محرر الأقباط متحدون
ترأس أمس، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، قداس عيد يسوع الملك، وذلك بكنيسته، بطهطا.
 
شارك في الصلاة الأب أنطون عياد، راعي الكاتدرائية، والأب جيروم نصير، راعي كنيسة السيدة العذراء أم النور، بالقنطة والأغانة، حيث ألقى النيافة عظة الذبيحة الإلهية، قائلًا: تحتفل الكنيسة بعيدٍ فريد، مهيب، عميق المعنى، هو عيد يسوع المسيح ملك الكون. وهو أيضًا عيد كاتدرائية يسوع الملك، بطهطا. 
 
هذا العيد ليس مجرد تذكار لحدث تاريخي، بل إعلان إيمان حيّ بأن يسوع هو السيد، هو الرب، هو الملك الحقيقي الذي له المجد، والسلطان إلى الأبد.
 
في هذا العيد، لا ننظر إلى تاج من ذهب، ولا إلى عرش من عاج، بل إلى صليب مرفوع، وإلى ملك يملك بالمحبّة، يسود بالغفران، ويقود شعبه لا بالخوف، بل بالحنان.
 
أرادت الكنيسة أن تعلن بصوت واضح: يسوع المسيح ليس ملك القلوب فقط، بل ملك التاريخ، وملك الأمم، وملك الضمائر. 
 
عيد يسوع الملك ليس مجرد احتفالًا طقسيًا، بل سؤالًا شخصيًا: هل يسوع ملك على أفكاري؟ على قراراتي؟ على علاقاتي؟ على اختياراتي؟ أن أعلنه ملكًا يعني: أن أخضع له بإرادتي، أن أسمح له أن يقودني، أن أقول له كل يوم: "ليكن مشيئتك لا مشيئتي".
 
وتأمل الأب المطران في كلمات الانجيل: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلا يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (لوقا 14: 26)، هذا النص يبدو صادمًا للوهلة الأولى، لأن المسيح هو نفسه الذي أوصى بمحبة الوالدين، وبرّ الأسرة، بل وبمحبة الأعداء، فهل يدعو هنا إلى كراهية العلاقات الأسرية؟ كلا، الكلمة المستخدمة "يبغض" في المفهوم السامي لا تعني الكراهية العدائية، بل تعني أن يكون المسيح في المرتبة الأولى فوق كل حب آخر. أي أن تكون العلاقة به أسبق وأعمق وأغلى من أي علاقة بشرية مهما كانت مقدسة. 
 
وتطرق راعي الإيبارشيّة إلى شرح معنى التلميذه الحقيقية، مختتمًا كلمته قائلًا: المسيح لا يهدم الأسرة، بل ينقّي محبتها، ويحرّرها من أن تتحول إلى صنم يحل محل الله، المسيح لا يطلب منا أن نكره من نحب، بل أن نحبه هو أكثر، لا يطلب أن نقطع الروابط، بل أن ننقيها، لا يدعونا للعزلة، بل للحرية، التلمذة ليست نقصًا في الحب، بل كماله، فحين نحب المسيح أولًا، نصبح قادرين أن نحب الجميع بمحبة أعمق وأنقى.
 
تضمن الاحتفال أيضًا سيامة بعض شمامسة الرعية. وفي الختام قام صاحب النيافة بتكريم الخريجين والخريجات، وأصحاب الشهادات العامة من أبناء الكنيسة.