الأقباط متحدون - هل أجرم مبارك
أخر تحديث ١٣:٤٤ | الاربعاء ٢٣ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٢٦٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل أجرم مبارك

حسني مبارك
حسني مبارك

بقلم: مينا ملاك عازر
يبدو لك عزيزي القارئ، أن عنوان المقال جاء متأخراً، وليس في وقته، ويبدو لك أنني أناقش قضية غير هامة، ومن الغير مهم مناقشتها، ولكن اسمح لي أن نناقش السؤال ليس من منظور القضاة ولكن من منظور الشعوب الثائرة التي أطاحت بحاكمين أو نظامين في أقل من ثلاث سنوات، ناقش هذا السؤال لنجيب من خلال إجابتنا عليه على أسئلة أخرى قادمة في المستقبل القريب.

يقول قائل أن جريمة مبارك هي قتل الثوار، هذا شيء غير مؤكد، وإن كانت جريمة فهل ثار الثوار على مبارك لأنه سيقتل منهم ثواراً! إذن السؤال لماذا ثار؟ قامت ثورة على مبارك وثار الثوار عليه لتردي الأوضاع المادية والاقتصادية، إذن هل تحسنت تلك الأوضاع بعد خلعه؟ لا لم يحدث مطلقاً، فهذه الزيادة المئوية على المرتبات كان يُزيدها مبارك من قبل رحيله بل كان في عهده زيادة في النمو وقلة في التضخم، ونسبة أقل من البطالة، إذن لماذا لم نثر على من أتوا بعده؟ من قال ذلك نحن ثرنا عليهم لكننا لم نثر لتلك الأسباب، لكننا ثرنا لأنهم تاجروا في الدين ولم ينفذوا وعودهم، وحاولوا التفريط في الأرض للجيران والأشقاء، قدموا لهم أقليم قناة السويس وتاجروا فينا وفي البلاد، وقتلوا نعم قتلوا في هذه المرة هم من قتلوا ومن الثابت أن من أسباب الثورة الثأر لدماء شهداء الاتحادية والمعذبين بها، وشهداء المقطم، وعصفهم بالحياة الديمقراطية من خلال إعلانات دستورية ديكتاتورية، وسن القوانين على هواهم.

بل إنهم فعلوا ما هو أفظع مما فعل مبارك، نعم، لذا لم يستمروا أكثر من سنة على عكس مبارك الذي استمر ثلاثين سنة، إذن مبارك استمر طويلاً في حكم مصر، ولم يحدث تداولاً للسلطة في عهده، هل لهذا ثرنا؟ لما لا؟ وهل كان هناك بديلاً له ولم يحكم؟ ألم يدخل انتخابات في ألفين وخمسة مع مرشحين كُثر وانتصر هو، قد تقول لي بالتزوير، وسأقول لك أنه وإن لم يكن ثمة تزويرا كان مبارك سيفوز، وأنت تعلم هذا، أعتقد أن مبارك جريمته الحقيقية أنه لم يترك الفرصة لوجود البديل له سوى ولده جمال، لم يهتم بالتعليم فرغم وجود المدارس العالمية والخاصة بكثرة، إلا أنه لم يستفد بها إلا الطبقة العليا من الشعب المصري حتى الجامعات الخاصة والدولية لم تفرز لنا متعلمين نافعين للبلد إلا فيما ندر، لعل تلك الفجوة الهائلة بين الطبقات هي التي أسفرت عن الثورة! لعل كل ما تقدم ومعه  عدم وجود بديل له، لعل عدم وجود تعليم مما افرز تباين في الطبقات وأثمر عن استثمار الجماعات الإرهابية لأفكارها داخل عقول فارغة غير مثقفة تثقيفاً حسن، ولا تعليم جيد، وجيوب خالية من المال فاستثمرت أيضاً المال واستغلت العوذ ومن الذي ترك هذه الجماعات ترتاع في العقول والجيوب لعلها إذن هي الجريمة الكبرى لمبارك، أنه ترك أولائك الإرهابيين ليعملون تحت الأرض حتى نخروا أساسات حكمه فأسقطوا نظامه وانتهزوا الفرصة لتخريب البلد بعد أن قضوا على عقول بعض العباد.

هل هذا هو ما يحاكم عليه مبارك؟ للأسف لا، مبارك يحاكم على أمور قد لا تثبت عليه من قتل للثوار وبيع غاز وسرقة بضعة ملايين لأعمال تجديد في القصور الرئاسية ولكن لم يُسأل للآن عن سر تعاونه مع الإخوان؟ ولا عن الشركات التي بيعت بأبخس الأثمان؟ ولا تقل لي أن المحيطين به الذين فعلوا هكذا، وإلا سأقول لك ومن اختار المحيطين به، ولماذا تركهم يفعلون هكذا؟ ولو كان شعر بأنه غير قادر على الاستمرار، لماذا لم يترك الحكم؟ ولا تقل لي لأنه لا يوجد بديل لأنها كما قلت جريمة عدم ترك الأحزاب لتعمل ولكن ترك الإخوان.

صديقي القارئ، فكر فيما سبق، قد يجانبني الخطأ، وقد أعيد أنا نفسي النظر فيه، فلا مانع أن نسأل أنفسنا قبل أن نقف أمام الله ليسألنا.
المختصر المفيد أفضل شيء مراجعة النفس، لألا نكرر أخطائنا ثانيةً.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter