الأقباط متحدون - أصبحت ملطشة!
أخر تحديث ٠٤:٠٨ | الخميس ٦ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٦ | العدد ٤٠٧٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أصبحت ملطشة!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 وكتب «نصيف العفيفى»، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، على صفحته بفيسبوك: «لقد اتخذت قراراً بعدم الاستمرار كوكيل لوزارة الصحة بالقليوبية، وأقدم اعتذارى لوزير الصحة ومحافظ القليوبية، وكل القيادات التى عملت تحت إمرتها وللمواطن الفقير بمحافظة القليوبية.

 
وأشهد الله أننى عملت بكل جد واجتهاد على قدر استطاعتى لخدمة المريض الفقير المحتاج للخدمة، ولكن وظيفة وكيل وزارة أصبحت ملطشة للأهطل والعبيط واللى يسوى وما يسواش وأصبحت مستشفيات الصحة مرتعا لبعض السادة النواب اللى مش لاقيين حاجة يعملوها إلا فى الصحة فأرجو قبول اعتذارى»!!
 
ربما هذا أدق وصف لحال الوظيفة العامة الآن فى مصر، أصبحت ملطشة للأهطل والعبيط واللى يسوى وما يسواش، لا تستغرب من كم الاعتذارات عن شغل الوظيفة العامة، التشكيل الوزارى الأخير لحكومة المهندس إبراهيم محلب مُنِىَ بـ400 اعتذار من قامات سياسية وأكاديمية وحزبية وشخصيات عامة، ويقيناً مُنِىَ التشكيل الوزارى الأخير لحكومة المهندس شريف إسماعيل بمثل هذه الاعتذارات، ولو أنه عادة لا يصرح، لكنها الحقيقة المرة، المنصب العام صار ملطشة فى زمن التلطيش!
 
المنصب العام من الوزير وأنت نازل، فعلاً صار «ملطشة»، وفى ظل حالة استعراض وفرد عضلات واجتراء صار المنصب وصاحبه عرضة للتلطيش من اللى يسوى وما يسواش، واتهامات وشكايات وبلاغات وفسفسات وتغريدات، أبسطها حرامى وفاسد وبتاع نسوان، صدق المستشار الجليل عدلى منصور عندما وصف كرسى الحكم بأنه «جمرة نار».. وتساءل مستغرباً المشتاقين، هل هناك عاقل يجلس على كرسى من نار؟!
 
العزوف عن الوظيفة العامة هو أخطر ما يواجه نظام الحكم الآن وتالياً، الكفاءات تبتعد بمسافة عن حمى التلطيش، الخبرات استكفت تلطيشاً، المحترمون يرفضون البهدلة، زمان كان الحب بهدلة، الآن الوزارة بهدلة، الداخل إلى الوزارة مفقود والخارج منها بدون كلابشات مولود، الخارجون يعانون طويلاً، يحتاجون إلى فترة نقاهة من المنصب، رحلة استشفاء فى طى النسيان، اسألوا الدكتور حسام عيسى عن تجربته الوزارية، عذاب، من اقترب احترق وصار رمادا، ومن خرج كتبت له النجاة، ربنا راضى عنه!
 
العفيفى فى تتويتته أصاب كبد الحقيقة، الوظيفة صارت ملطشة، حالة استقواء متفشية، الحرمان من السلطة طويلاً خلق حالة مرضية من الاستقواء كالوباء، طبقة المحدثين، محدثو النعمة أو النقمة يستعرضون مواهبهم فى الاستعراض على خلق الله، قديمة حكاية «انت عارف أنا ابن مين»، الآن صارت «انت عارف أنا مين» أنا الذى والذين، بتويتة أفضحك، وبتغريدة أسجنك، وبصورة على إنستجرام أسخطك، وبمداخلة فضائية أجيب عاليها واطيها، وقد أعذر من أنذر!
 
الموظف العام صار ملطشة، فقد المنصب هيبته واحترامه، لم يعد له بريق، هانوا على الناس، وأهينوا فى مكاتبهم، أذكر أن رئيس مجلس إدارة شركة أصيب بأزمة قلبية وفارق الحياة من هول ما سمع وما شاهد من تهجم العمال على مكتبه، خشى على نفسه الإهانة ففارق الحياة قبل أن يسحل على أرضية المصنع، ومثله كثير، يمررون الهجمات بتنازلات أمام الابتزازات، لو سألت رئيس شركة أو وكيل وزارة أو مدير عموم عن الحال، لشكى حاله لحاله.
 
استقالة عفيفى تفضح المسكوت عنه، لا كرامة لمسؤول فى وطنه، وظيفة يتبعها أذى، من ترأس استهدف، ولو كان فى عدل، ولو كان فى زهد، لأبلغوا عنه الرقابة الإدارية والنيابة العمومية، مطالعة آلاف البلاغات يومياً تكشف أن الكل فاسد، الكل باطل، إلا من رحم ربى، من ذا الذى يكبش النار، لو سألت وزيراً أو خفيراً كيف الحال لقال بلا تفكير «ربنا يخرجنا منها على خير»!!
نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع