الأقباط متحدون - قلنا كلام حلو ياشريف باشا!
  • ٠٢:٣١
  • الجمعة , ٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

قلنا كلام حلو ياشريف باشا!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٩: ٠٨ ص +02:00 EET

الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

قلت للمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، حكومتكم لا يصدر عنها بارقة أمل، كل ما يصدر عن وزرائها إحباط عام، لا يتحدث وزير إلا عن مجمع الخسائر، والديون، وكأنها هبطت إذ فجأة من السماء، أو أن هذه الحكومة جاءت فقط لمهمة واحدة إحصاء الديون والمتأخرات وإلزام الشعب بسدادها.

كل يوم وعلى مدار الساعة ديون ديون، خسائر خسائر، الكهرباء مديونة، والمترو مديون، والسكك الحديدية مديونة، وشركات البترول مديونة، وشركات قطاع الأعمال مديونة، ومجمع الخسائر بالمليارات، وحتماً ولابد من رفع الأسعار، أسعار المترو والسكك الحديدية وشرائح الكهرباء، والأدوية، فضلاً عن متوالية مشروعات قوانين الضرائب، كلها كلها تصدير للإحباط العام الذى ينتج عنه الاكتئاب الوطنى، كلها كلها تصب فى قناة مالحة، تخلف مرارة فى الحلوق، الناس بتكلم بعضها فى الشوارع، وبعض يمزق بعضاً بالشائعات والعنعنات والمرويات.

إشاعة الأمل صنعة، وتحلية شاى الفقير بالسكر واجب، ونسمة حكومية طرية ترد الروح، وعودة الروح إلى الشارع تستلزم تخفيف هذا الخطاب الأسود الذى يلون حياة الناس بالسواد، وكان مجمع الخسائر انفجر إذ فجأة، طوفان من الخسائر، خسائر من ثلاثين سنة، وبعضها مجمع خسائر من أيام قطارات البخار، وكل وزير ومسؤول يغسل يديه من الأزمة، وهذه خسائركم ردت إليكم.

حبة حبة تزيد محبة، الخسائر صارت عنواناً لولاية الرئيس الأولى، صحيح وحتماً ولابد من مواجهة هذا النزيف المتواصل للخسائر المتراكمة منذ عقود، ولكن بالراحة بالهوادة، واحدة واحدة، إذا أردت أن تطاع، الناس مش مستحملة، وكاتمة فى قلبها وساكتة، وحبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط، وإذا كان حبيبك عسل متلحسوش كله، لحسة كفاية من قعر الطبق.

لن نصبر على طعام واحد، حكومة شريف باشا لا تقدم سوى طعام واحد، كوكتيل من الخسائر والمديونيات والضرائب ورفع الأسعار، لا تقدم حتى كلمة حلوة للناس، وعد بالصبر، وصبر جميل، وهتفرج إن شاء الله، وفات الكتير، حكومة لا تعرف أبدا الكلام الحلو، ولا تفقه فى المعنى الشعبى «لاقينى ولا تغدينى»، كله ضرب ضرب مفيش كلام حلو، قولنا كلام حلو ياشريف!!.

وإحنا ذنبنا إيه؟ كلنا إيه عشان نشرب عليه؟ خدنا إيه من وش الحكومة حتى تدير لنا ظهرها، لماذا؟ حتى إحنا شعب طيب وابن حلال، وراضى بقليله، وشعاره القناعة كنز لا يفنى، وبيبوس إيده وش وظهر فى السراء والضراء، ودعاؤه فى غبشة الفجر: يارب دمها واحفظها من الزوال.

حكومة مكفهرة، ووزراء بائسون، ورئيس وزراء شايل طاجن الفقر يوزع منه على المارة فى الشوارع، معلوم الظرف صعب ودقيق ولكن تصدير هذا الاكفهرار هكذا دواليك للشارع خطير على معنويات الشعب، الروح المعنوية فى النازل، مفيش خبر حلو، يضنون بالفرحة، العذاب على شفاه تبتسم، معلوم تصدير الخسائر لا يخلف إلا خسائر، والنجاح يولد النجاح، وعيش بالأمل حكمة، وإشاعة الأمل حرفة.

الناس ضجت فى الشوارع، حتى ما لم يتم رفعه ارتفع تلقائيا، سعر الدولار بيسمع فى سعر الجرجير، والسوق صارت على وتيرة واحدة، سهم صاعد، السلع فى العالم كله ترتفع وتنخفض إلا هنا ارتفاع فقط، وما يرتفع لا ينزل أبدا، يرتفع أكثر.

شريف باشا قد يكون طبيبا شاطرا، ولكنه ينقصه الصفة الثانية، طبيب ومداوى، يداوى الجروح المتخلفة عن استخراج أم القيح من الجرح المصرى، عد الجروح يا ألم، الطبيب الناصح يداوى النفوس قبل الجروح، لازم مداواة للجراح التى خلفتها جراحة الأسعار، مطلوب مسكن للألم، ضرورى خافض لحرارة الشارع، حتما ولابد مضاد للالتهابات، والابتسامة فى وجه الشعب صدقة، حتى الابتسامة شحبت من وجه الحكومة!!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع