في الأسابيع الأخيرة، لا يمر عدة أيام حتى تسمع عن فتنة طائفية جديدة يكون ضحاياها من الأقباط، وبينما يصرخ المتضررون إلى الرئيس للاستغاثة به، تراهن الدولة على مدى صبر الأقباط وقدرتهم على التحمل، خاصة أن هذا الملف يشتعل منذ عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان أبشعها في الصعيد، ونعرض في التقرير التالي أبرز الفتن الطائفية التي وقعت في صعيد مصر. 

 

في عشية رأس السنة، وبالتحديد في 31 ديسمبر عام 1999، استقبل الأقباط الألفية الجديدة بحادث طائفي بشع وقع في قرية الكشح في مركز البلينا بمحافظة سوهاج، وتم قتل عدد كبير من الأقباط، وحرق بيوتهم وممتلكاتهم، وقد أسفرت الأحداث عن مقتل 21 شخصًا وإصابة 33 آخرين، وقد قيل وقتها إن الحادث وقع بسبب "خلاف بين صاحب محل للبقالة وأحد زبائنه". 

 

وتشير التحقيقات الرسمية -وفق موسوعة ويكيبيديا- إلى أن الاحتقان بدأ في المنطقة من قبل هذا الوقت بنحو عام، حيث قامت قوات الأمن في 1998 باعتقال مئات الأقباط وتعذيب العديد منهم أثناء تحقيقها في جريمة قتل اثنين من المسيحيين وعبرت الجماعة عن اعتقادها بأن الشرطة وقتها كانت تريد إلصاق التهمة بأحد الأقباط لتجنب تصعيد حدة التوتر بين المسلمين والمسيحيين وقد نفت الحكومة المصرية ذلك في حينه. 

 

في ليلة عيد الميلاد عام 2010، قام مسجلين خطر، بالهجوم بالأسلحة النارية على الأقباط أثناء خروجهم من الكنيسة عقب الاحتفال بقداس ليلة العيد، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم ستة أقباط، ومجند مسلم كان في حراسة الكنيسة، وحينها اتهم الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي باتهام الشرطة ونوابًا بارزين بالحزب الوطنى بتسهيل الاعتداءات على الأقباط. 

 

عقب ثورة الثلاثين من يونيو بشهر واحد، تعرض الأقباط في نجع حسان بقرية الضبعية الأقصر لاعتداءات طائفية ما أسفر عن حرق 23 منزلًا، وتم توجيه الاتهام إلى 48 شخصًا تورط في الحادث، الذي اضطر العديد من الأسر المسيحية للعيش في الشارع. 

منتصف عام 2015، شهدت محافظة بني سويف فتنة طائفية أخرى في قرية كفر درويش، وعلى إثرها تم تهجير 6 أسر مسيحية برعاية جلسة عرفية، وذلك عقب اتهام شاب قبطي بنشر صور اعتبرها مسلمو القرية بها إساءة للإسلام. 

 

تُعد محافظة المنيا مركزًا للأحداث الطائفية وخلال عام 2013 شهدت العديد من قرى المنيا الكثير من أعمال العنف، أسفرت عن 70 قتيلًا وحرق أكثر من 160 منزلًا بالإضافة إلى عشرات الكنائس، ثم توالت الأحداث الطائفية في المنيا، والتي كان أخرها أمس حيث قُتل أحد الأقباط فيها، بالإضافة إلى حادثة سيدة الكرم التي تم تجريدها من ملابسها في شوارع القرية، إثر شائعة لا أساس لها من الصحة.