الأقباط متحدون - الأديب العالمي يوسف الشاروني: مصر رايحة في سكة اللي يروح ما يرجعش
أخر تحديث ٠٠:١٠ | الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٤ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الأديب العالمي "يوسف الشاروني": "مصر رايحة في سكة اللي يروح ما يرجعش"


-اللي بيحصل في العالم العربي دلوقتي هو الفوضى الخلاقة و"موضة الحروب". 
-لكي نقضي على الطائفية ينبغي محو الأمية وتحسين اقتصاد المصريين أولًا.
-قطر تلعب دورًا خفيًّا ونظام "مرسي" لا يزال مثل سابقه في علاقته بالأمريكان. 
-ما حدث في سيناء ودهشور حلقة في مسلسل "تقسيم مصر". 
-أنا خايف على مستقبل الحريات في مصر بعد وصول التيار الديني للحكم.

أجرى الجوار: محمد زيان
للحوار مع الأديب العالمي، الأستاذ "يوسف الشاروني" مذاق خاص؛ لأنه أديب من طراز خاص.. فبرغم أنه جاوز السبعين من عمره، إلا أنه يُسابقك في الأفكار والنشاط، وتجده حاضرًا معك في كل الأسئلة، بل قد يُضيف لك الكثير أثناء حديثك معه، فتذهب له بأجندةٍ مليئة بالاستفهامات التي تود طرحها عليه، فتجده وقد أفرغ من جعبته الكثير من الأسئلة.. حاورناه في السياسة، ونظام الحكم، وشكل الدولة بعد وصول الإخوان، ومستقبل الحريات في ظل التخوف من التأثير عليها.
 
سألناه عن مستقبل النظام السياسي، وعلاقة الفرد بالدولة، وأولويات العمل خلال الفترة القادمة، وأسئلة كثيرة عن الحوادث الطائفية التي تحدث في مصر، وما يجري من جلسات عرفيىة، والعلاقة بين المسلمين والأقباط، وكيف يجب أن تكون. فإلى الحوار.. 
 
بداية.. سألناه: كيف تقرأ الواقع المصري في هذه الفترة؟
-يشبه إلى حد كبير واقع الدنيا قبل الخلق، والتي كان اسمها "نكايوس" أي "الشيء الملخبط"، وأرى أننا نعيش كـ"آلات" في هذه المرحلة؛ لأنك ترى كل تيار وفصيل، يحاول أن يبرز مظاهر قوته عن طريق استخدام آلياته المختلفة، وما حدث في دههشور بالبدرشين يدعوني إلى القلق، وقول هذا الكلام. وما جرى في سيناء ولا يزال يجري، أيضًا يندرج في إطار المؤامرة على مصر، ومحاولة تقسيمها إلى دويلات صغيرة. وما يحدث كل يوم من حوادث طائفية، المقصود منه توتير العلاقات بين المسلمين والمسيحيين؛ لضرب الوحدة الوطنية، ودعم هذا التوتر؛ لإحداث شرخ بينهما، وتغذية نزعة الانفصال، والمطالبة بدولة مستقلة لهم، وأخرى للنوبة، وما قيل عن دولتين آخريين، وحتى لا يتكرر سيناريو 1973 مرة ثانية.
 
*** ولكن كيف نقضي على الفتنة الطائفية من وجهة نظرك؟ 
-اللجوء لجلسات الصلح العرفية لا يُسمن ولا يُغني من جوع، وأرى أنه مضيعة للوقت، ولا يحل القضايا مطلقا، بل يُزيد من اشتعالها؛ لأن الذي يرتكب الجريمة الطائفية، ليتم بعدها عمل جلسة صلح، لن يرتدع بل سيتمادى في سفك الدماء؛ لانه لم يُعاقب. إذن جلسات "الصلح العرفية" تشجع على تكرار الجرائم الطائفية، وهي بكل تأكيد مضيعة للوقت، وهنا لابد من تطبيق القانون وبكل حزم. أيضًا الحل الحقيقي الجذري للفتنة الطائفية والقضاء عليها، يتطلب علاج الأمية، وإطلاق مبادرة لمحو أمية كل المصريين، وتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب المصري؛ لأن الفقر دافع أساسي، ومحرض على ارتكاب الأفعال الطائفية.
 
***وماذا عن الربيع العربي من وجهة نظرك؟ 
ما جرى ولا يزال يجري في العالم العربي يعتبر نوعًا من "الحروب الحديثة"، "موضة القرن الواحد والعشرين".. فانظر لما يحدث في سوريا، ليبيا، اليمن، تونس، ودول أخرى، فهو يؤكد أن مصير تلك الدول يسير وفقا لمخطط تمزيق الدول العربية، وتقطيعها إلى دويلات. وبحور الدم التي تجري في الشوارع والعواصم العربية تؤكد ما أقول، وهذا سوف يحدث في دول أخرى في المستقبل، وهذه بدائل الحرب المباشرة عند الأمريكان واليهود، فذلك لديهم بديل للتدخل المباشر بالجنود والأسلحة؛ لأن هذا أفقد الإدارة الأمريكية كثيرًا من شعبيتها في الدول العربية، وساعد على تراجع قبول الرأي العام الأمريكي لها بعدما حدث في العراق.
 
 
 
 
 
 
   
 
 
 
 
 
*** وما رأيك فيما يحدث في سوريا؟
-ما يحدث في سوريا ظاهره الحق وهو الباطل، فأمريكا لا تتدخل في دولة "لله في لله"، وبالرغم من أن نظام بشار الأسد ديكتاتوري، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو "لماذا تقحم أمريكا نفسها في النظام السوري؟ وهذا السؤال أتركه للقاريء لكي يجيب عليه!

*** وماذا عن دور قطر فيما يحدث؟ 
-لا أعرف، على وجه التحديد، خلفيات الدور الذي تلعبه قطر، لكن السؤال هو "هل أمير قطر ليس بخائف على نفسه وحكمه من الدور الذي يلعبه في المنطقة العربية؟".. أنا أرى أنه يشجع على أشياء من الممكن أن تعصف به وبحكمه إلى الأبد، والغريب أنك تجده تارة مع الثورة في مصر، وضدها في اليمن، ومعها في سوريا!! فله أدوار متناقضة، ولا أفهم طبيعة دوره بالضبط!
 
*** بعد قرض صندوق النقد الدولي.. هناك آراء أن النظام المصري لا يزال يدور في فلك تبعية الولايات المتحدة، ما رأيك؟
-زيارت قادة الإدارة الأمريكية أيضًا تؤكد ذلك، وهو أن الدور الذي كان يلعبه نظام مبارك، لا هو يزال نفس الدور الذي يلعبه النظام الجديد، الذي يرأسه الدكتور محمد مرسي، وفى إطار حرص الولايات المتحدة على بقاء سياساتها ومصالحها في المنطقة أيضًا.
 
*** البعض متخوف من مستقبل الحريات في مصر بعد وصول الجماعة للحكم، فما تصورك؟ 
-ما حدث مع "توفيف عكاشة"، وغلق قناة "الفراعين"، ومحاولة حبس رئيس تحرير "الدستور"، يجعلني أقول "ربنا يستر" فهذا إنما يعني محاولة لإسكات المعارضة، والسيطرة على الحكم بأية وسيلة.
 
*** وأخيرًا.. مصر رايحة على فين؟ 
-هذه أغنية جميلة أرد عليها بأن مصر "رايحة على سكة اللي يروح ما يرجعش!!".. وأعتقد أن المؤشرات الحالية تقول هذا بالكلام، وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي المتردي، والذي يقول بأن معطيات دخل الفرد ومستوياتها في أدنى معدلاتها، وبالتالي هذا معيار لتراجع الدولة.. 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter