اقتصاديون:الدولار مرشح لكسر18 جنيهاً بسبب زيادة الاستيراد وتوقعات الفائدة الأمريكية
اقتصاد | مباشر
٤٠:
٠٨
م +02:00 EET
الاربعاء ٨ مارس ٢٠١٧
توقع اقتصاديون أن يواصل الدولار موجة الصعود التي بدأها منذ أسبوع، ليحلق فوق مستويات 18 جنيهاً، وأرجعوا ذلك لارتفاع الطلب مع اقتراب شهر رمضان بالتزامن مع تراجع حجم التدفقات الدولارية، علاوة على ترقب رفع الفائدة الأمريكية منتصف الشهر الجاري.
وارتفعت أسعار الدولار في مستهل تعاملات البنوك الرسمية، اليوم الأربعاء، لتقترب من الـ 18 جنيهاً، وشهد سعر الصرف تقلبات عنيفة خلال الأسابيع الماضية، فعلى الرغم من نجاح الجنيه في تقليص جزء من خسائره خلال فبراير الماضي ووصوله بنهاية الشهر لقرابة 15.8 جنيه، فإنه سرعان ما عاود تراجعاته بوتيرة سريعة للغاية.
وفقدت العملة المحلية نحو 10% من قيمتها خلال الأسبوع الأول فقط من مارس، وبلغ متوسط سعر الدولار أمس وفقاً للبنك المركزي 17.4 جنيه للشراء، و17.51 جنيه للبيع.
من جهتها قالت رئيسة قسم البحوث بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية، رضوى السويفي، إن الدولار سيواصل ارتفاعاته خلال الفترة المقبلة، وسيتخطى على الأرجح حاجز 18 جنيهاً، ثم يواصل التحرك بين مستويات 17-19 جنيهاً حتى نهاية العام الجاري أو مطلع 2018.
وأرجعت رضوى السويفي، ذلك إلى ارتفاع الطلب خاصَّة قبل موسم شهر رمضان، وعدم انتهاء الطلبات المتراكمة منذ فترة ما قبل التعويم، فضلاً عن اتجاه العملات العالمية للتراجع أمام الدولار؛ بسبب توقعات إقدام الفيدرالي الأمريكي على رفع الفائدة على الدولار بواقع ربع نقطة مئوية خلال اجتماعاته يوم 15 مارس المقبل.
يشار إلى أن الولايات المتحدة أبقت منذ عام 2008 على أسعار الفائدة منخفضة، وحددتها لأول مرة في نطاق بين صفر وربع بالمائة، وأقدم الفيدرالي الأمريكي على رفع الفائدة على الدولار لأول مرة خلال ديسمبر 2016، بواقع ربع نقطة مئوية، ويتوقع أن يجري ثلاث زيادات أخرى أو أكثر على مدار 2017.
ويقلل رفع الفائدة من جاذبية الأسواق الناشئة، ويدفع رؤوس الأموال للنزوح للاقتصاديات المتقدمة.
وأوضحت السويفي، أن ارتفاعات الجنيه خلال الفترة الماضية لم تكن بسبب هدوء الطلب فقط، وإنما كان هناك سبب آخر يتمثل في تراجع الدولار عالميّاً.
وفى سياق متصل، رأت محللة الاقتصاد الكلي لدى مباشر انترناشيونال، إسراء أحمد، إن الجنيه سيتحرك في نطاق 18-19 جنيهاً خلال الأسابيع المقبلة، وأرجعت ذلك إلى ارتفاع الاستيراد قبيل شهر رمضان، وكذلك تراجع حجم التدفقات الأجنبية عقب الارتفاع الأخير بقيمة الجنيه.
وقالت إسراء أحمد: إن أثر رفع الفائدة الأمريكي على توجهات سعر الصرف ثانوي، غير أنها أكدت أن موجات الرفع المحتملة ستكون لها انعكاسات سلبية على حجم السيولة المرتقب ضخها بالأسواق الناشئة.
وقال المحلل الاقتصادي لدى سي آي كابيتال لإدارة الأصول، نعمان خالد، إن هبوط الدولار بنسبة كبيرة خلال فبراير الماضي انعكس على التدفقات الأجنبية الوافدة لأدوات الدين الحكومية؛ إذ دخل المستثمرون الأجانب في حالة ترقب انتظاراً لارتداد العملة الخضراء لأعلى، كما نشطت السوق السوداء مرة أخرى، ومن ثم قل العرض أمام الطلب؛ ما قاد البنوك لرفع سعر العملة الأجنبية مجدداً لجلب سيولة.
ورجح نعمان خالد، أن يظل الدولار قريباً من مستويات 17.5 جنيه بالمدى القصير، متوقعاً أن يهبط بحلول منتصف العام إلى 15.80-16 جنيهاً، ثم يستهدف 16-16.5 جنيه بنهاية 2017.