الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. إسماعيل خديويًا على مصر
  • ١٢:٣٩
  • الاربعاء , ١٨ يناير ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. إسماعيل خديويًا على مصر

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣١: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧

الخديو إسماعيل
الخديو إسماعيل

فى مثل هذا اليوم 18 يناير 1863..
ولد الخديو إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا، في قصر المسافرخانة بالقاهرة، في 31 ديسمبر 1830، وبعد حصوله على التعليم في باريس عاد إلى مصر وأصبح وريثًا شرعيًا للعرش، وبعد وفاة أخيه الأكبر قام سعيد باشا بإيفاده في مهمات عديدة، ثم أرسله في جيش تعداده 14000 إلى السودان وعاد بعد أن نجح في تهدئة الأوضاع هناك، وقد جاء خديويًا على مصر في 18 يناير 1863 خلفًا للوالى محمد سعيد باشا، فكان بذلك خامس حكام مصر من الأسرة العلوية.

حصل «إسماعيل» على لقب خديو من السلطان العثماني بموجب فرمان في 1867 مقابل زيادة في الجزية، وتم بموجب هذا الفرمان أيضًا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة لأكبر أبناء الخديو سنًا، كما حصل في 1873 على فرمان آخر يتيح له استقلال أكثر عن الدولة العثمانية وعرف بالفرمان الشامل، والذي منحه حق التصرف بحرية تامة في شؤون الدولة ما عدا عقد المعاهدات السياسية، وعدم حق التمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربية، مع الالتزام بدفع الجزية السنوية، إلى أن خلعته إنجلترا عن العرش في 26 يونيو 1879.

تحققت لمصر في عهده قفزة نهضوية مازالت آثارها شاهدة عليها إلى اليوم، ففي عهده امتد نفوذ الإدارة المصرية على طول ساحل البحر الأحمر الغربي وبعض أجزاء من بلاد الصومال، وفي 1865 حصلت مصر من الدولة العثمانية على حق إدارة ولايتي مصوع وسواكن، وفي 1870 أنشأت مصر محافظة سواحل البحر الأحمر والتي تمتد من السويس شمالًا إلى رأس جردافوي جنوبًا، وفي عام 1875 تنازل الباب العالي لمصر عن ميناء زيلع مقابل جزية سنوية مقدارها 15000 جنيه تركي.

حوّل «إسماعيل» مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد على باشا إلى مجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه وافتتحت أولى جلساته في 25 نوفمبر 1866، كما حوّل الدواوين إلى نظارات (وزارات)، وأنشأ مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة الدولة وانحصر اختصاص المحاكم الشرعية في النظر في الأحوال الشخصية، وتم إلغاء المحاكم القنصلية وتبديلها بالمحاكم المختلطة كما انتهي في عهده مشروع حفر قناة السويس، وتم افتتاحها باحتفال مهيب، وأنشئت القصور الفخمة مثل قصر عابدين ودار الأوبرا الخديوية، وكوبري قصر النيل، وتم استخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية، وتمت إضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه.

واقتصاديًا وزراعيًا، زادت مساحة الأراضي الزراعية، وتم حفر ترعة الإبراهيمية والإسماعيلية في شرق الدلتا وزادت مساحة الأراضي المزروعة قطنًا، وأنشئت الكثير من المصانع، ومن بينها 19 مصنعًا للسكر، منها (أرمنت والمطاعنة والبلينا وجرجا والمنيا والشيخ فضل والفيوم)، وتم إصلاح ميناء السويس وميناء الإسكندرية وتم بناء 15 منارة في البحرين الأحمر والمتوسط، لإنعاش التجارة وزادت ميزانية نظارة المعارف.

تم تكليف على مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم وتكليف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ وتم إنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، وهي مدرسة السنية وأنشئت دار العلوم لتخريج المعلمين، ودار الكتب والجمعية الجغرافية، ودار الآثار، كما شهد عهده انتعاشة صحفية وظهور الكثير من الصحف.

سافر بعد عزله إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة، إلى أن توفي في منفاه في 2 مارس 1895 في قصر إميرجان في إسطنبول، وقد نحت صانع التمثال الإيطالي بييترو كانونيكا تمثالًا، وأزاح الملك فاروق الستار عنه في 4 ديسمبر 1938 بميدان المنشية، ونقل بعد ذلك، حتى استقر في ميدان الخديو إسماعيل بكوم الدكة بالإسكندرية.

ويقول الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ المعاصر ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، إذا كان بعض المؤرخين قد أدانوا إسماعيل بسبب الديون فإننا- قياسا بالعصور التالية- لم نجده وضع مالا في جيبه الخاص، وكان لإسماعيل رؤية تحديثية معاصرة واضحة المعالم ومتكاملة، وقد أراد للقاهرة أن تكون باريسا أخرى على النيل، ولعل من أبرز من عاونوه في مشروعه التحديثي وكان ساعده الأيمن هو على مبارك الذي كان رفيق البعثة التعليمية الذي كان فيها إسماعيل (بعثة الأنجال) في 1844 وعهد إسماعيل لمبارك بوزارتي الأشغال والمعارف ولم يكن إسماعيل ليفعل ما فعله ويحقق مشروعه التحديثي الضخم والمعاصر لولا أنه كان يحب مصر قولا وفعلا...!!