عنا غضب الرب.

إليك يا هيكلي الحب أصرخ
يا هيكلنا الذي لا يسقط أو يفسد أو يضمحل ها قد صرنا في مذلة.دسنا مقدسك قبل أن يدوسه الأعداء.نحن أفسدنا هيكلك.نحن أجرمنا و تعدينا و أثمنا.أنت لم تقصر أبداً.نبهتنا فلم ننتبه.كلمتنا فلم نسمع.قلت تعالوا فأدرنا عنك وجوهنا.وقفنا في ساحات مقدسك نتفاخر بالفاني و الزائل و نسيناك.نعم تجاسرنا علي هيبتك و فقدنا المخافة. تسلل الغرباء في إرثنا فصرنا نتحدث في الكنيسة كالغرباء و نصلي كالغرباء و نبقي قدام مذبحك و ذبيحتك غرباء فلم نعد نعرف الحظيرة و لم نعد نتبعك .اللصوص دخلوا  بيتك لا لكي يتوبوا بل لكي ينتشر النهب و الظلم و نحن في غفلة.

بروقك ومضت في السماء فلم نتب.أعطيت صوتاً و لم نرجع.صرنا مبشرين في الهواء نكرز للمال و نذيع علي الملأ ضحولتنا الروحية فينفر الناس منك بسببنا و يهجرونك فيما نظن أننا أبرياء و نحن في الحقيقة قاتلي أنفس. تركنا عملك الحي علي الأرض.أصبحنا نعلم كالفريسيين و نتصرف كالعشارين و القلب تقسي و لم يعد يرحم و نتبجح و نسأل لماذا تهدمت كنائسنا.

صار الخراب في المقدس  حين صار الخراب في قلوبنا. حين إحترق البعض بالشهوة فلم يبق سوي إحتراق الحوائط باللهيب. ولأننا لم نعد نرحم فلم تبق رحمة .نتخاصم في بيتك و نرفع ذبيحة ثم نتساءل لماذا لم تسمع.مكشوفون بأكاذيبنا  نعظ عن النهضة و نعيش مهزومون من ذواتنا.لأننا منتفخون كالفقاعات فشلنا. إذ بعد أن كللتنا بالمجد كللناك بالعار.صراعات في مقدسك فكيف يكون حال أورشليم.أضعنا إسمك من علينا فنزعت النعمة ريثما نستفيق.إهانة أَهَنَا إسمك القدوس فتجاسر علينا المقتحمون.سخروا منا لأننا لم نلتجأ إليك من كل القلب.تراهن البعض من أولادك  على غلق بيتك كناية في البعض الآخر من أولادك فلماذا نتفاجئ لو أحرقت كنائسنا..إذا كايد كاهن آخر و صارع اسقف آخر فكيف لا تحترق مذابحك. تجرأوا علينا لأننا تركنا طريقك سائرين في التيه غير مبالين بالأيام الضائعة .داسوا مقادسك لأننا سبقناهم و دسناها و لم نتبلم .تقدمنا لأسرارك بجسارة السارقين.تعاركنا في كل شيء نسمعه.نتهم اللحن و التعليم و الطقس و السر و الكهنوت و نريد أن تنبقي الكنيسة كنيسة؟ إلي اليوم.إلي اليوم لا نفهم .لا ننتبه. نمضي لا نبالى.كأننا لم نهينك و لم ندنس بيتك.كأننا لسنا مذنبين مع أننا مجرمون.إلي اليوم نتهاون و لا نفيق.نثمل من الشر و نترنح كالذاهبين إلي المقصلة .أشفق يا رب أشفق.إرحم و إغفر.لأنه لهذا الشعب قد كتبت البركة و قد قدست مذبحاً.أنت تكفي لغفران كل الخطايا لذلك أرجو.في دمك إغسل النجس و الأثيم.في محبتك إفتح عيون العميان و إجذب البعيدين.في غفرانك باب مفتوح.أنت تصفح لنا ذنب مذابحك المهجورة.أنت تغفر لنا أسوارك المتهدمة.أنت تزيل عنا العار بصليبك.هدموا كنائسك فإصنع لنا غيرها في القلب.ليكن القلب مذبحك.و الشفاه بخور.و اليدين أعمالاً ترضيك.لنكن نحن شركاء الذبيحة بالقلوب المنكسرة.فلنحنِ رؤوسنا أمامك كالمستعدين للذبح.و نقرع صدورنا أمامك كالنائح علي وحيد له.حتي تتراءف و تعود .حتي ترضي.لأنه في رضاك حياة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع