الأقباط متحدون - حماة يسوع
أخر تحديث ٠٠:٤٥ | الجمعة ١٢ فبراير ٢٠١٦ | ٤أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حماة يسوع

ماجد سوس
مؤخراً ، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى قصة الفتاة ذات العشرين عاما  "ليديا أكرم" والتى سافرت الى السماء و تركت اتعاب العالم منذ عدة أيام بعد صراع مع مرض السرطان، ولاقت قصتها تعاطف الكثيرين، ودعواتهم لها بالرحمة نظراً لصغر سنها من ناحية و من ناحية أخرى لشخصيتها المحبوبة الخادمة الفريدة جدا.

أصيبت ليديا بالسرطان في الثامنة عشر من عمرها ، ولم يتمكن اليأس منها، حيث أصرت على محاربة وتحدى المرض، فكانت تعيش حياتها بشكل طبيعى كامل، لا تعبأ بألام مرضها و السبب أنها كانت تقول ليسوع كنت اعرفك من مدارس الأحدو الممارسات و لكني لم اقترب منك و اسمع لك و تسمع لي إلا بعد بركة المرض .

ورغم المرض شاركت ليديا طالبة كلية الإعلام في العديد من النشاطات ، أهمها الجري، حيث كانت تشجع من حولها على المشاركة في الجري معها فكانت تنتهى من جرعة الكمياوى و تسأل من يسوع ألا تشعر بالألم فكان يحقق لها رغبتها ثم تذهب لتمارس رياضة الجري  الرياضة المفضلة لديها ، مما أثارت إرادتها و عزيمتها حماس وشجاعة كل من حولها.

نشرت ليديا مقطع فيديو لها في ديسمبر من عام 2014، تتحدث فيه عن إصابتها بالمرض ، وتجربتها معه ، وكيف شعرت بأن الله معها في كل لحظة، وأن مع كل لحظة تعب وألم كانت تشعر بتعزية كبيرة، مما جعل علاقتها مع الله مختلفة.

قصة "ليديا" و حديثها و شكرها على المرض و صبرها ألهمت الكثير من مرضى السرطان و شددتهم ، الذين وجدوا فى ليديا مثالًا للتحدى والصبر، والعزيمة في مواجهة المرض وحب الحياة .

من ضمن التعليقات الكثيرة جدا التي كتبها أصدقاءها و أحباءها وجدت تعليق مؤثر و معزي جدا كتبه أحد أصدقاء ليديا و يدعى نبيل شحاتة ، عن جنازتها و لقاءه بوالديها فأخذت منه بعض سطوره لأشاركك عزيزي القاريء بالتعزية التي عزى بها الرجل الخادم أسرة الراحلة المباركة حيث يقول : ذهبت لقاعة كنيسة العذراء بارض الجولف لاخذ بركة العزاء و الشركة فى عرس ليديا ، لاول مرة احضر عزاء كأنه ليلة حنة او احتفالية خاصة من سهرات الكنيسة ، ترانيم و تسابيح ، كلمات من القلب من الاب الكاهن ، كل صديقاتها و اصدقائها يرنمون بحماسة و صدق و كأنهم يرسلون لها رسالة حب عبر الهواء ، كل واحدة حاضنة التانية و كأنهم بيشجعوا بعض انهم ما يفسدوش عرسها بالبكاء" ..

و رحت اسلم على والدتها ، أم طيبة و موجوعة أوى بس برضه بتحاول تتماسك و تشرّف بنتها فى عُرسها ، حد متالم بس مسلِّم لربنا ، عرفتها بنفسى ، ووطيت عليها و همست فى ودنها علشان احاول ارسم ابتسامة علي وجهها

انا عاوز اقولك حاجة بسيطة ، افرضى ليديا خفت و عاشت و بعدين جالها عريس غني اوى و أمور اوى و ابن ناس اوى و عنده مستقبل حكاية و ليديا بتحبه اوى اوى و هو بيموت فيها بس فيه مشكلة انه لازم ياخدها و يهاجر امريكا و ما ينفعش ترجع قبل فترة طويلة و انت مش حينفع تاخدى الفيزا دلوقتى ، كنت حتوافقى و انتى بتعيطى انها حتسيبك و حتفضلى تفتكريها كل يوم و انت بتعيطى بس جواك مش متضايقة ، كل ما حتعملى اكلة حتقولى يا حبيبتى يابنتى كانت بتحبيها و تعيطى شوية و يمكن ما تاكليش منها بنفس ، بس ترجعى و تقولى ربنا يهنيك يا بنتى و يسعدك و انت جواك متطمنه انها مع حد ابن ناس اوى و حنين جدا و بيدلعها وواخد باله منها ، سألتها هل كنت حتطلبى تطلقيها منه مثلا علشان تشوفيها قالت لا . هل كنت حتتدعى على جوزها او تخاصميه او تعاديه قالت لى لا . قولت لها اهو الفرح تم و العريس خد ليديا و سفرها و انتى بقة بقيتى حماة المسيح ، ابتسمت ، انا بأكد ايوه بقيتى حماة المسيح،

انا عاوزك بقة من هنا و رايح تبقى حماة قوية اشتغلى مع المسيح شغل الحموات، زادت ابتسامتها ، و انا استرسل ، اطلبى منه ان يطمنك عليها و كمان ممكن تشوفيها و اطلبى منه انه يراعيك و اتمسكنى و قولى له ليديا لما كانت معايا ما كانتش بتخلينى عاوزه حاجة ابدا و أنت خدتها و هاجرت و سيبتنى لايصة لازم تشوف لى حل ، وممكن لو فى امريكا كنت حتكلميها ع الفايبر و تشوفيها فى الفيس بوك ، اهى دى برضه ممكن !!

فى الكنيسة سهلة فيه فايبر وفيس بوك !! المذبح و الذبيحة فى القداس هو فايبر المؤمنين . بنصلى للى فوق و هم بيصلوا لنا و بيحضروا معانا و احنا بنزور السما ، في القداس ، و نبقى معاهم و تبقى كده الدنيا مفتوحة لا انت عارف احنا اللى طلعنا و لا هم اللى نزلوا لنا . قلت لها مش حطول عليكى بس خليك فاكرة بقيتى حماته ، خليكى حماة قوية متسيبيش حقك ، انت ما بتطلبيش من غريب انتى بتطلبى من عريس بنتك !!

ما أروع كلماتك أيها الخادم المعزي و تأملاتك الجميلة المؤثرة داخل النفس فالروح الإنسانية بالفعل تعود لعريسها الذي إشتراها بدمه الغالي الكريم الذي سفك من أجل كل نفس قبلته و تقبله في قلبها و تؤمن به .

رسالة تعزية لكل حزين مكسور مهموم تعبان بها يعلم علم اليقين انه لم يعد للموت سلطان علينا و لم يعد الموت الا مجرد بوابة خروج لرحلة سمائية يخلع فيها الإنسان التراب بكل أتعابه و ألامه و أحزنه ، فلا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم بل في يقين الإيمان نثق في المجد العتيد أن يستعلن فينا نحن الخطاة و الضعفاء و الأثمة طالما أننا نقوم بعد السقوط و نثبت أنظارنا على العريس السماوي لنحضر معه العُرس طالما نملك معنا الدعوة و التي سلمت لنا في المعمودية .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter