الأقباط متحدون - سهرات رمضان تعود للقاهرة في العام الثاني للثورة
أخر تحديث ٢٢:٣٣ | الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ | ١٩ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٣٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سهرات رمضان تعود للقاهرة في العام الثاني للثورة


 يرتبط رمضان في أذهان المصريين منذ عصور الفاطميين والمماليك بالسهرات في المقاهي حتي مطلع الفجر وشرب الشيشة والاستماع إلى الأناشيد الدينية في بيت السيحمي، وتناول السحور، فختام السهرة بصلاة الفجر في مسجد الحسين أو الجامع الأزهر ومسجد السيدة زينب.

 
غير أن العام التالي لقيام ثورة يناير العام الماضي شهد انقطاع المصريين عن ممارسة عادتهم في السهرات الرمضانية، وتوقع الكثيرون أن يستمر غياب المصريين هذا العام.
 
إلا أن جولة "العربية.نت" على العديد من الأماكن المرتبطة بالسهرات الرمضانية عند المصريين كشفت زيادة غير متوقعة في أعداد المقبلين على تلك الجلسات بما يتناقض مع حالة التقشف المادي الذي يعيشه المصريون، خاصة أن أسعار تلك السهرات مرتفعة.
تراويح ومشروبات
ويذهب المصريون قبل أذان العشاء إلى مسجد الإمام الحسين لصلاة العشاء والتراويح، وعقب الصلاة يخرجون للجلوس في مقهى الفيشاوي التاريخي لتناول الشاي بالنعناع الأخضر الذي يشتهر به مقهى الفيشاوي، فيما يتناول الأطفال العصائر وتشارك النساء الرجال في شرب الشيشة.
 
وأكد العاملون في مقهى الفيشاوي أنهم تفاجأوا بعدد رواد المقهى هذا العام الذي أتى أعلى مما كانوا يتوقعون، كاشفين أن المقهى لم يتأثر بما يثار عن ركود اقتصادي في البلاد. وأقر القائمون على المقهى لـ"العربية.نت" أن الظروف جاءت خادمة لهم هذا العام بغياب ملتقى الفكر الإسلامي الذي كان يسهم في ازدحام الميدان، ما أتاح لهم فرصة للتوسع داخل الميدان.
 
وفي السياق نفسه، يحرص رواد مقاهي الحسين وخان الخليلي والأزهر على صلاة العشاء والتراويح في أحد المساجد التاريخية القريبة من المقهى الذي يختارون الجلوس فيه ويواصلون السهر مع الأهل والأصحاب ويتناولون المشروبات التي تشتهر بها تلك الأماكن، ويختمون ليلهم بالذهاب الى بيت السيحمي لسماع الأناشيد الدينة لبردة الإمام البوصيري ونهج البردة لأحمد شوقي، ثم يتناولون السحور من محلات المالكي الشهيرة بحي الحسين والأزهر.
التحرير ومقهى الصحافة يخلوان من العائلات
لكن الأمر يختلف في مقاهي ميدان التحرير؛ حيث يختفي الحضور العائلي ويقتصر روادها على الشباب التابعين للحركات الثورية الذين لا يمتد وجودهم سوى ساعات قليلة يناقشون فيها الأوضاع السياسية. ويشكو أصحاب تلك المقاهي من عدم تساوي مكاسبها بمكاسب مقاهي الأحياء التاريخية بما يساعدهم على تعويض خسائر الشهور الماضية التي توقفوا خلالها عن ممارسة نشاطهم عقب الثورة.
 
وبالقرب من التحرير يقع مقهى المثقفين الذي يرتاده الصحافيون الذين يحضرون من مقرّ أعمالهم عقب الانتهاء من الطبعات الأولى لصحفهم، حيث يسهرون حتى ساعات متأخرة من ليل ثم يتفرقون ويعودون إلى منازلهم لتناول السحور. ويخلو هذا المقهى أيضاً من العائلات، وتتركز مناقشات رواده على أحوال الصحافة والصحافيين.
 
أما حي شبرا التاريخي فيشهد حضوراً كثيفاً في ساعات الليل الأولى، خاصةً من قبل الأقباط الذين يقطنون الحي فيأتون ليشربوا الشيشة وليلعبوا الطاولة والشطرنج بحرية، خاصة أنهم يتجنبون الجلوس فيه المقاهي خلال النهار في شهر رمضان.
عادات متوارثة
وعند استطلاع آراء أساتذة التاريخ الإسلامي حول حرص المصريين على ارتياد السهرات الرمضانية، أوضح الدكتور عطية القوصي، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة، أن عادات المصريين بالسهر في الأحياء التاريخية مثل الحسين وخان الخليلي خلال ليالي رمضان ترجع إلى العصور الفاطمية والمملوكية.
 
وأضاف القوصي أن العادة انتقلت من القاهرة الى جميع محافظات مصر، وكانت مسبقاً قاصرة على الفئة القادرة مادياً لكنها في الأعوام الأخيرة أصبحت بمثابة العادة التي يستعد لها المصريون قبل رمضان بأيام بتوفير مبلغ مالي من نفقاتهم لقضاء ليلة في الحسين يصطحبون خلالها زوجاتهم وأبناءهم، وتناول الكنافة والقطايف والشاي الأخضر في مقهى الفيشاوي الذي يعد بمثابة جزء من التراث الشعبي.
 
ومن جهته فسّر الدكتور عبدالرحمن سالم، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية، إقدام المصريين على السهرات الرمضانية بكونه عادة توارثها الأبناء عن آبائهم بالذهاب الى حي الحسين لارتباطه بجو روحاني وشعبي يميزه دون أحياء مصر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.