الأقباط متحدون - تعرف على تحليلات الخبراء الأمنيين حول حادثة الكنيسة البطرسية.. منهم الفتنة ليست الهدف وحل الأزمة سياسي
  • ١٣:٥٨
  • الأحد , ١١ ديسمبر ٢٠١٦
English version

تعرف على تحليلات الخبراء الأمنيين حول حادثة الكنيسة البطرسية.. منهم "الفتنة ليست الهدف" و"حل الأزمة سياسي"

٥٦: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١٦

حادثة الكنيسة البطرسية - ارشيفية
حادثة الكنيسة البطرسية - ارشيفية

كتب: هشام عواض
جاءت حادثة الانفجار في الكنيسة البطرسية، في توقيت حساس للغاية وذلك لتزامن اليوم مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وبعد يومين من حادث استهداف كمين الهرم وسيارة شرطة كفر الشيخ الإرهابيين، مما ينذر بخطورة الموقف والوضع الأمني في مصر، بعد سقوط العديد من الشهداء في الحوادث الثلاث، وكان أكثرهم عددًا هم من سقطوا اليوم في الواقعة الإرهابية الجبانة بالكنيسة البطرسية، ولهذا قام الخبراء الأمنيين بمحاولة كشف تفاصيل وخبايا وأهداف الواقعة الإرهابية، والتعرف على خلفياتها وتبعاتها، وفي هذا التقرير نبرز أراء متنوعة  من الخبراء الأمنيين حول الحادثة الإجرامية.

خلفية الحادث
أجمع الخبراء الأمنيين على  أن هذا الحادث الإرهابي وما شهدته البلاد من حوادث أخرى نتيجة طبيعية للضربات الاستباقية التي شنتها قوات الجيش والشرطة على الإرهاب في كافة ربوع البلاد وكانت أخرها تصفية 3 من كوادر التنظيمات الإرهابية المنتشرة بسيناء، وكذلك تأيد حكم الإعدام على حبارة وإلقاء القبض على نجل المعزول مرسى مشددين أن الدولارات الإرهابية تلعب دورًا كبيرًا  في المرحلة الراهنة ولهذا طالبوا من جميع مؤسسات الدولة بتفعيل كافة وسائل الأمان داخل وخارج محيط هذه المؤسسات للحد من العمليات الإرهابية الخسيسة، بالإضافة إلى وجوب تنفيذ أحكام الإعدام على قيادات الإرهابية لوقف نزيف الدماء.

 حل الأزمة ليس أمني بل سياسي
قال الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية، "من الأكرم لوزير الداخلية أن يتقدم باستقالته"  بحسب تعبيره، وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية"، أن تكرار هذه الأعمال الإجرامية في قلب القاهرة وفي مناطق حساسة بهذا الشكل، يدل على تقصير أمني واضح، وهو ما يستوجب أن تقدم الحكومة بأكملها الاستقالة. وأكد  أن حل الأزمة التي تعصف بمصر ليس أمني بل سياسي في المقام الأول ، وعلى القائمين على الحكم أن يدركوا ذلك جيدا، مضيفًا أن الجماعات الإرهابية تستغل الوضع الاقتصادي المتعثر وحالة الضجر الشعبية الناتجة عنه وهو ما يعد بمثابة ملاذا شعبيا لهم.وأشار أن الرئيس السيسي عليه أن يدرك حالة التجريف السياسي التي تتفشى في  الدولة والتي تساعد  على نمو الإرهاب ومنح الجماعات الإرهابية حاضنة شعبية. وطالب نافعة الدولة وعلمائها ومفكريها بالبحث عن صيغة لتكاتف كافة القوى الاجتماعية حول صيغة تجمع شمل المجتمع وتنبذ العنف والإرهاب الغاشم.

احتمالية أن يكون التفجير بإلقاء المتفجرات من خارج الكنيسة
قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الأمني والعسكري، إنه لا يزال من المبكر الحكم على حدوث اختراق داخلي أدى لوقوع الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية صباح اليوم، الأحد، وإن كان هناك تقصير أمني وراء الهجوم، مشددًا على أن هناك تشديدًا أمنيًا حول الكاتدرائية. وأضاف "مظلوم"، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم، الأحد، أن الهجوم استهدف مكانًا مهمًا في يوم حيوي للأقباط، إذ إنهم يذهبون للصلاة في الكنيسة، لافتا إلى أنه من المرجح إلقاء متفجرات من خارج الكنيسة، خاصة أنها ممتدة على أرض واسعة، وتوجد أرض فضاء بجوار المنطقة. وأوضح الخبير الأمني والعسكري، أنه من المتوقع أن تزيد الأجهزة الأمنية من اليقظة وتوجيه هجمات استباقية بقدر الإمكان، معربا عن أمله في تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية.

نتيجة متوقعة بعد الضربات الاستباقية لقوات الجيش والشرطة للعناصر اﻹرهابية
قال اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية اﻷسبق والخبير اﻷمني، إن الهدف الوحيد من تلك العملية اﻹرهابية هو النيل من أمن واستقرار مصر ولم يقصد به طائفة دينية بعينها ولم تهدف إلى حصد أرواح المسحيين. وأضاف أن الحادث نتيجة طبيعية ومتوقعة بعد الضربات الاستباقية التي وجهتها قوات الجيش والشرطة للعناصر اﻹرهابية في كل ربوع مصر فأخيرًا قتلت قوات الجيش 3 من أخطر عناصر التنظيمات إرهابية ببني شعلان والقبض على ابن محمد مرسى وكثيرًا من اﻷحداث التي شهدت سقوط كوادر الإرهاب على يد قوات الشرطة فكانت نتيجة الرد طبيعية وخسيسة لضرب أمن مصر ولم يكن المقصود بها مسلمين أو مسحيين.
وأكد "بسيوني"، أن خطر الإرهاب ضرب الكرة اﻷرضية بأكملها وذاقت العديد من الدول مرارات حرب التفجيرات مثل تركيا وفرنسا والعديد من الدول اﻷخرى. وأشار إلى أن نوعية اﻷعمال اﻹرهابية الخسيسة بوضع طفل صغير قنبلة هنا وسيدة تضع عبوه ناسفة هناك عن طريق المغافلة ليس لها تفسير إلا أن الدولارات تعمى القلوب وتغيب العقول للنيل من مصر التي بدأت أن تخطوا أولى خطوات الإصلاح والاستقرار ولكن هناك من ﻻ يريد لهذا أن يحدث، مؤكدا أن مثل هذه العمليات الإرهابية بوضع عبوة ناسفه أو قنبلة  يصعب مواجهتها من قبل قوات اﻷمن نظرا لخستها.

محاولة من الجماعات الإرهابية لإظهار الدولة بغير القادرة على حماية شعبها
أكد الخبير الأمني ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية، اللواء علاء عزالدين، إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية صباح اليوم الأحد، جاء في محاولة من الجماعات الإرهابية لإظهار الدولة المصرية بغير القادرة على حماية شعبها ومحاولة إثبات وجودهم من خلال التفجيرات. وأضاف عزالدين خلال مداخلة لفضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي مهند العراوي، أن تلك الجماعات تسعى لإثبات أنها قادرة على إحداث حالة من عدم الاستقرار الأمني في الشارع كي تثبت لمن يمولها في الخارج أنها قادرة على تنفيذ تلك الهجمات لضمان استمرار التمويل والدعم الخارجي لها من جهات وأجهزة مخابرات أجنبية.

الأزمات التي تسبب فيها التقصر الأمني كثيرة جدًا
الدكتور سعيد صادق أستاذ الأجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، قال أن الإدارة المصرية لا تعرف اسلوب الثواب والعقاب في التعامل مع المقصرين. وتابع أن الأزمات التي تسبب فيها التقصر الأمني كثيرة جدًا، فالأمن هو المسؤل عن تأمين المطار عندما اقلعت الطائرة الروسية، وغيرها من الحوادث الكثير. وأضاف أن اقالة وزير الداخلية ليست مستبعدة لكنها ايضًا ليست متوقعة.

الحادث ضمن المخطط الدولي لهدم الدولة المصرية
قال العقيد حاتم عبد الفتاح صابر، الخبير العسكري في مجال الإرهاب الدولي، إن حادث تفجير الكنيسة المرقسية بالعباسية يأتي ضمن المخطط الدولي لهدم الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أوضح في خطابه الموجه للشباب أمس الأول أن هناك دول أجنبية أنفقت مليارات الدولارات لهدم الدولة المصرية وزعزعة استقرار المنطقة.
وأشار صابر أن الممولين الدوليين يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد أن أكد الشباب ثقتهم في القيادة السياسية، لافتًا إلى أنه يوجد علاقة واضحة بين التفجير الإرهابي وحكم محكمة النقض بتأييد الحكم الصادر من محكمة الجنايات بالإعدام للإرهابي عادل حبارة، و6 متهمين آخرين في قضية مذبحة رفح الثانية، وشدد على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية بالكنائس وزيادة عدد الأكمنة على المحاور الرئيسيّة خاصة مع احتفالات رأس السنة الميلادية. 

العمليات الإرهابية تسعى لطرد السياحة والاستثمار
قال علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أن تلك العمليات الإرهابية تسعى لطرد السياحة والاستثمار، خاصة بعد بروز اتجاهات الكثير من الدول ورجال الأعمال للاستثمار في مصر، مشددا على تلك الأهداف لا يمكن أن تكون أفكارا لجماعة إرهبية بل هي توهات خراجية تفرض على تلك الجماعات تنفيذ تلك الهجمات. وأشار عزالدين إلى أنه من بين تلك الأهداف أيضا هو محاولة اثبات عدم قدرة الدولة على حماية المقدسات ودور العبادة المسيحية مما قد يدفع البعض لإشعال "فتنة طائفية"، مؤكدا أن الشعب المصري يدرك أهداف تلك المؤامرات التي تسعى لبث الفتنة وإشاعة حالة من عدم الاستقرار.

حادث تفجير الكنيسة البطرسية لا علاقة له بالفتنة
قال اللواء فاروق المقرحي  مساعد وزير الداخلية الأسبق ان حادث تفجير الكنيسة البطرسية لا علاقة له بالفتنة على الإطلاق مدللا على ذلك بتفجير يوم الجمعة الذي استهدف مسجد السلام بالطالبية فيصل موضحا أن الإرهاب الخسيس استهدف في المرة الأولي دار عبادة للمسلمين والثانية دار عبادة للمسحيين بما يبث رسالة أن الإرهاب لا يفرق بين الشعب المصري وإنما يسعى فقط لزعزعة أمن واستقرار البلاد وبث العنف في قلوب المصريين. وأوضح المقرحي، أن من نفذ تلك العملية هو مجموعة من الخوارج لا دين لهم ولا علاقة لهم بالدين الإسلامي مشيرا إلي أن تلك العصابات الإرهابية ممولة من الخارج ويقف خلهم قطر وتركيا موضحا أن الكنائس عليها حراسة أمنية مشددة، متوقعًا أن الحراسة كانت في حالة استرخاء وقت الحادث.