الأقباط متحدون - مصر بين شفيقين
  • ٠٨:٠١
  • السبت , ١٧ ديسمبر ٢٠١٦
English version

مصر بين شفيقين

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١٦

 محمود شفيق
محمود شفيق

د. مينا ملاك عازر
في الوقت الذي احتفل فيه الموقع العالمي جوجل بمرورمئة وأربعة أعوام على ميلاد المصرية درية شفيق، كان الإخوان يحتفلون بما فعله ابن الاثنين وعشرين عام محمود شفيق، الذي لم يكن على وجه الأرض حينما رحلت بنت النيل عن عالمنا، لكن ليست الفجوة الزمنية هي الفجوة الوحيدة التي تفصل بين شفيقي مصر، بل أيضاً فجوة عقلية منطقية، فشفيق محررة المرأة والمناضلة ضد الإنجليز مواليد طنطا البلد الريفية، غير شفيق الفيومي مواليد صعيد مصر، شفيق التي كتبت وبحثت وفكرت وناضلت غير شفيق الذي فجر ولم يفكر، والتباين بين شفيقي مصر هو الفرق الذي يجب علينا أن نستوعبه حقاً لنفهم كيف وصلت مصر لحال سيطرة شفيق الصغير على مصر؟وفكر أصحابه على أمثاله، وكيف تضاءل وتوارى فكر درية شفيق بنت النيل وصارت المرأة تكافح للآن لإصدار قانون يحافظ على حقوقها ولا يهدرها، كما تحاول المرأة النائبة المصرية يومنا هذا.

حتى أنها نست أن لولا درية شفيق وأمثالها ما كان للمرأة المصرية أن تأخذ حقالانتخاب في دستور عام 1956 لكن نائبة اليومين دول تهدر كل هذا، في الوقت اللي كانت المرأة تكافح لتحررها بقيادة درية شفيق بات على محمود شفيق ومن على شاكلته وأد المرأة وقتل الآخر، وسفك دماءه حتى لو وصل الحال لتفجير النفس وسط الجماهير الغفيرة.

انتقلت مصر بين النضال الفكري الذي أدى للنجاح الذي كافحت له درية شفيق فكرياً، لكن النضال الملح الذي يناضله الإخوان وإرهابيو هذا الزمان ممن تحت قبة البرلمان، فهو نضال لن يؤدي إلا إلى فشل الأمة، فما بين سلاح شفيق وقوانين المرأة والجمعيات الاهلية، تعيش مصر فجوة زمانية، فالدول تكبر تتقدم، وإحنا نكبر نخيب، وليتجلى التباين الفكري بين الأجيال في الهوة التعليمية التي سقطت فيها مصر بسبب المد الوهابي الذي سيطر علينا للأسف .

فباتت مصر الآن أسيرة لأفكار شفيق مفجر نفسه وللأمية التي كافحتها درية شفيق بتأسيسها حركتها لمكافحة الأمية والجهل في الأحياء الشعبية بالقاهرة، وكان من بين ما أسسته مدرسة لمحو الأمية في حي بولاق، حياة المناضلة درية شفيق مليئة بالإنجازات لأنها عاشت لأجل مصر بعكس الذي عاش ليدمر مصر، فمات وبقت مصر، وبقى الأقباط وستبقى مصر وسيرحل كلإرهابي منغلق الفكر داعي لقهر المرأة، فهل تفهمون دروس التاريخ أم أنكم ستعاندوه فيدوسكم، وتصبحون في مزبلة التاريخ.

المختصر المفيد التعليم يا سادة قبل الأمن، لأن التعليم أمن قومي، ولعل الوقاية خير من العلاج.