الأقباط متحدون - مصر والخليج في 2016.. غرام تحول إلى انتقام (تقرير)
  • ١٦:٠١
  • الجمعة , ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦
English version

مصر والخليج في 2016.. غرام تحول إلى انتقام (تقرير)

١٠: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦

الرئيس السيسى و الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود
الرئيس السيسى و الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود

المملكة والدوحة والمغرب يعاقبون مصر بالعلاقات مع إثيوبيا
القاهرة تحدد موقفها من القضية السورية.. والسعودية ترد بمنع البترول

كتب - نعيم يوسف
"مصر.. زيارة الملك سلمان ترسم مستقبلاً جديداً للمنطقة".. هكذا عنونت قناة "العربية" -السعودية- زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى القاهرة، كما بث التلفزيون المصري من جانبه أغنية خاصة للترحيب بخادم الحرمين الشرفين، باللهجة الخليجية، إلا أن العلاقات التي كانت في أوجها بداية العام الذي أوشك على الانتهاء (2016)، تحولت إلى جفاء شديد مع حلول نهاية العام، ونعرض في السطور التالية أبرز مسارات علاقات مصر بدول الخليج في هذا العام.


زيارة تاريخية
يعتبر التحول في العلاقات بين القاهرة والرياض من أبرز ملامح العلاقات المصرية - الخليجية، خاصة أن المملكة تتزعم دول الخليج، وتقودهم حيثما شاءت، وقد بدأ العام والعلاقات بين البلدين في ذروتها، حيث زار العاهل السعودي القاهرة عدة أيام، التقى فيها العديد من القيادات المصرية، بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحتى شيخ الأزهر، كما جمعه لقاءًا تاريخيًا هو الأول من نوعه الذي يجمع بين ملك السعودية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني.

اتفاقيات بعشرات المليارات
وقع الملك سلمان، خلال هذه الزيارة مع الجانب المصري العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أبرزها إنشاء صندوق استثمار مشترك بقيمة 60 مليار ريال (16 مليار دولار)، وإنشاء منطقة اقتصادية حرة ومشروعات إسكان وكهرباء وطرق وزراعة في سيناء من أجل تنميتها، والإعلان عن اتفاق لإنشاء جسر بين السعودية ومصر، اقترح الرئيس السيسي تسميته "جسر الملك سلمان بن عبد العزيز".

خلال الزيارة تم توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وأعلنت القاهرة أن الاتفاقية أسفرت عن تسليم القيادة السعودية السيطرة على جزيرتي تيران وصنافير، الأمر الذي أثار زوبعة عاصفة في مصر، وبالتالي لم يتم تنفيذ هذا التسليم حتى الآن.


دفء يتحول لصقيع
الدفئ في العلاقات بين البلدين لم يستمر حتى نهاية العام، بل حملت شهور فصل الشتاء برودة شديدة بين القاهرة والرياض، بدأت في الظهور عقب تصويت مصر لصالح قرار روسي في مجسل الأمن يطالب بالهدنة في حلب، ورغم رفض القرار وتصويت مصر لصالح قرار فرنسي -تم رفضه أيضا- تؤيده المملكة إلا أن مندوب السعودية خرج بأول تصريح يعلن هذا الجفاء، لافتا إلى أن موقف مصر كان "مؤلمًا".

رد فعل شديد
قررت الرياض معاقبة مصر سريعا، عن طريق وقف شحنات المشتقات النفطية -التي كانت ضمن الاتفاقيات التي وقعها الملك سلمان- للقاهرة، كما توجهت إلى إثيوبيا -التي تبني سدا يهدد مياة النيل- وسرعان ما تبادلا الزيارات الرسمية وعقدا عددا من الاتفاقيات.

مصر والقضية السورية
من جانبها، اتخذت مصر عدة مواقف في القضية السورية أشعلت الصراع، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، دعمه للجيش العربي السوري، المؤيد لبشار الأسد، الذي تريد الدول الخليجية الإطاحة به، كما رفضت القاهرة التدخل عسكريا في كل من اليمن، وسوريا، بناء على طلب سعودي.

المساعدات الخليجية
أوقفت دول الخليج المعونات والمساعدات المادية للقاهرة، حيث صرح محافظ البنك المركزي، طارق عامر، في كلمة له بمؤتمر الشباب، بحضور الرئيس السيسي أن أسباب ارتفاع سعر الدولار هو عدم وصول المساعدات الخليجية لمصر هذا العام.

أزمة مع المغرب
اندلعت أزمة جديدة بين مصر والمغرب، بسبب جبهة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" أو "البوليساريو"، الانفصالية عن المغرب، حيث شاركت مصر في القمة الإفريقية بمشاركة رفيعة المستوى بوفد يرأسه السيسي بنفسه، بينما انسحبت دول الخليج، كما حضرت هذه الجبهة احتفالات مصر بـ150 عامًا برلمانيا في شرم الشيخ، وقد تعمقت الفجوة بين البلدين، حيث اتجهت المغرب هي الأخرى إلى إثيوبيا، وتم تبادل الزيارات الرسمية.

قطر.. مازال التوتر مستمرا
أما قطر، فقد ظلت العلاقات المصرية معها متوترة جدا، كما توجهت الإمارة العربية خلال هذا العام إلى إثيوبيا، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات وتبادل الزيارات الرسمية، بينما تتهمها القاهرة بأنها تأوي الإرهابيين من جماعة الإخوان.

مصر ومجلس التعاون الخليجي
وعقب حادث تفجير الكنيسة البطرسية أصدرت وزارة الداخلية بيانا، أكدت فيه أن المتهم الرئيسي زار قطر للقاء قيادات الإخوان والتخطيط للعملية، وبعدها أصدر مجلس دول التعاون الخليجي بيانا أعرب فيه عن رفضه للزج باسم قطر في القضية، فردت عليه الخارجية المصرية وقالت: "أنها كانت تتمنى أن يكون البيان أكثر تعاطفًا مع مصر بعد هذا العمل الإجرامي الذي استهدفها".

 الإمارات خارج السرب
رغم كل ما حدث إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة أختارت أن تغرد خارج السرب، وظلت علاقتها مع القاهرة مستمرة على نفس الوتيرة من الدفء، فهل ستحمل  أيام وفصول العام المقبل عن عودة لنفس الدفء بين القاهرة وباقي دول الخليج؟! هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبل