الأقباط متحدون - حوار مع صديق عن الخلايا الجذعية
  • ٠٩:٤٢
  • الخميس , ٢٩ ديسمبر ٢٠١٦
English version

حوار مع صديق عن الخلايا الجذعية

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٢١: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠١٦

خالد منتصر
خالد منتصر

 جمعتنى جلسة على شاطئ القناة مع صديقى د. مصطفى قاسم أثناء زيارته القصيرة لمصر، د. مصطفى صار واحداً من أهم علماء الخلايا الجذعية فى العالم من خلال معمله فى إحدى جامعات الدنمارك، التى وفرت له كل الظروف ومنحت كل الدعم لباحثنا المصرى لكى يتميز فى هذا المجال ويصبح ممن يشار لهم بالبنان عند الحديث عن الخلايا الجذعية، انتهزت الفرصة وسألته سؤالاً مباشراً وواضحاً وأردت منه إجابة قاطعة: «ما حدود استخدامات الخلايا الجذعية فى العلاج الآن؟»، رد بحسم: «قولاً واحداً.. لا يوجد علاج بالخلايا الجذعية معترف به علمياً حتى هذه اللحظة إلا فى مجال واحد فقط ومحدد، فى سرطان الدم حين تعطى علاجاً كيماوياً ثم إشعاعياً عنيفاً، ثم تأخذ خلايا جذعية من نخاع العظم وتحقنها للمريض، والنتائج بالفعل مشجعة». طلبت منه التحديد أكثر وسألته «وماذا عن علاج ضمور العصب البصرى والشبكية بالجذعية؟»، كان الرد: «كلام فارغ ونصب وجريمة».

 
و«ماذا عن علاج العقم؟»، نفس الرد: «كلام فارغ ونصب ودجل وجريمة».
 
طلبت منه تحمل أسئلتى الساذجة.. و«ماذا عن علاج الشلل وألزهايمر وتليف الكبد.... إلخ بالجذعية؟»، رد د. مصطفى قاسم: «كل ما ذكرته من أسئلة من الشبكية حتى العقم والشلل ما زال فى إطار البحث ومعظمه فى مرحلة رقم واحد والبعض صعد إلى مرحلة التجريب على الحيوانات». لكن ماذا عن ألمانيا مثلاً والتى يُكتب كثيراً على الإنترنت أن فيها مراكز علاج بالخلايا الجذعية؟
 
رد د. قاسم بهدوئه المتأمل: «هو انت فاكر إن ألمانيا مفيهاش نصّابين؟»، كان ردى: «بس فيها قانون»، كانت المفاجأة أن قانونهم هناك للأسف فيه ثغرات ولوبى الأطباء هناك قوى ومراكز الخداع بالخلايا الجذعية للأسف موجودة.
 
وقال صديقى: «أشاهد فى الدنمارك ضحايا منهم»، وفى النهاية ليس كل خواجة ملاكاً، والمراكز قليلة ويضيّق عليها برغم قوة اللوبى هناك!!
 
شرحت له سبب أسئلتى المتكررة وإلحاحى الممل، وهو أن هناك عيادات كثيرة تحقن مرضى العقم بحقن الخلايا الجذعية بخمسين ألف جنيه، ومرضى تليف الكبد بستين ألف جنيه، ومرضى الشبكية الذين يعانون من العمى بسبعين ألف جنيه، ومرضى الشلل الرباعى بمائة ألف جنيه!!
 
اندهش وكاد يغمى عليه من هول المفاجأة وسألنى «إلى هذه الدرجة؟»، قلت له ولدرجة أن الإعلام يروج لهم بكل بجاحة فى بوتيكات برامجه على أنها فتوح علمية وغزوات عبقرية!!
 
امتد حوارى مع صديقى العزيز حول غياب انضباط المصطلحات والجهل بأبجديات العلم وعدم معرفة معنى الطب القائم على الدليل وعدم احترام مراحل اختبار الأدوية والعلاجات والسربعة فى إعلان نتائج الدواء نتيجة الشهوة الإعلامية وعدم الصبر على وسوسة العلم وشكه الذى يدفعه أحياناً لسحب الدواء من الأسواق بعد اكتشاف عرض جانبى خطير حدث لمريض فى أقصى بقاع الأرض!!
 
مرضى مصر مستباحون، واقعون بين شقى الرحى؛ مستشفيات تطلب منك شراء القطن والشاش، وعيادات تطلب منك بيع هدومك وبيتك لتعالجك بوهم الخلايا الجذعية!!
نقلا عن الوطن
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع