الأقباط متحدون - الزعيم والقيصر والسلطان.. هل يستطيعون إعادة تشكيل المنطقة؟ (تقرير)
أخر تحديث ٢٠:٤٥ | الخميس ٢٨ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٣٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الزعيم والقيصر والسلطان.. هل يستطيعون إعادة تشكيل المنطقة؟ (تقرير)

السيسي وبوتين و اردوغان
السيسي وبوتين و اردوغان

التحالف المصري – الروسي يربك حسابات الغرب

كتب – نعيم يوسف


سنوات التغيير والصراع
خلال الأربعة سنوات الماضية، حدثت تغييرات كثيرة في المنطقة، تمكنت من تغيير وجه الشرق الأوسط وتحويله إلى بؤرة للصراعات ليست فقط السياسية والدبلوماسية، ونفوذ الأقوياء، بل إلى صراع عسكري مسلح أمتد في طول المنطقة وعرضها.
 وقد تم تغذية هذا الصراع بالاختلافات الأيدولوجية، والعقائدية في المنطقة، فأصبح الإسلاميون الإرهابيون يحاربون اليساريون والليبراليون، في ليبيا، والسنة يحاربون الشيعة في العراق، وتعددت الفصائل والانتماءات لدرجة أن العشائر والقبائل أضحت مسلحة وانضم إليها حتى سيدات ونساء بعض الفصائل العراقية انتظمت في التجنيد..

نقطة تحول وبداية جديدة
وعندما قامت ثورة "30 يونيو" بدأ صراع جديد، وتحول إلى صراع نفوذ في المنطقة، خاصة وبعد أن سلم الشعب المصري قيادة البلاد، إلى "الزعيم" كما يحب أن يطلق عليه المصريون، الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتنتهي فترة الولاء الأمريكي وتبدأ فترة "التحالف" مع الدب الروسي، خاصة بعد استقبال "قيصر روسيا" ورئيسها فلاديمير بوتين، لـ السيسي مرتين إحداهما عندما كان وزيرا للدفاع شهر فبراير الماضي، وكان بصحبته وزير الخارجية نبيل فهمي، والثانية عندما كان رئيسا للدولة المصرية شهر أغسطس الجاري، حيث استمرت الزيارة لمدة يومين.

نفوذ روسي وارتباك أمريكي
ويخشى محللون من زيادة النفوذ الروسي في القاهرة، ويحل بديلا للدور الأمريكي الذي بدأ يتراجع في المنطقة، والذي بدا مرتبكا في أكثر من موقف وقضية، في مواجهة موقف "الدب الروسي" في هذه القضايا وأبرزها الحرب على سوريا والتي كاد أن يخوضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ثم تراجع عن ذلك مكتفيا بتفكيك الأسلحة "البيولوجية" لنظام الأسد، كما بدا النظام الأمريكي مرتبكا ومتراجع الدور والنفوذ السياسي والإستراتيجي في المنطقة بعد اتهامه لمصر والإمارات بشن غارات جوية على الإسلاميين في ليبيا، ثم تراجع بعد ذلك، بالإضافة إلى تجميد المساعدات المصرية بعد الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، الأمر الذي أدى إلى زيادة التعاون المصري – الروسي، والذي بدأ في الظهور والنمو منذ ذلك الحين.

تحالف وزيارات مقلقة للغرب
وعقب الزيارات المتبادلة بين الوفود المصرية – الروسية أعربت الصحف الغربية عن قلقها من زيادة التعاون بين القاهرة وموسكو، وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن روسيا تسعى لتوسيع نفوذها مع مصر، كما أشارت وكالة "أسوشيتدبرس" إلى أنه منذ تولى السيسي السلطة أظهرت مصر من جديد اهتماماً بالحصول على السلاح الروسي، وذكر موقع "فرى بيكون" الأمريكي أن اعتماد السيسي على موسكو في الحصول على مقاتلات وصواريخ روسية يعد علامة أخرى على تزايد ابتعاد الحكومة المصرية بشكل أكبر عن واشنطن.

صعود الخليفة التركي
وقد تزامن هذا التحالف وخاصة الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي، مع تولي رجب طيب أردوغان، الحالم بالسلطنة العثمانية، والخلافة التركية، حليف الاتحاد الأوروبي، لرئاسة تركيا، وقد بدأ أرودغان عداوته لمصر والسيسي خاصة مبكرا، حيث وصفه خلال حملته الانتخابية عدة مرات بأنه "طاغية" وأن الحكم في مصر ديكتاتوريا، وغير ديمقراطي.
هذا بالإضافة إلى عدائه المستحكم لمصر الذي ظهر في التحالف التركي –القطري بعد الإطاحة بمرسي ضد التحالف (المصري – السعودي – الكويتي – الإماراتي)، حيث ذكر الرئيس السيسي –لأول مرة- في اجتماعه الأخير برؤساء تحرير الصحف المصرية أن هاتين الدولتين يحيكان المؤامرات ضد مصر.

تحالفات جديدة
وبدلا من تنفيذ خطة "الشرق الأوسط الجديد" والتي تعتمد على تقسيم الدول إلى دويلات، تم ظهور تحالفات أعدت تشكيل نفوذ القوى المتصارعة في المنطقة ليتخذ التحالف (المصري – الروسي) موقفا مناهضا للولايات المتحدة وأوروبا في عزل الرئيس مرسي، والحصار والعقوبات الاقتصادية والعسكرية التي تم توقيعها على القاهرة وموسكو، ولتدفع الأحداث في تكون تحالف (مصري – سعودي – كويتي – إماراتي) ضد تحالف (قطري – تركي).لتعود الصراعات إلى النفوذ والقوى الكبرى وليست القبائل والدول الصغيرة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter