الأقباط متحدون - معمودية الماء و معمودية النار
  • ١٥:٠٤
  • الاربعاء , ١٨ يناير ٢٠١٧
English version

معمودية الماء و معمودية النار

أوليفر

مساحة رأي

٤٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Oliver كتبها
الكلمة في الماء و الروح في الهواء و الآب يتكلم من السماء .هذا  إعلان الثالوث الأقدس يعمل عملاً جوهرياً لخلاصنا.

يوحنا المعمدان الرجل النارى كان يعمد بالماء. الرب يسوع الغصن اللين صار يعمد بالروح القدس و نار
معمودية الماء تمسح الجسد من الخارج لكنها لا تغير القلب لا تتغلغل الفكر لا تنقي الروح.لذلك بقيت معمودية يوحنا علي كرامتها عند الشاطئ.أما الرب يسوع العظيم فقد دخل بنا إلى عمق العمق لكي بمعموديته يصبح القلب منبعاً للطهارة. والروح تفيض بالنقاوة والفكر يمتلأ إستنارة.

النار و الماء
النار الآكلة تسكننا الآن.لكنها لا تأكلنا لأننا لم نعد للحريق .إذ لما وضعت الفأس علي أصل الشجرة إستبدل الرب شجرة الموت  المستأصلة بذاته هو شجرة الحياة الأبدية فكانت الكفارة علي الصليب و مات الموت .هذا نفس الموت الذي يموت ثانية في المعمودية.يموت موتنا و نلبس حياة المسيح .ما أعجب هذه المعمودية التي أوصي بها مخلصنا الصالح فيها الماء تسكنه النار .لا تنطفىء النار لأنها سماوية و لا يتبخر الماء لأنه ممسوح بالروح .فالماء ماء حياة و النار نار نجاة. بالماء تتهرأ القساوة وبالنار  تتلاشي الغشاوة  و نلبس الجديد بغير تباطؤ.نحن بالمعمودية أبناء الماء و النار.نقتني الماء للشبع و النار للتوبة.بالماء تسري المحبة للجميع و بالنار المتصاعدة تتجه أشواقنا  إلى فوق للثالوث الأقدس.الماء تعطينا حياة و النار تأخذنا للحياة.ماء المعمودية المسيح الذى يغمرنا من كل جهة فنلبسه كثوب نورانى و نار المعمودية الروح القدس و الآب التي تلهبنا من الداخل و تميت العتيق ثم تستقر فينا بغير رجعة و يسكننا الروح القدس و يهبنا الآب بنوته .ففي المعمودية لا يغيب أقنوم كما لم يغب أقنوم في نهر الأردن. و لا غاب أقنوم في الثالوث منذ الأزل و إلي الأبد .إن معموديتنا صارت كمعمودية المسيح هي أيضاً ثيؤفانيا أي إعلان و ظهور إلهي ليس علي صفحة الأردن بل على طبيعتنا التي كانت قبل المعمودية مائتة ثم قامت بسر عظيم.

يوحنا المعمدان و كارزى هذا الزمان
لم يكن هذا البار العظيم يعرف من هو مخلصنا وسط طابور المنتظرين التغطيس في الأردن.لكن الروح أعطاه علامة لكي يعرفه.الذى تجد الروح نازلاً و مستقراً عليه فهذا هو.و أنت يا كارز هذا الزمان هل تكرز لمن إستقر عليه الروح.هل تقف تنتظره حتى لو كنت في برية ليس فيها من يسمع و يستجب لكرازتك.أنظر و إطمئن.ففيما خرج الكارز إلي البرية و ظن أنه منسياً  ذهب إليه الجميع ثم ذهب إليه المسيح في البرية و أظهر بعظمته تواضعه .و فيما شهد الكارز العظيم يوحنا للمسيح إلها و حملاً يخلص العالم شهد المسيح له المجد ليوحنا أيضاً أنه أعظم من نبى ها أنت مطمئن فالحب بين الكارز و المكروز به حب متبادل.أنت تشهد له و هو يشهد و يؤيدك بنعمته. أنظر المسيح غير مدين لك بشيء.أنت تكرز و تأخذ ما هو أعظم مما تعط.فإستمر لا تبحث عن مكاسب يكفيك أن تأكل الجراد أقصد أن تقضي علي السنين العجاف التي تعيشها النفوس و تجردها من الثمر. خذ هذا الجراد تذكاراً لقلب الكارز النقي الذى يحمل الخطايا ليضعها على رأس الحمل.لباسك الإبرى من وبر الإبل هو صليبك الخشن الذي لا يؤلمك بل يدفئك فدم الصليب هو ألم المجد و مجد الألم .لا تخلع وبر الإبل أيها الكارز فليس لك ما تلبسه سوى الصليب. و لو هددك الجنود كن صوتاً كالأسود.فهم يهربون من الحق لأن زئيرك يكشف زيفهم.أصرخ في برية الناس و نادى لهم بمخلص الكل.لا تتوقف عند تهديدات هيرودس فهو الذي يخشاك.لأن المسيح الذي إعتمد منك صار لك مصيراً,فماذا في يد هيرودس يهددك به إذ المسيح حياتك.فليقطعوا الرأس و ستبقي تتكلم و ترعبهم.فليدفنوا الجسد لكنهم سيظنون أن يوحنا قد قام من الأموات.لن يبق رأسك علي طبق ايها الكارز.لن تصبح ذبيحة إلي الأبد.لأن أطباق الملوك ستنكسر.و رقصات اللاهيات تتحول إلى حشرجات الموت.و كل هيروديا ترمى بإتهامات شيطانية ستنكوى بما رمت.فإبق كارزا و صوتاً للكلمة المتجسد.فهوذا أصوات إنكسار أطباق سالومى في الأسماع.تكلم بجرأة أمام كل سلطة,فالموت ليس لك أنت إبن النار و الماء.الموت لمن لم يلبسوا المسيح.الموت لمن لم يسكنهم روح الحياة.الموت لمن ليسوا أبناء الآب.الموت للسالكين بمشيئة الجسد .فإكرز لا تبال فأنت مؤيد بنار مثل إيليا و ماء مثل السامرية.

ذكريات موتى
أذكر حين جئتك متعرياً من كل بر و فضيلة و قداسة.أذكر أنني خجلت كيف أظهر أمامك خال الوفاض .تسائلت كيف يرقد الموت قدام الحياة على حافة ماء ممتزج بنار.خشيت أن أغرق أو أحترق.لأنني ظننت أن الماء مثلما نعرفه و النار كما ندركها فإذ بالماء ليس كماء الطبيعة و إذ بالنار مستترة بغير لهيب منظور.كانت المعمودية قدامى مثل هوة عظيمة تفصل بين عالمين و إنسانين و طبيعتين.لم تكن مرئية مثل بركة سلوام.و لا كان هناك ملاك أراه بل كاهناً لم أراه.كنت منكمش في ذاتى.مستغرق فى داخلى.كنت ميتاً و يا للغرابة فكنت أخشي الموت ثانية.فكيف يموت الميت مرتين.ثم علمت أن من قام من موته الأول لا يعود للموت عليه سلطان ثانية.أنا لم أكن أفكر في قيامة .كنت مسلوب الإرادة لا أعرف كيف سيكون الأمر.كيف أموت و أعيش في آن واحد.كيف أخلع عتيقاً و ألبس جديداً في آن واحد.كيف آخذ سلطان الطبيعة السماوية و أترك سلطان الطبيعة الأرضية في وقت واحد. قيامة أولى لم تكن تشغلني لأنني لم أكن أعرفها.كما لم يكن يوحنا يعرف المسيح قبل أن ينال علامة.كنت أنتظر علامة .هل الروح سينزل مثل حمامة؟ هل سيستقر علي رأس المسيح الغاطس معى في المعمودية أم يستقر على أنا.أم علينا معاً فأصير إنسان المسيح الذي شابهه في كل شيء في المعمودية. دخلت تحت الماء.ألقتنى يد لم أرها.كمن يحكم بالموت على,غمرتني التيارات .عيناى مغلقتين لكنني أري ما لا يوصف.شيئاً ينسحب من كل الكيان و ثوباً بديلاً تنسجه يد بللورية حسب مقاس جسدى الجديد.تحت الماء سمعت صوتاً ينادي الآب و الإبن و الروح القدس و في كل مرة كانت إستجابة.لبستني البنوة في النداء الأول فلم أعد أخشى الغرق.كسانى النداء الثاني بثوب مبهر كأنني ملاك فلم أعد أرى العرى الذى كنت فيه.و عند النداء الثالث دخل لسان نار بدأ من راسى و طال كل جزء في جسدى ثم إستقر في قلبى.كنت أرى قلبى هو المعمودية ذاتها التي رأيتها قبل أن أهبط فيها.منذ أن دخلنى الروح رأيت كتاباً ناصعاً عليه إسمي بتوقيع مكتوب بالدم تحته إسم يسوع.فتعجبت أهكذا يصبح الإنسان سماوياً ذا ميراث لا يضمحل فقط لأنه قبِلَ أن يؤمن بالثالوث و عمله و سكناه.فتحتُ عيناى فرأيت الناس ليس مثلما رأيتهم قبلاً.إرتديت ملابسى و مضيت من المكان لكن المكان ظل يلازمني حتي اليوم.كلما تضايقت أجده فأرتكن إليه و أستجمع قواى من لهيب يسكنني و شوق يحكمني و مسيح يلبسنى و بنوة تطمئنني .فأسمع صوتاً يرن بجواري و في داخلي بكل رقة و حنو .لا تخف أنت إبن الماء و النار.
#Oliver_the_writer

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع