بالفيديو.. 5 رسائل وجهها شيخ الأزهر إلى السيسي ومهاجمين الأزهر والتراث

الطيب يهاجم منتقدي التراث والأزهر.. ويطالب السيسي بالاهتمام بالشباب

كتب - نعيم يوسف
في حفل حضره الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد كبير من كبار المسؤولين في الدولة، ألقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر كلمة لم تزيد مدتها عن 20 دقيقة، إلا أنها حملت العديد من الرسائل دافع خلالها عن مؤسسة الأزهر، والتراث، وهاجم منتقديه.

الدفاع عن التراث الديني
دفاعًا عن التراث الديني، في مواجهة القيم الحديثة، قال شيخ الأزهر: إن "ما كتبه المؤرِّخونَ واستنفدوا فيه ماءَ عُيونِهِم، هو أقلُّ قليل تُقدِّمُه البشريَّة من إجلالٍ واعترافٍ بالعَظَمةِ والعُظماءِ، وإذا كان تكريمُ العظيمِ حقًّا على النَّاسِ، أيًّا كان الزمنُ الذي يُظِلُّ هذا العظيم، أو الأرضُ التي تُقله، فإنَّه في زمننا هذا من ألزم اللَّوازم وأوْجَبِ الواجباتِ، بعد أن استبدَّت الحركاتُ السياسيَّةُ المُعاصرةُ، والمذاهبُ الاجتماعيَّةُ الحديثةُ الوافدة، بتوجيه أبنائنا وبناتنا، ودندنت لهم طويلًا على وَتَرِ «المُسَاواةِ»، وتساوي الرُّؤوس، وعَدَم التَّمايُز".

مهاجمين التراث الديني
وتابع شيخ الأزهر، مهاجمًا منتقدي التراث، وقال: "حتى ظَنَّ كثيرٌ من الصِّغَارِ أنَّ لهم قامات يُساوِقونَ بها مَنَاكِبَ العُظَماءِ والمُصْلِحينَ، والعِلْيَةِ مِمَّن لا يجود الزمن بأمثالهم إلَّا واحدًا بعد واحدٍ، وعلى سبيلِ النُّدرةِ، والاستثناءِ من القاعدة ومَجرَى العادات، بل اعتقدَ كثيرٌ من المُتضَخِّمةِ نُفُوسُهم وعقولهم بالفَهْمِ المُنْحَرِف لمعنى «المُسَاواة» أنَّ مِن حقِّهم إنكارَ العَظَمةِ، وغَمْطَ العَظيمِ حقَّه، وأنَّ جديدَهُم جديرٌ بنَسْخِ القديمِ في كلِّ شيءٍ، حتى لو كان هذا القديمُ أصلًا أو جِذْرًا يَضُخُّ الغِذَاءَ، ويَهَبُ الحَيَاةَ لثمراتٍ يانعاتٍ على أغصانها، وأن هذه الثَّمرات إذا ما اجتثَّت عروقُها من جذورها لا تَلبَثُ أن تجِفَّ وتموتَ، ثم تَذْرُوها الرياح التي تَهُبُّ عليها من غَرْبٍ ومن شرقٍ، ولا مَفرَّ مع هذه الآفة التي يبعثُها الغُرور ويُثيرُها النَّـزَقُ، من أن تضطربَ القِيَمُ، وتهتزَّ المَعاييرُ، وتنْبَهِمَ معالمُ الحَقَّ، وتَهبِطَ قيمةُ الضَّميرِ الإنسانيِّ إلى الحضيضِ".

الدفاع عن الأزهر
كما دافع "الطيب" على مؤسسة الأزهر، ردًا على الهجوم عليها مستشهدًا بعدد من أبيات لأمير الشعراء أحمد شوقي، قائلًا: "ولله درُّ أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته التي يَمتَدِحُ فيه الأزهرَ الشَّريفَ ويشكُرُ له قيمومَتَهُ على التُّراثِ الإسلاميِّ، الذي هو تراث إنساني، لا تزال تنهَلُ من حياضِه عظائمُ العقولِ في الشَّرقِ والغربِ حتى يومِ النَّاسِ هذا، ثم يُحَذِّرُنا مِمَّا يُسَمِّيه «عِصَابَةً مَفتُونَةً» تتنكَّرُ لكلِّ ما هو قديم، حتى كادوا يُنكِرُونَ آباءهم وأجدادَهُم لأنهم قُدَمَاء.. وأنهم مُغرَمُونَ بهدم القديم، وليس في أيدِيهِم جديدٌ يقدِّمونَه، وإذا أتوا بجديدٍ فإنما هو الرثاثةُ والضحالةُ والثرثرةُ".

واستشهد بأبيات "شوقي" التي تقول:
لا تَحذُ حَذوَ عِصــــابَةٍ مَفتـــــــونَةٍ      ***        يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَــرا
وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا      ***    مَن مـاتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّــــرا
مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِــــهِ      ***     وَإِذا تَقَــــدَّمَ لِلبِنـــايَـةِ قَـصَّـــــرا
وَأَتى الحَضــارَةَ بِالصِنـاعَةِ رَثَّــــةً       ***        وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيــانِ مُثَـــــرْثَـرا

أسباب تخلف المسلمين
ولفت الطيب، إلى أن التخلف الذي أصاب المسلمين في العصر الحاضر سببه هو ترك سيرة الرسول، مضيفًا: "لَمْ يَعُد للأسفِ البالغِ هو مصدرَ التَّلقِّي والتوجيه لحياة المسلمين اليوم وقضاياهُم ومعاركِهِم الكبرى مع الفقر والجهل والمرض.. والتخلف العلمي والثقافي، وقد جَنَتْ هذه الأُمَّة من التَّـنَـكُّر لهَدْي نبيِّها ثمراتٍ مُرَّة، وهوانًا يصعب احتماله والصبر عليه، وكان المأمول أن تكون ذكرى مولد نبيهم تجديدًا لخيرية هذه الأمة".

رسالة إلى السيسي
ووجه شيخ الأزهر رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشباب مصر قائلًا: "ســـيادة الرئيــس! أشكركم على الاهتمام الخاص بشبابِ مصر، وأوصي نفسي وأوصي الجميع بأن يضعوا هذا الشَّباب نصب أعينهم، فهم ثروة مصرَ وكنزُها الدَّفين، وباعثُ نهضة هذا الوطن المثقل بالهموم والآلام، لكنه مفعم بالآمال والثقة في الله تعالى".