الأقباط متحدون - هل باعت تركيا حماس؟
أخر تحديث ٠٥:٢٨ | الأحد ٢٠ ديسمبر ٢٠١٥ | ١٠ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل باعت تركيا حماس؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
هل باعت تركيا حماس؟.. الأخبار الواردة إلينا كشفت أن تركيا وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق مبدئى بشأن تطبيع العلاقات بينهما، ويشتمل هذا الاتفاق على مجموعة من الشروط من بينها تقييد نشاط حركة حماس الفلسطينية فى الأراضى التركية، ومن ضمن ذلك طرد القيادى فى الحركة صالح العارورى من تركيا، الذى سبق أن اعتقلته إسرائيل قبل أن تفرج عنه ضمن صفقة الجندى «شاليط» وقبل خمس سنوات تقريبا، واشترطت تل أبيب وقتها إبعاده عن فلسطين، وهو يقيم حاليا فى إسطنبول، وتتهمه إسرائيل الآن بأنه يقوم بتنظيم مجموعات عسكرية فى الضفة الغربية والتخطيط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية.
 
التسريبات الإسرائيلية تشير إلى أن تركيا، وفقًا للاتفاق الذى تم التوصل إليه بين الطرفين فى سويسرا، الأربعاء الماضى، حينما التقى رئيس جهاز الموساد الجديد «يوسى كوهين» مع مدير عام وزارة الخارجية التركية باريدون سنيرالو، طلبت من قيادة حماس الموجودة على أراضيها تقليص نشاطاتها العسكرية ضد إسرائيل، وأن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى للحركة، سيتوجه إلى أنقرة خلال الأيام المقبلة لاستكشاف الموقف، خاصة بعد إعلان الخارجية التركية أن المحادثات الثنائية بين أنقرة وتل أبيب لاتزال متواصلة، وأن توقيع وثيقة تطبيع العلاقات ستتم «فى وقت قريب».
 
الحاصل الآن أن هناك تغيرا جديدا فى الموقف التركى ضد حماس، التى تعد إحدى الأذرع الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين، والتى تلقى دعما وتأييدا من النظام التركى الحالى الذى يلعب بورقة الإخوان والتنظيم الدولى على أمل إحياء فكرة الخلافة العثمانية ليكون رجب طيب أردوغان هو خليفة المسلمين. التغيير التركى مرتبط أساسا بالتغيرات التى شهدها الإقليم مؤخرا، من خلال محاولة التقارب التركى من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتنفيذ الأجندة الغربية بالكامل على أمل نيل الثقة الغربية وتحصل أنقرة عل عضوية الاتحاد الأوروبى، وهو الحلم الذى يراود أردوغان ليل نهار، ومن أجله باع شريكته الاستراتيجية، روسيا، ومستعد لفعل أى شىء، ومن ضمنها بيع حماس والإخوان بشكل عام، لأن أردوغان يدرك أن إسرائيل بوابة مهمة للوصول إلى قلب الغرب، وأن القطيعة أو الخلاف معها لن يأتى له بما يريد، فأردوغان فضح أمره وسط العرب، ولم تعد ألاعيبه تعجب العرب، فالجميع يعلم أن قنوات سرية تسير بين تركيا وإسرائيل رغم الإعلان عن قطع العلاقات رسميا منذ ستة أعوام عقب حادث الاعتداء الإسرائيلى على السفينة التركية مرمرة، فتحول أردوغان إلى إسرائيل على أمل أن ينال الرضا الغربى والأمريكى الكامل.
 
أين الأخوان من الأجندة التركية؟.. دعم الإخوان هو فى صلب الأجندة التركية، على الأقل فى هذه الفترة، لأن حزب أردوغان حينما تاجر بقضية الإخوان فى مصر أراد أن يلعب على وتر العاطفة الدينية لدى بعض الناخبين الأتراك ممن كان يبحث عنهم أردوغان لنيل ثقتهم فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهذه المتاجرة ستستمر على الأقل لعدة أشهر، خاصة أن هذا الأمر لا يجلب له مشاكل إقليمية إلا مع مصر والإمارات، وهذه المشاكل ستستمر، لكن علاقاته مع الغرب والولايات المتحدة لن تتأثر بعلاقة أردوغان مع إخوان مصر، إلا إذا تأثرت الدول الأوروبية الكبرى بنتائج التقرير الذى انتهت منه الحكومة البريطانية مؤخرا واعتبر أن الانضمام للإخوان هو مؤشر عل التشدد، وتحديدا لأن أوروبا بدأت مؤخرا فى الانتباه لخطورة انتشار الأفكار المتشددة على أراضيها، وتحاول العمل على تقليص وجود الجماعات التى تغذى الشباب بالفكر الإرهابى المتطرف، وربما تستند بعض الدول الأوربية لما انتهى إليه التقرير البريطانى لمحاولة حصار الإخوان وأنشطتهم فى هذه الدول.
 
لكن فى المقابل فإن ما حدث بين تركيا وحماس وإن حاول الطرفان التقليل من شأنه، ربما يعطى رسالة تحذير لقيادات الإخوان الهاربين الذين اختاروا الأراضى التركية مقرا لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد مصر، بأنهم فى يوم سيأتى عليهم الدور ويطلب منهم إما الكف عن الأعمال الإرهابية، أو مغادرة تركيا، لأنهم فى نهاية الأمر ليسوا إلا لعبة فى يد الأتراك يحركونهم كيفما شاءوا.
 
التقارب التركى العلنى من إسرائيل والتغيير الذى حدث بين أنقرة وحماس بالفعل رسالة شديدة اللهجة للإخوان الذين سيبدأون من الآن التفكير فى مصيرهم، وسيحاولون البحث عن بديل خوفا من الغدر التركى المتوقع.
نقلاً عن اليوم السابع

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع