الأقباط متحدون - العائلات العشرة!
  • ١٦:٣٠
  • الاثنين , ٧ نوفمبر ٢٠١٦
English version

العائلات العشرة!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٧ نوفمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

نفسى ومنى عينى أتفرج على ردود أفعال المليارديرات والمليونيرات المتحمسين لتحرير سعر الصرف وتقليص دعم المحروقات، وعاملين فرح وزيطة وزمبليطة فى الصالون، فقط عندما يتم إقرار قانون الضريبة التصاعدية!

أخشى صراخاً وعويلاً ونقمة على الرئيس والحكومة التى تطمع فى اقتسام الأرباح، وتهدد بتوقف المشروعات، وتضرب الاستثمار، وتخنق رجال الأعمال، سيقلبون للحكومة ظهر المِجن كما فعلوا فى مواجهة قانون ضريبة أرباح البورصة الرأسمالية وطلبوا التأجيل لعامين، لحين ميسرة، واستجابت الحكومة الشجاعة.

وعلى رأى جحا طالما بعيدة عن بيتى خلاص، تتويتات وتصريحات رأسمالية فرحة مغتبطة، وتغريدات شبعانة من ناس شبعانة، تقرظ قرارات الحكومة الأخيرة، وكأنها جابت الديب من ديله، أو جابت التايهة عن أذهان مخططى الاقتصاد، ويستملحون «حطة» الحكومة على الطبقات الفقيرة، ويصفونها بالقرارات الشجاعة، ولقد تأخرت طويلاً يا صاح، وباتوا راضين عن حكومة شريف باشا، وعين الرضا عن كل عيب كليلة.

تهليل مليارديرات الزمن الصعب للقرارات الاقتصادية الأخيرة مزعج، ولن يستمر طويلاً، سيتحول تماما إذا طالتهم القرارات الاقتصادية، وحتما ستطولهم، ينوبهم من الحب جانب، وإذا أقرت هذه الحكومة قانون الضرائب التصاعدية تعمل خيراً فى نفسها وفى الشارع، هناك إحساس طاغٍ أنها حكومة لا تقدر سوى على الفقراء، ولا تبدى شجاعة إلا على الموظفين، ولا تقرر إلا على من يترجون الله فى حق النشوق، أسدٌ علىّ وعلى المليارديرات نعامةٌ.

صخب التأييد الذى يبديه هؤلاء مستفز قوى، مثل رضا الأمريكان، ومن عينة رضا الصندوق، كل منهم عامل نفسه منظر ولا كريستين لارجارد، مديرة الصندوق، السيدة ذات الشعر الأبيض، أخشى سيتحول رضاهم إلى غضب إذا مسهم الضر.

معلوم كلما اقتربت منهم الحكومة هاجوا وماجوا وصرخوا فى وجه الحكومة، وقلبوا الدنيا، عندهم الحكومة حلوة وجميلة طالما تضغط على الفقراء حتى ينبجس الدم من الضرع، راجع تغريدات المشاهير منهم من الخميس الضحى.. وحتى ساعته وتاريخه، يرقصون طرباً على أنغام القرارات الاقتصادية الأخيرة، وهاتها يا ساقى، ونخب تعويم الجنيه، وكأسك يا وطن.

وكما أن تحرير سعر الصرف وتقليص دعم المحروقات ليس بدعة ولا ضلالة، فالضرائب التصاعدية ليست بدعة ولا ضلالة، لماذا تم إقرار الأولى بلا تردد وبشجاعة، ولماذا تتلكأ الحكومة فى الاقتراب من الثانية وتتردد وتقدم رجلا وتؤخر أخرى، ولا تمتلك القَدر نفسه من الشجاعة، وتخشى غضبة هؤلاء الذين وقفوا على الحياد تماما عندما طالبهم رئيس الجمهورية بتعويم صندوق الفقراء المعروف باسم تحيا مصر، وتعللوا وتحججوا وهرشوا الرؤوس؟!

إذا ابتليتم فاستتروا، وسيبوا الحزن لأصحابه، المشرحة مش ناقصة تغريدات مستفزة، لا تحكّوا أنف الغلابة، ولا تفرحوا فى مصابهم الأليم، وكُفّوا آذاكم عن الشعب بهذه التغريدات التى تطل من بين حروفها الشماتة فى الشعب، وكُفوا آذاكم عن الحكومة بهذه التغريدات المستفزة، ودعمكم إلكترونيا للحكومة لا يسمن ولا يغنى من جوع الموازنة إلى جنيهات الفقراء.

وإذا صدق أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، وأظنه من الصادقين باعتباره من المطلعين، إن مصر بها أكثر من 200 مليار دولار، وهناك 10 عائلات فى مصر يملكون 100 مليار دولار، وحجم رؤوس أموالهم أكبر من الاحتياطى النقدى فى مصر!!

بالله عليكم، أين الحكومة الشجاعة من هذه العائلات العشرة، ممنوع الاقتراب، أين شريف باشا من ثروات وطنية تقدر بـ 100 مليار دولار، عجبا.. حجم رؤوس أموالهم أكبر من الاحتياطى النقدى فى مصر، إذا لم يلتفت رئيس الحكومة إلى هذه الثروات ويتحصل على حق الدولة منها بالقانون، يخطئ فى حق الشعب خطأ فادحاً، يعنى الحكومة كل ما تحتاج، تتشطر على الغلابة، خذ من أموالهم بالقانون، ولكن نجيب منين ناس لمعناة الكلام يتلوه.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع