الأقباط متحدون - أجمل خريف بالعالم
  • ١٨:٢٦
  • الجمعة , ١٦ ديسمبر ٢٠١٦
English version

أجمل خريف بالعالم

ليديا يؤأنس

مساحة رأي

١٥: ٠٣ م +02:00 EET

الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: ليديا يؤانس
هل تعرف أين يوجد أجمل خريف بالعالم؟
هل تعرف أين يوجد أجمل شتاء بالعالم؟

هل سمعت عن البلد ذات الخليط العجيب من الشعوب واللغات واللهجات والثقافات والأكلات والمعتقدات؟
 
أجمل خريف بالعالم تجده بكندا،  ربما فصل الخريف أجمل من فصل الربيع،  بل ربما أجمل فصول العام كله!

أوراق الأشجار والزهور الموجودة في كل مكان بكندا،   سواء في الغابات أو الحدائق أو المنازل أوالطرقات،  كلها ذات شكلًا جميلًا رائعًا مُبهجًا.

إذا كُنت أو لا كُنت تتذوق الطبيعة،   فإن منظر الأشجار بألوانها في كل مكان،  يُجبرك علي أن تقف وتنظُر وتتأمل الأشجار بألوانها المختلفة،  التي تجعلك لم تُصدق عينيك، من غرابة ونُدرة الألوان.

الأشجار تتباري فيما بينها،  وكأنهم في سباق فني،  وكأن كل شجرة تُريد أن ترتدي فستانًا جميلًا،  ذو لونًا خاصًا رائعًا أفضل من الشجرة المجاورة لها!

حينما تُشاهد المنظر تجد فعلاً،   أشجارًا مُتراصة بجانب بعضها ولكن كل شجرة تتميز عن الأخري بإختلاف شكل الأوراق وأيضا  إختلاف الألوان.

قد يكون لون أوراق الشجرة الواحدة،   عبارة عن مجموعة ألوان مختلفة ولكنها متجانسة،  علي أرقي إبداع فني،   ويُخيل إليك أن الشجرة تمد يدها بباقة ورود مُنعشة تُبهج روحك،  فتنسي ما يؤجج حياتك من مشاكل أو الآمات مؤلمة علي نفسك.

أراهن أي إنسان،   يقول لي أن الأشجار نسيت أن ترتدي لونًا من الألوان الموجودة بالكون،  التي خلقها الله أو كونتها ريشة الفنان الرسام!

كل هذه الكرنفالات الطبيعية تحدث في فصل الخريف،  وحتي عندما تسقط هذه الأوراق علي الأرض، عند دخول فصل الشتاء،  فهي تتساقط بألوانها الجميلة الإبداعية،  وكأنها تفرش الطريق ببُساط رائع التصميم تم إعداده خصيصًا،  لإستقبال فصل الشتاء القاسي شديد البرودة،  وإن كان  الشتاء أيضًا يبدو جميلاً!

الشتاء في كندا،  لا يقل إبداعاً عن الخريف،   فبالرغم من قسوته،  إلا أن المنظر يبدو رائعًا عند هطول الثلوج الناصعة البياض علي كل الأراضي والطرقات.

أيضًا الأشجار ألتي خلعت فساتينها الملونة الجميلة وأفترشتها تحت أقدام الشتاء،  لن ينس الشتاء أن يرُد لها الجميل بأن يكسوها بفساتين جميلة بيضاء!

الثلوج البيضاء في كل مكان،  فيها إغراء للأطفال للعبث واللعب بالثلج وهو مازال  هشًا،  فتغطي الثلوج ملابسهم،  وتتناثر علي وجوههم وهم سعداء،  غير مُبالين بدرجة برودة الجو والثلج الذي يغوصون بداخله، وهم مُرتدين الملابس المناسبة للثلج.

البالغين يسعدون بالتزحلق علي الجليد والتريض لكسر قسوة الشتاء القاسي.

والبعض يكتفي بالجلوس خلف النوافذ، لمُشاهدة هذه المناظر الطبيعية الجميلة،  من داخل المنازل الدافئة،  للإستمتاع بالدفء والإستجمام والتأمل.

نعم بالرغم من قسوة المناخ في كندا،  إلا أن الطبيعة التي خلقها الخالق المُبدع،  لكي يُسعد مخلوقاته في ظل قسوة الحياة في هذه المناطق، تلون الحياة وحياتهم،  وترسم لوحات فنية رائعة،  تشد إنتباه الإنسان الذي يحيا في هذا البلد الجميل،   ليستمتع بهذه الكرنفالات الطبيعية التي حوله،   فينسي معاناة المعيشة وقسوة الحياة من حولة.

هذه الكرنفالات الطبيعية تحتضن الشخص مثل الأُم التي تحتضن صغيرها بجسدها،   لتحافظ عليه وتحميه من أي حوادث فجائية، وتشعره بدفئها وحنانها.

فالشخص حينما ينظر أمامه أو خلفه أو تحت قدمية أو عندما يرفع عينيه إلي فوق،  يستمتع بهذه الطبيعة الخلابة، يشعر وكأنه يسبح عبر قنوات فضائية لإستكشاف حياته الماضية والمستقبلة.

فهذه قناة تأخذه للكرنفال الذي خلفه وكأنه يسترجع ذكرياته من خلال هذه اللوحات الإبداعية!

وتلك تأخذه للكرنفال الذي أمامه فيبدأ يسرح بفكره وعيونه مُترقبة للمستقيل الآتي!

وأخري تأخذه للكرنفال الذي تحت قدمية فيشعر وكأن البساط السحري يحمله إلي حيث أمنياته التي يتمني حدوثها بسرعة!

وإذا رفع عينيه إلي فوق سيجد اللوحات الرائعة التي تستقطب الفكر والخيال لتمنحه الإبداع!


ولكن أجمل كرنفال مُمكن أن تشاهده وتحبه هو كرنفال المواطنة في كندا.
 
مواطنو كندا عبارة عن كرنفال،  من مختلف الشعوب والمعتقدات والثقافات،  كندا أكثر دولة في العالم بها كرنفال من مختلف الشعوب،  ومختلف الأشكال والألوان،  مثل أشجار الخريف الكندية.

في كندا تجد الكندي الأصلي،  بجانب الكندي المُتجنس،  والكل واحد لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات،  الكل سواسية أمام القانون،  ليس هناك تحيز لأي نوعية من الذين يعيشون علي الأراضي الكندية.

في كندا تجد كل المعتقدات،  اليهودي والمسيحي والمسلم والبوذي والسيخ والهندو وشهود يهوة وعبدة الشيطان والملحدون ومئات من المعتقدات،   ليس هنا المجال لذكر كل هذه المعتقدات.

ولكن ليس من حقك أن تفرض مُعتقدك علي الآخرين أو تقوم بإدانة الآخرين!

ليس من حقك أن تُكفر إنسانًا وتستحل دمه!
 
ليس من حقك أن تسحله في الشوارع مثلما حدث مع بعض المسيحيين،  وبعض الذين يؤمنون بالمذهب الشيعي في مصر،  لأنك تحاسبهم وتعاقبهم،  وكأنك الديان ونصبت المحكمة للحساب والعقاب!

 ليس من حقك حتي محاولة شرح معتقدك للآخرين، وإلا ستقع أنت تحت طائلة القانون.

في كندا تجد،  خليط من الأزياء الجميلة، ملابس هندية،  عربية،  إسلامية،  يهوديه، أوربية،  ولكن ليس مسموحاً لأى  شخص،  أن يحتقر ملابس الآخرين، وإلا سيعاقب قانونياً.

في أي مكان،  الشارع،  الأتوبيس،  المحلات العامة،   تتطاير إلي أذنك،   لغات ولهجات مختلفة،  الياباني والعربي والفرنسي والكردي والصيني والأنجليزي،  فتقف مُتعجباً،   كيف لهذا الخليط من اللهجات واللغات ينسجمون مع بعض ويفهمون بعض ويحترمون بعض؟!

في كندا لغتين أساسيتين للتعامل،   هُما الأنجليزية والفرنسية،  للتعامل في المؤسسات الحكومية،  وفي الحياة العامة والأشغال ومع المواطن في الشارع،   وهذا يسهل علي كل الكنديين علي مختلف أصولهم،  أن ينسجموا مع بعضهم،  ويحترموا الآخرين.

في كندا أيضًا،  تجد محلات الأكل المختلفة ، لتُرضي كل الأذواق،  تجد المطاعم الصينية واليابانية والكورية والهندية والباكستانية والكندية والمطاعم العربية المختلفة أيضا،  أنه كرنفال لتذوق أطعمة ونكهات شعوب مختلفة تحيا في كندا.

كما أن الطبيعة ترسم لوحات رائعة،   بأشكالها المختلفة،   والوانها الرائعة،   كذلك الشعب الكندي،  فهو في حد ذاته كرنفال رائع،  بسبب الخليط المُتجانس من الشعوب المختلفة،  التي جاءت إلي كندا لترسم لوحة فنية رائعة لكل مخلوقات الله.

تنظر إلي كندا،  وكأن الله إختارها لتكون موقعًا علي الكرة الأرضية،  يجتمع علي أراضيها الأبيض والأشقر والأسود والأسمر،   وذوات الشعر الأشقر والأسود والكستنائي والبني والأبيض،  وذوات الشعر الخيلي أو المجعد أو الناعم أو الخشن.

كل شخص في كندا،  له لون وطعم وشكل مختلف عن الآخر،   أنه كرنفال يصور ويرسم لوحة رائعة لمواطنو بلد جميل مثل كندا،  هذا الخليط ربما لا تجده موجودًا في بلد آخر.

أنها كندا يا أحبائي، ذات الخريف الخرافي، الذي لا تجد له مثيلا في بلد آخر، الذي ترتدي كل شجرة من أشحاره فستانا جميلا ذو لون جذاب مُبهج.

أنها كندا،  ذات الشتاء الأبيض،  الذي يرمز إلي الضياء والنقاء،  هنا الكنديين وخصوصُا في الكريسماس،  إذا هطل الثلج في يوم الكريسماس، تجدهم يُهللون ويحتفلون ويرقصون،  فهذا فأل خير، يجعلهم يشعرون بالتفاؤل،  ويتوقعون أن السنة الجديدة ستكون بيضاء تحمل لهم كل الخير. 

أنها كندا، ذات الكرنفال البديع،   من خليط الشعوب الذي كل واحداً منهم،   مثل الشجرة الجميلة،  له شكله ولونه،   الذي يميزه عن  الشخص الآخر،  ولكن الكل يعيش في تناسق ومحبة،  تحت القوانين والسياسات الكندية بدون محاباة أو مجامله لشخص عن آخر.

هذه يا أحبائي،  كندا الجميلة الرائعة المُتميزة،  بكل هذه الكرنفالات واللوحات الفنية الرائعة التي ترسم صورة متميزة لهذا البلد الرائع.

الرب يبارك ويحافظ علي كندا.