الأقباط متحدون - خدوا فلوس المعونة لكن خلولى الوطن
أخر تحديث ٠٠:٥٢ | الأحد ٢٠ ديسمبر ٢٠١٥ | ١٠ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خدوا فلوس المعونة لكن خلولى الوطن

حمدي رزق
حمدي رزق

كمصرى يشرفنى المكانة الدولية التى يحظى بها الدكتور عصام حجى، حاجة تشرف، وأعجب من حواره الأخير مع شبكة CNN الأمريكية، نصاً: «وأذكر هنا المعونة الأمريكية لمصر أن تستثمر كاملة فى التعليم، فما من أمن أو احترام لمعاهدات اتفاق إلا فى وجود شعب متعلم، وليس فى وجود دولة مسلحة».

اللهم لا اعتراض على حتمية الاستثمار فى التعليم، ولكن ما علاقة الاستثمار فى التعليم بتحويل مسار المعونة العسكرية الأمريكية، وما هو الرابط بين الاستثمار فى التعليم بحرمان الجيش المصرى من معونة عسكرية يتحصل على أضعافها الجيش الإسرائيلى فى إطار معاهدة كامب ديفيد، لا تقلق يا دكتور على المعاهدة مع إسرائيل، مصر تحترم اتفاقياتها ولم يحدث خرق، ولكن الحق يلزمه قوة تجبر الغاصب على الاحترام.

عندما يتطوع «حجى» بمقولات تستهدف تسليح الجيش المصرى الآن، يحتاج الأمر إلى توضيح ممن عمل مستشاراً للرئيس عدلى منصور، ويقيناً أحيط علماً بما يتهدد الحدود، ألا يعرف «حجى» أن الجيش المصرى فى أتون منطقة تغلى بالصراعات، وأن الجماعات المسلحة تتكالب عليه تكالب الأكلة على قصعتها، وأن المعونة العسكرية السنوية الأمريكية ضرورة عسكرية لازمة أكثر من أى وقت مضى.

الدكتور «حجى» متجاهلاً ضرورات الأمن القومى يدعو دول العالم إلى إعادة النظر فى الاستثمارات الأجنبية فى مصر، نصاً: «أنا أطلب من الدول التى تستثمر فى بلادنا من صناعة وفنادق وأسلحة، نحن شعب وله جيش، وليس جيشاً وله شعب»، من قائل هذه العبارة، من الذى يفصل الجيش عن الشعب، ينسى «حجى» هتاف جماهير ثورة 25 يناير الواعية: «الجيش والشعب إيد واحدة»، البسطاء أحياناً أكثر فهماً لضرورات المرحلة من العلماء.

الخلط بين حاجتنا للتعليم وحاجتنا إلى التسليح يورثنا شكاً فى نوايا المتحدثين، لا نخون أحداً أبداً، ولكن يلزم مناقشة هذا الذى تطوع به «حجى» على الشبكة الأمريكية الشهيرة ونقلته «المصرى اليوم»، صوت مصرى يفصل بين الجيش والشعب، أليس هذا عين وعبادة العواصم التى تستهدف الجيش المصرى، وتستثمر كثيرا فى فصله عن شعبه.

المعادلة المصرية واضحة، الجيش والشعب إيد واحدة، والأسرة المصرية تهب فلذات أكبادها لأجل جيشها، أهناك أغلى من فلذات الأكباد، ولا فلوس الدنيا، مش فلوس المعونة. يا سيدى فلتذهب المعونة الأمريكية إلى الجحيم، لو الجيش احتاج قوت اليوم الضرورى لجاع المصريون طوعاً، ولو تعرى جنوده لسترناهم بمتاعنا القليل.

المفارقة التى يسوقها «حجى» فى سياق حديثه تخلو من الجغرافيا التى حكمت علينا بالحرب، ومن التاريخ الذى حكم علينا بعدو لا يحترم اتفاقيات، نعم التعليم أولوية، ويجب أن يكون أولوية، ولكن لماذا على حساب الجيش، لماذا الاهتمام بالتعليم، وهو حق، يكون نقصاً من الاهتمام بالتسليح، لماذا تضع هذا فى مواجهة ذاك؟

مقولة «حجى» العجفاء: «نحن شعب وله جيش، وليس جيشاً وله شعب» مقصودة معنى وتوقيتاً، الغرب يقف متعجباً من التفاف الشعب حول جيشه، ما من شعب على الأرض يتماهى هكذا مع جيشه، تحت جلد المصرى أفرول، مستعد للمعركة، المصريون يحتضنون الموت، الشهيد البطل محمد شويقة (نموذج ومثال).. بالمناسبة متعلم كويس.

الحديث عن شعب وجيش للأسف لغة مخاتلة، الشعب هو من يطلب من جيشه أن يكون على أهبة الاستعداد، ولا يعنى هذا أبداً أنه شعب جاهل، أو أن الجيش يستمرئ جهلاً، ليتك تعرف أن البسطاء الذين لم ينالوا حظاً من التعليم يعكف الجيش على تعليمهم، الجيش مدرسة الوطنية، خدوا فلوس المعونة بربى خلولى الوطن.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع