الأقباط متحدون - «فيلم قطرى» هابط
  • ٢٠:٠٩
  • الثلاثاء , ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦
English version

«فيلم قطرى» هابط

مقالات مختارة | عادل السنهورى

٢٥: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦

عادل السنهورى
عادل السنهورى

حقًا إنه الملل والفشل والرداءة والتفاهة والسطحية فى أبهى صورة.. 52 دقيقة أضاعها المشاهد للموقع الإلكترونى لقناة الجزيرة القطرية، وعلى صفحاتها على «فيس بوك»، فى مشاهدة لقطات تمثيلية رديئة نالت شهرة لا تستحقها قبل العرض.
 
لا يمكن أن نطلق على ما تم عرضه، ولم يشاهده سوى 15 ألفا فقط،أى شىء وإلا نكون قد ارتكبنا جريمة فى حق السينما التسجيلية أو الوثائقية أو الروائية.. فما تم عرضه هو «سمك لبن تمر هندى»، ولا يمكن تسميته تجاوزا إلا بأنه فيلم قطرى هابط جدا لايستحق عناء الانتظار والمشاهدة.
 
بصراحة حققت الجزيرة غرضها من هذا الشىء التافه بإثارة اللغط والجدل حولها من جديد، ومحاولة استعادة الخسائر التى لحقت بها منذ 6 سنوات من تراجع نسب المشاهدة لها فى مصر وعدد من الدول العربية إلى أدنى درجة، وانفض الناس من حولها بعد انكشاف دورها التآمرى والتحريضى فى المنطقة ضد الدول الوطنية والجيوش القوية، وإثارة نعرات الطائفية والفتنة فى الدول العربية الكبرى والبداية الحقيقية للتطبيع الفضائى مع الكيان الصهيونى، وظهور الوجوه الصهيونية القبيحة على شاشة القناة، تحت الوهم الكبير الذى ابتلعناه جميعا « الرأى والرأى الآخر» وتسلل الصهاينة إلى بيوتنا وغرف نومنا، وبالإلحاح أصبح ظهورهم وبث أفكارهم المسمومة أمرا عاديا. الغرض يبدو أنه قد تحقق ولو لعدة أيام بالترويج لهذا الشىء الممل الردىء.
 
منذ الدقيقة الأولى، لـ«الفيلم» يكتشف المشاهد مدى الضحالة والجهل، وعدم المعرفة بأصول العسكرية المصرية، لأنه لم ينل الشرف بالجيش المصرى حتى يعرف أن الجندى المصرى فخور بجنديته وبزيه العسكرى وهيبته أثناء التدريبات.. فاللقطات التمثيلية المضحكة داخل « الفيلم» المهزلة تحاول بخبث وسوء نية متعمدة إظهار الجنود فى حالة رثة، وفى هزال وإرهاق وهم مقدمون على التدريبات أو فى تحركاتهم داخل وحداتهم العسكرية.. وهذا غير صحيح بالمرة.. فأنا كان لى الشرف الالتحاق بالجيش، وكان من القواعد والتعليمات الصارمة الاعتناء الشديد بالمظهر الخارجى وبالزى العسكرى، والتباهى فى المشية العسكرية.
 
المادة الهزيلة التى قدمتها الجزيرة.. هى مادة فقيرة للغاية، وهزلية ومضحكة وعاجزة عن تقديم مشاهد حقيقية، واضطر مخرجها للاستعانة بمشاهد تمثيلية بائسة وبلقطات أرشيفية وبمحلل عسكرى أمريكى متقاعد من عام 81 أصابته هزيمة إسرائيل وأمريكا فى حرب أكتوبر 73 المجيدة بالهزيان، وبالحقد على جيش مصر.
 
ويبقى عندى سؤال أو سؤالين، وهما لماذا لم يذع الفيلم القطرى الهابط على القنوات الفضائية؟ ثم – وهو السؤال الأهم- لماذا تصر قطر حتى الآن على
إرسال جنودها وضباطها للتعلم واكتساب معنى الرجولة فى كلياتنا ومعاهدنا العسكرية؟
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع