الأقباط متحدون - لن ترهبكم يا سوسو
أخر تحديث ٠٢:٣٩ | السبت ٢٥ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١٥ | العدد ٣٣٦٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لن ترهبكم يا سوسو

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
بداية أحب أن أؤكد على ما لا يحتاج التأكيد، بيد أن لعلمي بسياق المقال، مضطر لأن أؤكد على أن دم فرد واحد يتساوى مع دماء ملايين، وعليه فأنا أتقدم بخالص التعازي للشعب الكندي الشقيق في الإنسانية في مقتل أحد جنوده في  حادث إطلاق نار بالقرب من البرلمان الكندي في العاصمة الكندية، أوتاوا والتعازي موصولة لشعوب الأرض كلها التي تعاني من أي أعمال إرهابية تسبب فيها بعض المنحرفين عقلياً ودينياً وخلقياً.

بيد أنه، ورغم هذه التعزيات إلا أنني لا أستطع إخفاء انزعاجي من تصريحاً صرح به رئيس وزراء كندا على إثر هذا العمل الإرهابي الغاشم حين قال "لن ترهبنا مثل تلك العمليات الإرهابية" مبدئياً كده، جدع ورجولة، ولكن السؤال المطروح بقوة في هذه الحالة وهو إنتم كان ممكن ترهبوا لمثل هذا العمل الإرهابي الذي سقط ضحيته فرد جندي واحد!!!؟؟؟ يبقى على كده الشعب المصري المفروض يلم عزاله وأمتعته ويهجر بيته ووطنه وأرضه، ويشوف له حتى تانية تلمه.

شوف سيادة رئيس الوزراء، أنا أتفهم تماماً أنكم تقدرون روح الفرد بعكسنا نحن الذين لا يفرق معنا المئات الذي يسقطون قتلى بسبب إهمال ورعونة السائقين على الطريق، وغيره من مسببات القتل، ولكن ألا تتفق معي أنه لا يوجد شعب في العالم سيرهب لمقتل جندي من جنوده، فالشعوب القوية شيمتها أن تمتص الصدمات وتتخطاها، ولم يكن في رأيي من داعي لتصريح كهذا الذي صرحت به من أنكم لن تُرهبوا لمثل هذه الأعمال، فهذا أمر طبيعي.

ما يهمني في هذا الصدد أن تشعروا بالآخرين الذين يرزحون تحت أعمال إرهابية متواترة ومستمرة ومتلاحقة حيث يسقط المئات من رجال جيشهم وشرطتهم –المقصرين احياناً لا جدال في هذا. ورغم هذا، دول صديقة لكم لا تعتبر هذا إرهاباً، ولا تجد فيما تقوم به قوات الشرطة والجيش متى قامت بأعمال ضد أولائك الإرهابيين أعمال مشروعة

وتأبى أن تعطينا السلاح لمقاومة إرهاب هؤلاء الموتورين، ففي الوقت الذي يتصل رئيس تلك الدولة المغرورة ليعرض عليكم المساعدة في أعمال القصاص لجنديكم، ألا ترون فيما فعله أوباما هنا تناقضاً بَين في سياسات بلاده التي استنفرت قوات الدفاع الجوي للمنطقة الشمالية منها تحسباً لقيام أي أعمال تخريبية فور وقوع مقتل جنديكم!!! ألا تريد أن تهمس في أذنه ولنفسك، اختشوا على دمكم وساندوا مصر، فهي بحاجة لمساندة جادة بدلاً من مساندتكم لداعش وأمها الإخوان.

أخيراً، أدين وتدين مصر كل عمل إرهاببي في كل بقاع العالم مهما كان بسيطاً، الإرهاب إرهاب ولا يتجزء، ولا يقدر أن يرهب شعباً، خاصةً مع الشعوب غير المعتادة على هذا، ولكن لا يعني أننا اعتدنا العيش في وسط تلك الإجواء الإرهابية أن نقف وحدنا في حربنا، وإن لم تساندونا فالله معنا، وهو خير النصير.
المختصر المفيد إن كان الله معنا فمن علينا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter