الأقباط متحدون - هل صور مهانة الجيش التركى إيجابية؟
أخر تحديث ١٦:٤٧ | الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١٦ | ١٢ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

هل صور مهانة الجيش التركى إيجابية؟

خالد منتصر
خالد منتصر

كنت منزعجاً من إعادة نشر صور مهانة الجيش التركى على يد ميليشيات «أردوغان» الإخوانية، ليس لخوفى على صورة الجيش التركى الذى بدا ضعيفاً هشّاً أمام هؤلاء الحمقى الذين بلغت درجة همجيتهم إلى حدّ ذبح الجنود فى الشوارع أمام الشاشات، لكننى كنت منزعجاً أن يألف المصريون هذا المشهد، أو يكون الإخوانيون قد ألحوا على نشرها بغزارة على السوشيال ميديا لهذا الغرض بالذات، وهو تهيئة الوجدان والعقل المصرى لتقبُّل هذا المشهد البشع المهين الهادف إلى كسر إحساس صلابة وتماسك الجيش المصرى، كان بداخلى هذا الإحساس إلى أن وصلتنى رسالة د. حاتم توفيق، جراح العيون، بوجهة نظر لا تختلف معى على أنها صور مهينة، لكنها تختلف من ناحية تأثير هذه الصور الإيجابى على الشعب المصرى من وجهة نظره، لذلك أعرض وجهة نظره وما زلت أطرح السؤال: هل عرض تلك الصور يمنح عبرة وعظة لنا، ويؤكد لنا أن هذا كان مصيرنا لو امتد حكم «مرسى» والإخوان اللعين سنة إضافية، أم أنه سيخلق بالإلحاح تمهيداً وجدانياً وألفة عقلية وتمريراً وتبريراً ذهنياً، لكى تتقبّل عيون المصريين تلك المشاهد المخزية المزرية فى ما بعد بسبب التبلّد الوجدانى من الاعتياد عليها، لنقرأ وجهة نظر د. حاتم الذى يقول:

الصورة النمطية للجندى الأمريكى فى الأفلام الأمريكية هى إنسان مثالى بطل مغوار وفدائى.. الصورة النمطية للجندى الروسى أو الصينى أو الفرنسى فى وسائل إعلامهم هى صورة جندى (أو جندية) مثالى ممشوق القوام معتدل الهندام.. والصورة النمطية للجندى المصرى أو الإسرائيلى فى البروباجندا المصرية والإسرائيلية هى صورة مثالية أيضاً للجندى الذى لا يمكن قهره.. ولى زميل (طبيب إسرائيلى)، فوجئت به فى أحد المؤتمرات الطبية ودون أى مناسبة يقول لى: نحن نكرهكم، لكننا نحترمكم ونهاب الجيش المصرى واستخدم لفظة إنجليزية AT AWE، مما يعنى الرهبة أو المهابة.

كل ما سبق ذكره من بروباجندا وطنطنة للجيوش فى الأفلام أو الميديا فى كل بلاد العالم تقريباً، مهما كان مبالغاً فيها هى ضرورية تماماً لحماية الأوطان والشعوب والحدود، وللأمانة أنا كنت حتى أمس الأول أعارض (سراً وكنت أحتفظ برأيى لنفسى لاعتبارات وطنية) أن يحكمنا ضابط من الجيش لأن عقلياتهم المنضبطة قد لا تتحمل قذارة الألاعيب السياسية، لكن بعد ما حدث من تدمير صورة (IMAGE) الجيش التركى بمنتهى الغباوة من أردوغان أمس، تيقنت تماماً أن هناك ظروفاً تاريخية تُحتم وجود قائد عسكرى صريح وإلا فإن البديل ضياع الأمم.

إن ما فعله أردوغان أمس من تعرية الجيش ونشر الصور فقط لتدعيم سلطته فى الحكم، وهو ما يتسق تماماً مع الأفكار الإخوانية التى تمقت فكرة الجيوش، بل فكرة (concept) الأوطان من الأساس جعل بلاده تقريباً دون جيش دفاع عن حدودها والنتائج المؤكدة على المدى الطويل التى قد لا نراها فوراً:

1 - انخفاض صوت المنادين بشعار (يسقط حكم العسكر)، وستختفى نهائياً تلك النغمة فى غضون أشهر، وهذه الصور التى شهدناها من اعتداء ميليشيات الإخوان على جيش نظامى كفيلة بذلك.

2 - تدعيم فكرة أن المرحلة الحالية تُحتم أن يتولى حاكم عسكرى زمام الأمور فى بلادنا العربية الآن، وحتى فى تركيا نفسها، فالحاكم المقبل فى تركيا لن يكون مدنياً بنكهة عسكرية (مثلما كان يحدث عندهم من انقلابات تزيح حزباً وتأتى بحزب آخر)، بل سيكون عسكرياً قحاً من المؤسسة العسكرية.

شكراً أردوغان..

شكراً جماعة الإخوان..

كالعادة، وكما عهدناكم دائماً منذ 1952، كنتم وما زلتم سنداً داعماً للحكم العسكرى فى بلادنا وحائط سد منيعاً ضد أى آمال لديمقراطية حقيقية فى الشرق الأوسط.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع