الأقباط متحدون - بالصور كنيسة سانت كاترين بالإسكندرية أثر معماري نادر غائب عن الخريطة السياحية
  • ١٣:٢٥
  • الاثنين , ١٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

بالصور كنيسة سانت كاترين بالإسكندرية أثر معماري نادر غائب عن الخريطة السياحية

إيهاب رشدي

أقباط مصر

٤٤: ٠٥ م +02:00 EET

الاثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١٦

 كنيسة سانت كاترين بالإسكندرية أثر معماري نادر غائب عن الخريطة السياحية
كنيسة سانت كاترين بالإسكندرية أثر معماري نادر غائب عن الخريطة السياحية
الاسكندرية – ايهاب رشدى 
 
تعد كنيسة سانت كاترين بالمنشية ، من أبرز وأهم  الكنائس الأثرية فى الاسكندرية ، وذلك من الناحية المعمارية والفنية نظرا لاحتوائها على تماثيل وأيقونات نادرة  ، يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر ، إلا أنها رغم ذلك لا تلقي اهتماما من جانب الهيئات السياحية يتناسب مع ذلك التاريخ العريق .
 
تقول سلفانا جورج ، باحثة دكتوراة بمعهد الدراسات والبحوث القبطية بكلبة الاداب – جامعة الاسكندرية ، عن تلك الكنيسة أنها قد بنيت  عام 1852م في العصر العثماني علي انقاض كنيستين الأولي بنيت عام 1632م وكانت مخصصة لرهبان الفرنسسكان بالأراضي المقدسة ، ثم تهدمت ومنح محمد علي باشا للرهبان قطعة أرض أوسع بنيت عليها الكنيسة عام 1842م ولكنها تهدمت وقامت علي انقاضها الكنيسة الحالية في عام 1852م . 
 
وقد بنيت الكنيسة على الطراز البازيلكي وهو طراز معماري روماني كان منتشرا في المنشأت التجارية الرومانية في القرون الميلادية الثلاثة الاولي . 
 
والكنيسة لها بوابة حديدية تتوجها اشكال من الصلبان ، و تطل علي الشارع الرئيس المسمي بشارع سانت كاترين بالمنشية.
يلي البوابة ممر طويل يفضي إلي ساحة مستطيلة شاسعة تتوسطها قاعدة مربعة رخامية تحمل فوقها صليبا ، وعلي يمين الكنيسة المبني الاداري وعلي يسارها مبانى المدرسة الملحقة بها وهى مدرستين للمرحلة الابتدائية والاعدادية . 
 
و يوجد للكنيسة ثلاثة مداخل ، الأوسط هو المدخل الرئيسي وهو أعلي من المدخلين الجانبين المتشابهين ، يعلوه تمثال للقديسة سانت كاترين كما توجد تماثيل رخامية فى واجهة الكنيسة للقديس انطونيوس البادوي وهو يحمل الطفل يسوع ، والقديس اثناسيوس الرسول حامي الايمان، والقديس فرنسيس الايسزي مؤسس الرهبنة الفرنسسكانية.
 
وتتميز الكنيسة باحتوائها على لوحات زيتية وتماثيل وأيقونات نادرة 
 فالتماثيل بكنيسة سانت كاترين غاية فى دقة تفاصيلها ، و كذلك الايقونات الخشبية حيث اتقن حفرها بدقة عالية ، أما اللوحات الزيتية فتدرجت فيها الالوان بشكل غاية فى الروعة تعطي للمشاهد حقيقة واقع اللوحة ، وتعتبر الأيقونات الخشبية لرحلة آلام السيد المسيح خير مثال علي براعة الفن في الحفر البارز وقوة تجسيده لالآم السيد المسيح ، وعدد تللك الأيقونات 12 أيقونة موضعين علي الأعمدة التي تفصل الرواق الأوسط عن الرواقيين الجانبيين.
ومن أهم اللوحات الزيتية الرائعة بالكنيسة أيقونة سانت كاترين وهى مهداة من الملك فرديناند الأول ملك النمسا عام 1847م وتظهر فيها سانت كاترين وهي تحاور الفلاسفة الوثنيين بحضور الإمبراطور مكسيمنوس الثاني والذي انتهي الأمر بإعلان الفلاسفة إيمانهم بالمسيحية مما أثار الإمبراطور وأمر بحرقهم جميعا.
 
وعن حياة القديسة كاترين تقول الباحثة سلفانا جورج أنها قد ولدت فى الاسكندرية من أبويين مسيحيين ثريين وربتها والدتها علي محبة المسيح بعد استشهاد ابيها في الجيش الروماني في الحرب مع الفرس، و في عام 307م زار الإسكندرية القيصر مكسيمانوس الثاني وكان كارها للمسيحية والمسيحيين ، فأعلن منشور بإعادة الشعائر الوثنية في المدينة وعلي المسيحيين تقديم القرابين للالهة وإلا سينالهم العذاب ، غضبت القديسة كاترين من المنشور ، وكان عمرها حوالى 18 عاما ، واخترقت محفل القيصر وسط كبار رجال البلاط وجاهرت بإيمانها وجادلته بحكمة وفلسفة شديدة مما اثار اعجابه بحكمتها وجمالها ، فأمر ان يحضر كبار فلاسفة الوثنيين ليناظروا القديسة وبالفعل حدث المناظرة التي انتهت بشهادة الفلاسفة ببراعة القديسة واعلان ايمانهم بالمسيحية مما أثار القيصر وأمر بإيداعهم اتون النار في عام 307م لينالوا اكليل الشهادة .
 
ثم حاول القيصر استمالة القديسة بقصره واغرائها بالزواج منها ، إلا أنها قاومت وثبتت علي ايمانها فأمر بتعذيبها عذابات كثيرة ووضعها علي عجلة بها مسامير ليقطع جسدها واستحملت القديسة حتي اعجبت بها زوجة القيصر فامنت بالمسيح بسبب ايمان القديسة القوي فأمر القيصر بقطع رأس زوجته ثم قطع رأس القديسة كاترين .
لذلك ترسم دائما القديسة كاترين علي رأسها التاج ليذكرنا بنسبها إلي عائلتها الثرية بالإسكندرية ، كذلك توجد فى صورتها بعض الكتب رمزا إلي فلسفتها وحكمتها ، وفي يدها سعفة (نخيل) رمز لانتصارها بالإيمان ومقاومتها لكل الإغراءات والعذابات التي لاقتها حتي نالت إكليل الشهادة، 
 
ومن الملحقات النادرة بالكنيسة أيضا تلك الحجرة الصغيرة بالجانب الجنوبي لها و بها تابوت من الزجاج يحفظ بداخله جسد القديسة سابينا التي استشهدت في نهاية القرن الثالث الميلادي بروما وكانت من أسرة رومانية نبيلة ومتزوجة ولديها ابنة وحيدة وعندما اعلنت ايمانها المسيحي أمر القيصر بقطع رأسها بحد السيف، ثم أعطي جسدها لقنصل إيطاليا في الإسكندرية فقامت زوجته بجلب جسدها إلي الإسكندرية ووضعه في الكنيسة مع قارورة من الفضة محفوظة بها بعض من دمائها ولوحة رخامية مكتوبة باللاتيني أن ابنتها وزوجها أهدوا جسدها والقارورة إلي هذا القنصل. 
 
كما يوجد بالكنيسة مدفن لآخر ملوك ايطاليا الملك إيمانويل فيكتور( 1869-1947م) لذا يقام بالكنيسة كل اسبوع قداسا باللغة الايطالية.