الأقباط متحدون - هل يجوز الطلاق لغير علة الزنا ؟!
أخر تحديث ٠٦:٣٦ | الأحد ١٦ اغسطس ٢٠١٥ | ١٠مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل يجوز الطلاق لغير علة الزنا ؟!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عصام نسيم
هل يجوز الطلاق لاستحالة العشرة او الهجر او لاي سبب اخر ؟؟!

هل هناك في تعاليم الكنيسة وقوانينها ما يقول باي سبب اخر للطلاق الا علة الزنا ؟!!

هذا ما سوف نوضحه في السطور الاتية .
لقد  ناقشنا سابقا وصية السيد المسيح في الزواج والطلاق وانه لا طلاق إلا لعلة الزنا وقد أكدت الكنيسة هذه الوصية علمتها  وعاشتها  واقرتها في قوانين كثيرة في مجامع مختلفة على فترات زمنية طويله في تاريخ الكنيسة بشكل عام لذلك لا يمكن ان نأتي اليوم ونقر قانون يخالف اولا الوصية الإنجيلية ثانيا قوانين الكنيسة الكثيرة في امر الطلاق والزواج !

فالزواج المسيحي هو رباط الهي ابدي لا ينفصل ابدأ ولا يجوز لاي انسان ان يحله لان ما جمعه الله لا يفرقه انسان اي ما جمعه الله لا يفرقه الا الله وقد وضع الله السبب الوحيد لفك هذا الرباط وهو خطية الزنا وكما  يصلي الأب الكاهن في ختام صلاة  الإكليل قائلا :

فإنكما من الان لستما اثنين بل جسد واحد كما قال سيدنا المسيح ولا يحل لكما بعد هذا الارتباط المسيحي افتراق ولا انفصال بمشيئة الله , لان ما جمعه الله لا ينبغي ان يفرقه إنسان .

وسوف نعرض البعض  من قوانين الكنيسة وتعاليم الآباء التي تؤكد الحقيقة الإنجيلية في انه لا طلاق الا لسبب الزنا ولا يوجد اي سبب اخر سواء هجر او سوء معاملة او مرض او اي شئ اخر يبيح الطلاق !
 
  جاء في القانون 48 من قوانين الرسل (على يد اكليمندس )
كل من طلق امرأته وتزوج بأخرى وكل من يتزوج مطلقة رجل أخر فليقطع من الشرك [1]

وجاء في القانون رقم 102 من قوانين مجمع قرطاجة الذي أنقعد سنة 419م
قد استحسن المجمع انه حسب التعليم الإنجيلي الرسول إي رجل افترق عن امرأته او أية امرأة انفصلت عن رجلها لا يجوز  لأحدهما ان يتزوج شخصا أخر بل يجب ان يبقى على الحالة التي هو فيها اذا لم يتصالحا . ومن يخالف هذه الشريعة يرغم على الاقامة مع التائبين .[2]

جاء في القانون رقم 9 من قوانين القديس باسيلوس الكبير (ضمن رسالته الاولى الي امفيلوخيوس اسقف ايقونية )
ان الرب إلهنا ساوى بين الرجل والمرأة في المنع  من الطلاق إلا لعلة الزنى [3]

جاء في القانون رقم 77 من قوانين القديس باسيلوس الكبير
المرأة التي تساكن في غياب زوجها وانقطاع إخباره عنها رجلا أخر قبل ان تتحقق تماما من انه قد مات تعد زانية [4]

يقول القديس اكليمندس السكندري
ان نصائح الكتاب المقدس عن الزواج وانها لا تسمح مطلقا بفك هذا الاتحاد مقررة بكل وضوح في الشريعة لا تطلق زوجتك الا لعلة الزنى  ويعد زانيا من تزوج بينما قرينه لا يزال حيا بمطلقة يزني وتقول ان من طلق امراته جعلها تزني اي انه يحملها على ان ترتكب الزنى ومن يطلقها لا يصير فقط سبب ذلك بل ايضا ان من يتزوج المراة يتيح لها فرصة لتخطئ لان هان لم يتزوجها عادت الي زوجها .[5]

 ( فهل يجروء   اي إنسان مهما كان ان يحتمل هذا الذنب ويحتمل عقوبة كسر وصية المسيح ! )

يقول العلامة اوريجانوس  
وكما ان المرأة تعد زانية اذا تزوجت برجل طالما زوجها الأول حيا كذلك الرجل اذا تزوج بامراة طالق من زوجها يعد تبعا لتصريح مخلصنا زانيا ! [6]

يقول القديس امبروسيوس أسقف ميلان
ليس مسموحا لاحد ان  يعرف امرأة أخرى  غير زوجته  … هل انت مرتبط بامراة فلا تطلب الانفصال عنها ,   إذا لا يجوز لك وزوجتك حية أن تقترن بغيرها لان اقترانك بزوجة أخرى وأنت مقيد بزوجة لهو زنى حقيقي ![7]

يقول  ايضا القديس اغسطينوس
ثمة رباط سري مقدس يربط بين المؤمن والمؤمنة في زواجهما يتضح من قول الرسول : ايها الرجال أحبوا نساءكم كما احب المسيح الكنيسة . ولا شك ان جوهر السر المقدس هو في هذا الرباط حتى ان الرجل والمراة اذا ارتبطا بالزواج يجب ان يظلا معا بغير افتراق مدى الحياة , اذ ليس مسموحا لاحد الزوجين ان يفترق عن الاخر الا لعلة الزنى , كما هو الحال بين المسيح والكنيسة فما دام الرجل حيا والمراة حية فلا طلاق ولا انفصال بينهما الي الابد .هذا الرباط يجب ان يظل محفوظا تمام في كنيسة المسيح من جميع المؤمنين المتزوجين الذين هم بغير شك اعضاء المسيح ومع ان النساء يتزوجن والرجال يتزوجن بهدف انجاب الاطفال لكن لا يجوز للرجل ان يطلق زوجته اذا كانت عاقرا ليتزوج باخرى لتلد اطفالا فان من يصنع هذا صار في شريعة الانجيل زانيا ! ……وعلى ذلك فثمة رابطة زوجية تظل قائمة بين الزوجين لا تقبل الانفصال طالما كانا على قيد الحياة , ولا تقبل ان يرتبط احدهما بغير قرينه .[8]

ايضا يقول القديس اغسطينوس في موضع اخر :
ان المراة لا يحل لها مادام زوجها حيا ان تتزوج باخر حتى من اجل غاية إنجاب الأطفال ومع ان هذا هو السبب الوحيد للزواج لكن رباط الزيجة لا ينحل الا بموت الزوج .![9]

فهل بعد هذه القوانين وتعاليم  إباءنا القديسين والتي استمدوها أساسا من وصية السيد المسيح له المجد مشرع شريعة الكمال والتي تقول بكل وضوح انه لا طلاق الا لعلة الزنا وانه لا طلاق للهجر  او الانفصال  او الضرب او إي سبب اخر  وان اي  طلاق لغير علة الزنا يعتبر بمثابة التحريض على الزنا لان اي زواج لاحد الطرفين الذين تم طلاقهم للهجر او لسبب اخر لغير علة الزنا يعتبر حسب وصية الرب يسوع وتعاليم اباءنا القديسين هو زنا !!!

فمن يحتمل هذا ؟

ومن يحتمل كسر وصية السيد المسيح ؟

ومن يحتمل مخالفة قوانين الكنيسة ؟

من يحتمل مخالفة تعاليم اباءنا القديسين ؟

المراجع

[1] مجموع الشرع  الكنسي ص 860
[2]  مجموع الشرع الكنسي صفحة 887,897
[3]  مجموع الشرع الكنسي ص 887
[4]  مجموع الشرع الكنسي ص 897
[5]  كتاب المتنوعات  كتاب 2
[6]  تفسير انجيل متى 24:14
[7]   كتاب عن ابراهيم كتاب 1 فصل 59,7
[8]  كتاب الزواج والشهوة الجنسية
[9] كتاب ميزة الزيجة 32,24
 المرجع الرئيسي كتاب موسوعة الأنبا اغريغويوس الجزء التاسع ألاهوت ألعقيدي إسرار الكنيسة السبعة  ص 60,59,58,57


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع