الأقباط متحدون - جرائم أخرى لمبارك
أخر تحديث ١٣:٣١ | السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣٢٧١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جرائم أخرى لمبارك

مبارك
مبارك
بقلم : مينا ملاك عازر
بعد نشر مقالي الماضي، أخذت أتأمل مع نفسي، هل ثار الشعب المصري لما تقدم من جرائم؟ هل جريمة الإخوان أنهم تعاملوا مع الشعب وبينه في حين انعزل نظام مبارك عن الشعب،
 
وأخذ يخاطبهم من عليائه، أعتقد أن الأخيرة هي جريمة كبيرة، من النظام في حق نفسه إذ لم يترك فقط الإخوان يعبثون بل ترك منظمات كثيرة قيل عنها فيما بعد أنها ممولة من الخارج تعبث، وتثير وتهيج الجماهير في حين أنه لم يسمع لأنين الجماهير ولم يهتم بها، ترك النيران تمسك في كل حتة وأمسكت بالجاكتة، وهو غير عابئ بغضب شعبي هائل وجارف.
 
لم يبالي مبارك، ولا المحيطين به بما يُقال وبما يحدث، حتى أن الدكتور مصطفى الفقي بنفسه حكى غير مرة أن المحيطين بمبارك كانوا يمنعونه –الدكتور- من قول الحقيقة له وإزعاجه بأخبار سيئة، وكانوا يندهشون من هذا، لا أعرف إن كان هذا يصب في مصلحة مبارك أم في غير مصلحته؟ فهل ترك مبارك لرجاله الفرصة يغربلون له ما يصله، يعني أن مبارك كان علي صواب، ولو كان عرف ما كان ترك الأمور تجري كما جرت أم أن هذا يعني أن مبارك مقصر، وترك رجاله يعزلونه قبل أن يعزله الشعب!؟.
 
أجيبوني يا سادة، من اختار عاطف عبيد خلفاً للجنزوري صاحب أكثر حب شعبي؟ من اختار أكثر منْ اتهم بجرائم الرشوة عندما باع القطاع العام؟ من الذي كان يخالف التوقعات بعزل الوزراء وبقائهم، عناداً في الشعب الذي كان يريد أن يذهب هذا، فيبق، ويبقى هذا فيذهب، أخبروني من الذي كان يغير الحكومة في الوقت الذي لم يطلب الشارع هذا؟ ويبقيها متى شعر أن الضغط الشعبي عليها هائلاً؟ هل كان مبارك يقصد عنداً مع الشعب أم أنه لم يكن يعلم رغبات الشعب بسبب عزله من رجاله عن الشعب!؟.
 
مبارك رجل عسكري وطني لم يخن مصر، ولم يتجسس لحساب أي جهة على بلاده، لم يقدم من أراضي بلاده هدايا للجيران والأشقاء لكنه أيضاً لم يُشعر الشعب بتقدم البلاد اقتصادياً لذا لم يصمد الشعب، فهل يتعظ الحكام من أخطاء مبارك فلا يضغطوا على الشعب ويحرمونه من أن يشعر بثمار الضغط الاقتصادي عليه، ويبقى هذا يصب في جيوب كبار رجال الأعمال، وبهذه المناسبة،
 
هل شعب مصر من النوعية التي تنظر لما بيد غيرها؟ أنا لا أظن إلا إذا اقتنع الشعب بأن ما بيد غيرها من حقه، في هذه الحالة يفعلها الشعب المصري وينظر له، ولكن هذا ليس تبرير لحقد الشعب على أولائك الذين يعيشون عيشة مرفهة،
 
إلا إذا وجد الشعب أن ذلك ليس عدلاً أن يعيش هو بدون أكل ومضغوط عليه وشادد الحزام في المقابل أن غيره يكسب مكاسب فاحشة، فاسدة في بعض الأحيان، وهذا يعود على مبارك الذي ظن أن الاستثمار السليم هو ترك رجال الأعمال يستفحلون ويفسدون ويرتعون في البلاد، جعل المال يتكلم في كل أزمة، ومنع عن الشعب الكلام، وظن أن كلام بعض الإعلاميين في منابرهم الإعلامية يخفف من غضب الشعب، ويترك لهم سبب يفرغون فيه غضبهم، ينفسوا فيه ضيقهم، ولكن هذا لم يصب إلا في اتجاه تأجيج مشاعر الغضب، وزكى الكره والحقد، فكانت الثورة.
 
في الختام، لا أظن هذه هي النهاية لتحليلي لعصر مبارك الذي بدأ جيداً، وختم كما يقال رديئاً فلعل الأحداث تكشف المزيد من الغموض، وتبرئ مبارك أو تدينه، وأعاهدك على أن أبقى باحثاً عن الحقيقة.
 
المختصر المفيد الحقيقة كالأسد ليست بحاجة للدفاع عنها فقط أطلقها وهي كفيلة بنفسها.
 
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter