الأقباط متحدون - محاولة فاشلة لاصطياد الزعيم!
أخر تحديث ١٨:٢٣ | الجمعة ٢٨ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٨ | العدد ٤٠٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

محاولة فاشلة لاصطياد الزعيم!

حمدي رزق
حمدي رزق

الزعيم عادل إمام لا يملك حسابات على موقع «تويتر»، هذا ليس كافياً لينجو من الفخاخ المنصوبة للإيقاع بالوجوه المصرية، وتحويلها إلى هدف ولوحة نيشان، كم من شخصيات عامة صحت من نومتها لتجد نفسها فى مأزق سياسى بسبب تصريح منسوب لم يصدر أصلاً، وتظل تعانى آثاره المدمرة طويلاً.

وكأن العلاقات المصرية- السعودية ناقصة توتر، استحضار الزعيم كذباً وافتراء فى عمق الأزمة، ووضع تصريحات على لسانه لم يقل بها، فخ لا يستهدف الزعيم فحسب بل يستهدف إشعال الحرب الضروس بين الفريقين المصرى والسعودى على وسائل التواصل الاجتماعى، وكلما خمدت أوار النار الغبية زادوها اشتعالاً، وتصريح لعادل إمام تحديداً يولع تويتر ويستتبعه نار على الفيس بوك، وهكذا دواليك.

العاملون عليها، على الفتنة المصرية- السعودية، يعمدون إلى تخريب العلاقات تخريباً لا ينفع معه وصلاً ولا تواصلاً، والفرصة سانحة، يستخدمون فيها أحط الوسائل، شتم ولعن وتقبيح، دون توقف وتبين ما وراء هذا العراك الإلكترونى الذى تماس مع الغباء الفضائى، الأمر الذى ينذر بعواقب وخيمة على العلاقات الشعبية بعد أن تيبست العلاقات السياسية.

الثابت حب المصريين لبلاد الحرمين الشريفين، والثابت أيضا حب أهل المملكة لبلاد الأهرامات، وبينهما ذمة ورحم، ويتشوق المصريون إلى الزيارة (حج وعمرة)، ولا يجد السعوديون راحتهم إلا فى الديار المصرية، ومن السعوديين من يحفظ الفضل للمصريين، ومن المصريين من يحفظ الجميل للسعوديين، ولايزال المصريون يذكرون بالخير الراحل الكريم الملك عبدالله، خادم الحرمين، الذى انتفض ليفكك الحصار المضروب على مصر إبان ثورة 30 يونيو، تأسياً بالراحل الكبير الملك فيصل الذى قرر قطع إمدادات البترول عن الغرب دعماً لمصر التى كانت تحارب فى أكتوبر العظيم.

حسناً خرج عادل إمام لينفى هذا الكذب البواح، ويثمن علاقاته مع الأسرة الحاكمة فى الرياض، ويؤكد على عمق توجهاته العروبية، «أنا عروبى مصرى»، مثل هذه المحاولات الكذوب للإيقاع بين الشقيقتين مصر والسعودية يكافحها يومياً السفير السعودى أحمد القطان الذى ينفى يومياً أخباراً وتصريحات منسوبة إليه، وتشكل خرقاً لما جُبل عليه الرجل فى علاقاته مع المصريين، تحسبه مصرياً من فرط تعلقه بالقاهرة وحرصه على تنقية الأجواء من كل شر مستطير.

لن أعدد هنا ضحايا الفيس وتويتر، الضحايا كثر، الخطورة أن المحاولة الفاشلة للإيقاع بالزعيم عمدت إلى توتير العلاقات المصرية- السعودية والتى استطاعت العاصمتان بجهد جهيد تبريدها إلى حين جلسات المصارحة والمكاشفة التى أرجو ألا تتأخر طويلاً، فما بين القاهرة والرياض أكبر كثيراً من سحابة عابرة من سحابات الإقليم المضطرب.

كل المراجع السياسية المصرية توصى بعدم الانجرار إلى الفخ المنصوب، والمخطط كما هو مستبطن سلخ مصر عن المملكة، وإبعاد المملكة بالكلية عن مصر، والانفراد بالمملكة التى توشك أن تدخل حرباً ضروسا مع الغرب نذرها مخيمة، وتستلزم من الحكماء فى الرياض استمرارية العلاقات الوطيدة مع القاهرة للمرور من هذا المنعطف الصعب.

وكل المراجع السياسية السعودية توصى بالحفاظ على العلاقات مع مصر بل وتعميق هذه العلاقات، ويعلمون أن المخطط سلخ مصر عن محيطها العربى، وإفقادها الدعم الخليجى فى ظل صعوبات خطيرة تواجهها مصر فى حربها مع الإرهاب.

ما نُسب إلى الزعيم عادل إمام ليس من قبيل العبثيات الفيسبوكية أو القفشات التويترية، لكنه مخطط متعمد، كما نُسب قبلاً لرموز سعودية وخليجية ما لا نطيقه مصرياً، فشلت مخططاتهم للإيقاع بين القيادتين السياسيتين، فاستداروا لإفساد العلاقات بين الشعبين، وهذا هو الفصل الأخطر فى قصة الخلاف المصرى- السعودى.

تحت الجسور السياسية تتغير المياه حسب مقتضيات السياسة وعواصفها، ولكن ما بين القلوب لا يغيره إلا الله، وقلوب المصريين تهفو إلى بلاد الحرمين حباً فى رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
نقلا عن المصري اليوم
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع