حوار| حسام عيسي: الدولة فشلت في حماية الأقباط.. والرئيس لم يعد له ظهير يحميه
أخبار مصرية | tahrirnews
الخميس ٢ مارس ٢٠١٧
مبقاش عندنا ريحة الديمقراطية» الفقراء «اتمسح بيهم الأرض» والطبقة المتوسطة «سُحقت» كيف تخوض الدولة معركة ضد الإرهاب والشعب مُهمش اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا؟ صمت المسئولين عن شرح أسباب الأزمات الكبرى مرضًا مزمنًا صرف تبرعات للأقباط أمر «مهين».. وعلى الدولة توفير احتياجاتهم لا بديل عن فتح الأبواب لمن أخرست وكتمت أنفاسهم للتعبير عن أنفسهم الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء السابق وزير التعليم العالي الأسبق أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة عين شمس، أحد أبرز رموز ثورة 25 يناير، وأحد الأصوات العالية التي عارضت حكم الإخوان خلال فترة تولي الرئيس الأسبق محمد مرسي الحكم، وصاحب العديد من الصولات والجولات في مجال العمل السياسي والقانوني. "التحرير" أجرت حوارًا مع عيسى، للتعرف على رؤيته لقضية تهجير أقباط العريش بعد تلقيهم تهديدات بالقتل، وقراءته لمستقبل العلاقة بين الدولة والأقباط، وحقيقة تآكل شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي في ظل انهيار تحالف "25 يناير و30 يونيه"، ورؤيته لأداء البرلمان وغيرها من القضايا، وإلى نص الحوار.. بداية.. كيف تنظر إلى قضية تهجير أقباط
العريش؟ دعني أؤكد أن من يهرب خوفًا على حياته لا يمكن أن ألومه نهائيًا، وقتل الأقباط بهذا الشكل في سيناء يعني أن الحماية المقدمة لهم من الأجهزة الأمنية لم تضمن لهم شيئًا، لذلك وجدوا أن من حقهم أن يبحثوا عن السلامة بشكل فردي لأنهم شعروا أن قدرة أجهزة الشرطة على حمايتهم محدودة للغاية. **هل تقصد أن الدولة فشلت في حمايتهم؟ بالفعل، الدولة فشلت في توفير مظلة حماية لهؤلاء الأقباط في ظل معركتها مع الإرهابيين في سيناء، ويبدو أن القضية ليست بسيطة عكس ما كانت أجهزة الدولة تروج له، وللأسف لا يوجد أحد بالدولة يتكلم ليشرح لنا حقيقة الأوضاع، وكل شخص عليه أن يستنتج ما يريده لأن الدولة لا تقول شيئًا لأحد وترفض أن تتحدث مع أحد، وأدلل على ذلك، حينما قررت الدولة تعويم الدولار بكل آثاره الكارثية ورفع الأسعار لم يخرج أحد على الشعب ليتحدث عن فوائد أو أضرار القرار، إلا نداءات محدودة من الدولة بأن يتوقف التجار عن الجشع وهي نداءات مُحزنة للغاية، وأقولها صراحة «عدم كلام الدولة مع الشعب أصبح مرضًا مزمنًا»، وبالتالي الدولة تترك المجال للإشاعات والخوف، وهو ما أثار القلاقل لدى أقباط سيناء، رغم أنهم جناح كبير من الأمة المصرية ينبغي توفير الحماية الكاملة لهم، وأريد هنا أن أشير أن هؤلاء الأقباط مواطنين مصريين مثلهم مثل المسلمين عليهم أن يشعروا بالأمان في أراضيهم. بحكم خبراتك في القانون الدولي، هل ما حدث مع الأقباط يندرج تحت مسمى «نزوح أم تهجير»؟ ما يُثار في هذا الشأن أن هؤلاء الأقباط هم من قرروا الرحيل عن بلدهم خوفًا على حياتهم، وهذا ما أقرأه وأسمعه في وسائل الإعلام المختلفة، لكن لا أعرف تحديدًا: هل الأجهزة الأمنية هي من نصحتهم بالرحيل هناك؟، لا أعرف تحديدًا، ومعرفة السبب وراء ترحيلهم سيُحدد المعنى بالشكل الدقيق. ما الفارق بين تهجير أقباط العريش وأهالي النوبة وتهجير مدن القناة بعد نكسة 1967؟ هذا الأمر مختلف جملة وتفصيلًا، التهجير من الإسماعيلية كان نتيجة عملية استراتيجية لأن الدولة كانت تخوض حربًا عسكرية بالدبابات والمدفعية والطيران، ولم تكن الدولة
وقتها تستطيع أن تترك المدنيين فريسة للإسرائيليين، بالتالي لم يمكن الدولة وقتها أن تضع أهالي مدن القناة رهينة لدى اإاسرائيليين وكانت مقدمة للعبور وقتها. أما تهجير أهالي النوبة كان بسبب السد العالي وتم معالجته وقتها أسوأ معالجة على الإطلاق، فكان من الأجدى أن يتم إعادة توطينهم في بلدانهم بعد الانتهاء من السد العالي وهذا لم يحدث، ولا يمكن تبرير أخطاء الدولة في تلك القضية، أما الأقباط الذين فروا من العريش خوفًا على حياتهم يجب أن يُعاد تسكينهم والبحث عن أماكن عمل بديلة لهم، ولا يجوز التعامل معهم على أنهم مهاجرين يتم جمع التبرعات لهم فقط، لكنهم مواطنين مصريين لهم حق في الدولة، ولا يجوز أن يتم جمع تبرعات لهم وهي إهانة لهم، والدولة يجب أن تتولى توطينهم وإيجاد وظائف حقيقية لهم، وأقولها صراحة «أي معركة ضد الإرهاب صعبة لأنها حرب مع عدو خفي غير واضح الملامح بيضرب ويجري ويختفي تحت الأرض ونحتاج لمعلومات يوميًا». شاهد أيضا حسام عيسى: هيكل لم يكن «طبالًا» لعبد الناصر حسام عيسى: قرض صندوق النقد الدولي لن يخرج مصر من أزمتها حوار| حسام عيسى: كيف تصدُر أحكام على متظاهري «الأرض» بعد 3 أيام وتستمر محاكمة الإرهابيين لأعوام؟ حسام عيسى: رد البرلمان المصري على بيان البرلمان الأوروبي «مضحك» وائل غنيم: «الأمن الوطني» يرفض الإفراج عن حسام عيسى رغم حصوله على البراءة حسام عيسى: برلمان 2015 «صدمة» بكل المقاييس اليوم..
حسام عيسى ضيف حسين عبد الغني على فضائية «روسيا اليوم» فيديو| حسام عيسى: البرلمان فضيحة كبرى.. وانتهك الشرف المصري حسام عيسى: إهمال السيسي للداخل وانشغاله بالخارج ينذر بـ«خطر داهم» هل ترى أن هناك
ارتباط بين المشكلات التى يعاني منها المواطن داخليًا ومحاربة الإرهاب؟ بالفعل، أخطر شيء في معالجة العمليات الإرهابية أن تحارب الإرهاب والشعب يعاني بالداخل من تهميش اقتصادي وسياسي واجتماعي وهو أمر لا يجوز على الإطلاق، وحينما قال السيسي «أنا لا أبحث عن شعبية كان مخطئًا»، لأنه في أمس الاحتياج لها حاليًا، ولن يستطيع دخول أي معركة على المستوى القومي إلا من خلال ظهير وحلف قوي كبير، واتساءل: أين تحالف 30 يونيو في الوقت الحالي؟، لم يعد موجودًا، فكيف يمكن الدخول في معركة مع الإرهاب والمصريين مهمشين من كل الجوانب، وأقولها صراحة «مصر بأكملها مسلمين وأقباط مهمشين، والظهير الذي كان يحمي السيسي انتهى تمامًا». البعض يرى أن الدولة تتعامل حاليًا بسياسة «الصوت الواحد».. إلى أى مدى تتفق مع هذا المنطق؟ للأسف، «محدش دلوقتي يقدر يفتح بقه ويتكلم في السياسة، لو حد هاجم النظام يتم اتهامه بأبشع الاتهامات وإدخاله في السجن 30 عامًا، إحنا مبقاش عندنا ريحة الديمقراطية»، كل المحافل السياسية والمقاهي تم إغلاقها، وأقولها مرة أخرى لا توجد دولة تستطيع الدخول في معركة كبيرة إلا عبر حلف قوي، الفقراء «اتمسح بيهم الأرض» والطبقة المتوسطة «سُحِقت»، وكلنا نشكو من الغلاء في الوقت الحالي، فلا يعقل أن يتحمل أحد الغلاء الموجود حاليًا، في ظل زيادة الأسعار بنسبة 150% ومعدل التضخم تخطى 30%، وهو ما يعني أننا نخسر يوميًا أكثر من 30% من قيمة المرتب الذي نتقاضاه. كثيرون يرون أن مجلس النواب لم يقدم شيئًا حتى الآن وفشل في مهامه، هل تتفق مع هذا الطرح؟ لا أعرف ما هي الوظيفة الحقيقية لمجلس النواب الحالي أو دوره، وأين هي انجازاته التي حققها طوال
الفترة الماضية. الحكومة أجرت مؤخرًا تعديلًا وزاريًا شمل 9 حقائب من بينها التعليم والتعليم العالي، كيف تنظر إلى تلك القضية؟ لا أريد، أن أحكم على وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي إلا بعد أن أرى ما يقدمونه في ملفات التعليم، لأن القضية ليست تغيير أشخاص لكنها تغيير سياسات، واذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يرى أننا لا نزال أمامنا بعض الوقت في قضية التعليم ربما يصل إلى 10 سنوات، فما الذي سيفعله الوزير؟ ختامًا، هل أنت متفائل بالمسار الذي تسير فيه الدولة حاليًا؟ أريد أن أؤكد، أن مستقبل الدولة مرتبط بتغيير السياسات، وعودة تحالف "25- 30" من جديد، الذي استطاع طرد مرسي ومبارك، وأقولها صراحة: يجب أن يغير من يرون 25 يناير مؤامرة نظرتهم، وأتساءل: كيف يرى البعض أن خروج ما بين 17 إلى 20 مليون مواطن من أسوان إلى الإسكندرية مؤامرة؟، وأريد أن أقول رسالة للنظام الحالي فحواها أنه يجب العودة إلى الانفتاح الديمقراطي وفتح الأبواب من جديد لمن أُخرست أصواتهم وأنفاسها أن تعبر عن نفسها وتعود للتنفيس من جديد، والتضييق السياسي أشعرنا بالقهر لم نشعر به منذ سنوات، «لا نستطيع ان نعيش مع القهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لأن هذا شيء مرعب ومؤلم ولا يبعث على أي تفاؤل».