الأقباط متحدون - أيهما غيابه يفضح 1-2
أخر تحديث ١٩:١٩ | السبت ٥ مارس ٢٠١٦ | ٢٦ أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٥٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أيهما غيابه يفضح 1-2

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 بقلم : د. مينا ملاك عازر

رغم أهمية الملابس الداخلية وضرورتها إلا أنك لا تستطع أن تخرج بها، فهي تبقى ملابس داخلية، ويمكنك أن تخرج بالخارجية وبدون داخلية ولكن تبقى الداخلية داخلية والخارجية خارجية، لكن غياب الداخلية غير مؤثر وغياب الخارجية مؤثر، ولكن إن كان هذا حال الملابس فهذا لا يستقيم أبداً في حال السياسات.
 
الفقرة السابقة ليست للكبار فقط، وليست جارحة للحياء ولكن كاشفة للحياة، فالكثيرون يعيشون وهم متسترين بورقة توت وماشيين كما ينبغي، وآخرين ماشيين متسترين بأجهزة دولة وهم مفضوحين، وأنا لا أعرف إن كنت حضرتك تقرأ لي لاقتناعك بشرف الفكرة أم لأنك تبحث عن الفضيحة، وفي كل الأحوال انتظر فأيهما يفضح سنعرفه قريباً.
 
في الوقت الذي ينتقل فيه الرئيس من شمال شرق أفريقيا لجنوب شرق آسيا ويسبقه في ذلك شيخ الأزهر ثم يعودون -بإذن الله- بالسلامة تنتقل مصر من تشويح ضابط شرطة بملابس داخلية لفنانة شابة إلى مقتل ضابط شاب برتبة مقدم وإلقائه من الدور السابع على يد أحد العناصر الإجرامية، وبينما تسير الأمور هكذا في بلدنا متحيرة بين إدانة الداخلية والإشادة بالخارجية، تؤثر الداخلية على الخارجية في حادث مقتل الشاب الإيطالي وتقصير تأمين الطائرة الروسية المُسقطة بفعل فاعل، بحسب إعلان الرئيس وتستر الداخلية.
 
والرئيس يكشف والداخلية تستر، لكن ما ينفعشي نمشي بالداخلية بس، وده إللي مش فهماه الداخلية، ولكن ينفع نمشي بالخارجية بس، بس المهم وجود الداخلية لإن من بالخارج لما بيبصوا على داخليتنا ويبصوا على جسد الشاب الإيطالي المعذب بيصعب عليهم حالنا،  ويقولون إن كان هذا فُعِل بالأجنبي فالمصري ماذا يُفعل به!؟.
 
والداخلية لا تكذب ولكنها تتجمل، ولكن كيف تتجمل؟ وهي بحاجة لحالة أخرى تتجمل بها من أفعال أمناء الشرطة الذين احترفوا ضرب الأطباء واستسهلوا سحلهم، أما الضباط فالتعامل مع الفنانات اختصاصهم، ويبهرني التخصص بالداخلية، هناك إدارة للمباحث وإخرى للمخدرات وثالثة للآداب، وبتاعة الآداب تقبض على الفنانات في منتهى الاحترام وانظر لغادة إبراهيم، وبتاعة المرور تقبض على الفنانات بمنتهى الحمامات، وإدارة المباحث يقتلها المجرمين وأمناء الشرطة يسحلون الأطباء، والرئيس ينتقل من شمال شرق أفريقيا حيث كانت تقع مصر قبل أن تقع في القبضة الأمنية إلى جنوب شرق آسيا حيث توجد كوريا الجنوبية واليابان وكازخستان.
 
صديقي القارئ، للآن أنت لا تعرف أيهما غيابه يفضح ولكنك تعرف أن غيابي الإثنين القادم قد يكون بسبب يتعلق بالداخلية، وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم، ولو لم أغب عنك الإثنين القادم، سنعرف معاً أيهما غيابه يفضح؟
المختصر المفيد إلا الدم فهو يبقى يصرخ إلى أن  يقتص الله  من سافكه، فاحذروا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter