الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠١:٤٦ | الاربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥ | ٢٢أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حديث آخر الشهر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
كعادتنا في نهاية كل شهر ننحي السياسة جانباً ونتحدث عن الحب اللعب الضحك لكن لا حديث عن الجد، الجد راح مطرح ما راح، ناخد منه أجازة، وأجازتنا هذا الشهر سنتحدث فيها صديقي القارئ عن هذا الشهر الفائر الثائر الهائج الغاضب المنقلب والمتقلب، أعني شهر يوليو الذي نحن فيه للآن ونودعه بعد غد، ولأن هذه هي آخر مقالاتي هذا الشهر، ولأنه شهر طويل في أيامه عزيز في مناسباته ولو على المستوى الشخصي، فأنا أنقل لك سيادة القارئ تحيات ثوار شهر يوليو منذ زمن بعيد.
 
فلك من ثوار الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر تحية حارة وعطرة، ثورة سفك باسمها الدماء وقامت بسببها الثورات، وأتى بها الغزاة لمصر، ونقلوا لنا المطبعة لتكن أول مطبعة في الشرق الأوسط الذي لم يكن موجود حينها هذا المسمى أي الشرق الأوسط كان الشرق وخلاص.
 
كما أنقل لك تحية ثوار يوليو الأمريكيين الذين ثاروا على حكم بريطانيا العظمى، أول من ثاروا على الإنجليز كانوا الإنجليز المهاجرين أنفسهم الذين تركوا الجزيرة البريطانية طالبين للحرية، ينشدون فكر جديد، لكن بريطانيا هيمنت عليهم لفترة، حتى جاء ثوار لفظوا حكمها وهم الثوار الأمريكان الأوائل، ماديسون أبو الدستور، وجورج واشنطن أول رئيس لأمريكا وعلى اسمه العاصمة للآن، وجفرسون القانوني الرائع، كل هؤلاء كانوا ثوار في يوليو يحاربون لأجل بلاد جديدة بدستور وفكر مستقل، يقاتلون لأجل الحرية لأنفسهم ولبلادهم، والاستقلال عن التاج البريطاني فنالوا هذا.
 
ثم أنقل لك تحية انقلابيو ثورة يوليو المجيدة في مصر عام 1952 الذين بدأوها حركة بالجيش وحولوها لانقلاب، ومشيت معاهم بعد كده ثورة، وانقلابيو ثورة رشيد علي الكيلاني في العراق في عام 1958 وثورات كثيرة قامت في العالم كانت في شهر يوليو، لكن أهمها بدأ في نهاية يونيو وكُلِل في الثالث من يوليو حين عزلنا مرسي وكرتنا الإخوان ولامؤاخذة على قفاهم، وفوضنا السيسي في نهاية ذات الشهر لمحاربة الإرهاب.
 
هل رأيت صديقي القارئ، كيف أن شهر يوليو هذا، شهر ثائر منقلب متقلب يحمل في طياته الكثير من القلاقل، أنتظر منه الكثير وأحبه، وأعتز به، وأشعر دائماً بأننا بانتظار أحداث جلل ما دمنا به، وما دام الشهر لم ينته حتى كتابة سطور هذا المقال فأنا أنتظر منه المزيد، ويارب تكون أحداث خير اطلبوا الخير تجدوه.
 
صديقي القارئ، أنا أعتذر لك فقد قررت الابتعاد عن السياسة لكن شهر يوليو انقلب علي، وحدث الانقلاب الذي أتوقعه، إذ ثارت علي السياسة وأجبرتني على أن أكتب عنها، في مقالي هذا أيضاً أتركك الآن على أمل أن ألقاك في حديث نهاية شهر آخر بعيد عن السياسة بجد، وأسيطر على السياسة فيه، ولا تثر علي فيه السياسة.
 
المختصر المفيد الثورات هي الطريق للوصول للهدف ما دامت ثورات شريفة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter