الأقباط متحدون - يا سيادة الرئيس.. وزير طيرانك يحارب السياحة!!
  • ١٢:٤٧
  • الاربعاء , ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
English version

يا سيادة الرئيس.. وزير طيرانك يحارب السياحة!!

مقالات مختارة | خالد منتصر

١٩: ٠٧ ص +02:00 EET

الاربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦

خالد منتصر
خالد منتصر

وصلت إلى قناعة شبه مؤكدة أن هناك وزراء فى حكومة المهندس شريف إسماعيل عملهم الوحيد وحرفتهم المتفردة ومهارتهم الجوهرية هى فى دق مسامير فى نعش النظام وتجهيز أسافين ذات غراء متين له وشد جسد الدولة بين حصانين كل منهما يجرى فى اتجاه مضاد للآخر، من هؤلاء وزير الطيران المدنى الذى وضع مصر فى وضع مخجل وموقف مُخزٍ، هذا الوزير جعل سمعتنا الدولية فى الحضيض فى وقت تعانى فيه السياحة من شلل رباعى وبات فيه السائح الأجنبى كالغول والعنقاء والخل الوفى!!

مهرجان للبالون الدولى فى الأقصر كان سيُعقد من 9 إلى 16 ديسمبر وسيحضره كبار أبطال ومشاهير العالم من كل أنحاء الدنيا، بعد أن شحن هؤلاء الأجانب بالوناتهم وحُجزت لهم الفنادق، وفرح أهل الأقصر واستعدوا وأقاموا الليالى الملاح منتظرين الفرج وفتح أبواب الرزق والأمل بعد طول جفاف وكفاف وضنك، يأتى وزير الطيران، وبكل لا مبالاة وتعسف، ليشطب على جهد نادى الطيران المصرى الذى يحضّر لهذا الحدث منذ عام كامل، ورئيسه المهندس محمد سمير عبدالرؤوف الذى كان يواصل الليل بالنهار فى مراسلات وتجهيزات واتفاقيات ورحلات للأقصر.

وبالطبع كرر الوزير نفس الأسطوانة المشروخة المحفوظة الممجوجة وهى عدم توافر معايير السلامة الجوية، وبالطبع مثل هذا الكلام لا يقنع طفلاً ولا يصمد أمام خمس دقائق من المناقشة الجادة، كلام ينتمى إلى عالم الشماعات الوزارية التى من المفروض أن تدخل إلى متحف التاريخ. معايير السلامة الجوية، يا معالى الوزير، مرتبطة بنوع المعدّة وصلاحيتها وسريان رخصة قائدها، وكل ذلك متوافر ويحق لكافة الجهات المعنية التفتيش عليه للتأكد من صلاحيته قبل الإقلاع، فهل حضرتك فتشت قبل أن تؤجل المهرجان وتحكم عليه بالإعدام؟! هل تأكدت من توافر معايير السلامة وكلفت نفسك أو مرؤوسيك بذلك؟! للأسف لم تفعل، ولكنك علّقت رقبة المهرجان فى المقصلة رغبة فى إثبات أنك الأعلى المقدس فى سماء الوزارة! والسؤال: هل معاليك أحرص على الوطن من قواته المسلحة والجهات السيادية التى منحت الموافقات للمهرجان؟! هل وزير السياحة الذى يجلس إلى جانبك فى جلسات الحكومة والذى رعى المهرجان لا يملك الحس الوطنى الذى نقح على حضرتك وجعلك تصرخ: «واوزارتاه» هذا المهرجان على جثتى؟! هل محافظ الأقصر من هواياته المحببة الانتحار السياسى حتى يوافق ويرعى مهرجاناً ليست فيه معايير السلامة الوهمية التى اخترعتها حضرتك؟! هل الألمانى ماتيوس رنييه، المصنف الثانى عالمياً بالاتحاد الدولى الذى وافق على أن يكون مديراً للمهرجان، هل هو رجل معتوه وصل إلى درجة التضحية بسمعته الدولية فى مهرجان يدعو الناس لمهرجان هاراكيرى انتحارى عالمى حسب توصيف سيادتك عندما شطبت بقلم فاشى أحمر لتهدر مجهود مواطنين مخلصين محبين لمصر بجد يريدون الرفعة لوطنهم وتسويقه سياحياً وعودته للريادة، ولكن كم من أبنائك يا مصر يكرهونك ويتعاملون معك كمحطة ترانزيت وليس كمكان ميلاد وحضن أمان وعبق تاريخ وحلم مستقبل؟
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع