الأقباط متحدون - أعداء الحياة
  • ٠٥:٣٦
  • الاربعاء , ١ مارس ٢٠١٧
English version

أعداء الحياة

مقالات مختارة | بقلم : بولا وجيه

٥٠: ٠٣ م +03:00 EEST

الاربعاء ١ مارس ٢٠١٧

بولا وجيه
بولا وجيه

 عارف زي ما فيه لكل إنسان ناجح أعداء للنجاح، أؤكد لك أن فيه لكل إنسان منا عايش على الأرض أعداء اسمهم أعداء الحياة، بس الفرق الوحيد أن أعداء الحياة دول مش أعداء وبس، لا دول كمان ممكن نوصفهم بأنهم حرامية للحياة، ولكن المشكلة الأكبر أنك أنت اللي بتخلق أعداء الحياة دول بنفسك!، أه صدقني، أنت اللي بتخلقهم بتفكيرك فيهم، يعني لو نجاحك أوجدلك أعداء للنجاح، فأنت بتفكيرك في بعض الأمور أوجدت أعداء لحياتك في حياتك!

فكرة مثلاً أنك دايماً بتفكر في اللي راح من إيدك وتقعد تندب حظك غير الأسطوانات المشروخة اللي تفضل تقولها من عينة: “أصل ربنا مش بيحبني، أصل ربنا خلقني وسابني، ليه كل حاجة بحبها بتروح مني!” وبيبقى فاضلك سنة وتتحول لمصطفى شعبان في الفيلم لما كان بيقول محدش بينجرح أوي غير لما بيحب أوي!، وبتنسى دايماً أن أكيد ربنا عمل كده لتدبير يمكن متعرفهوش أنت دلوقتي، لكن صدقني هتعرفه وتعيشه قدام، المهم تثق فيه وتستسلم لعمله في حياتك، خليه يكتب هو السيناريو وكفاية بقى تتوقع أيه اللي جاي، كان فيه بيت شعر حلو أوي بيقول: “أن كنت مكتئباً لعز قد مضى هيهات أن يرجعه إليك تندم”، يعني من الأخر صدقني ندمك ده مش هيفيدك فركز في دلوقتي واللي معاك حالياً.

غير بقى فكرة مين أحسن من مين!، الموضوع الأول بيبقى بادئ من براك بس للأسف مع الوقت بيبقى طالع من جواك أنت، يعني زمان كانت مامتك تقارنك بولاد العيلة مين أحسن وأنت أقل منه، والأم تقول لبنتها أنتي مش أقل من بنت خالتك، بس دلوقتي حالياً أنت اللي بقيت بتقارن نفسك بالأخرين، وبتنسى أن لكل واحد مميزات وحياة خاصة بيه ربنا كاتبله السيناريو بتاعه وميقدرش يغيره أو يعدل عليه وصدقني ده لمصلحته لأن ربنا فعلاً تترزي شاطر، بيفصل الحياة على مقاسك أنت بالظبط ومحدش هيقدر يعيش حياتك غيرك، ولا أنت كمان هتقدر تعيش حياة غيرك، كل واحد له حياته اللي فعلاً محدش يقدر يعيشها غيره، فملكش دعوة فلان اشمعنى عنده كذا وأنت لا، أو ليه فلان نجح دلوقتي وأنت لا، لأنك فعلاً متعرفش بقية حياته عاملة أيه؟.
 
أما بقى الحاجة اللي بتخليني أتشل، هي فكرة اللي بيحاول يرضي كل الناس، مش عيب أنك تحب تراضي الكل، بس حالياً أنك تراضي الكل ده مش هيفيدك غير في أنك هتفشل لا مفر، كله بيقول رأيه في مشاكلك وحياتك من وجهة نظره، لكن محدش عايش حياتك غيرك ومحدش يقدر يحكم على حياتك والمواقف اللي بتمر بيها غيرك، متستناش حكم الناس في حياتك، أو رأيهم في المشاكل اللي أنت فيها، لأن صدقني كلام الطبطبة بيبقى حلو بس طول ما هما بعاد عن المشكلة، لأنهم مبيحسوش بنفس الالام ولا شايفين المشكلة بالتفصيل زي ما أنت عايشها، خلي هدفك الأساسي هو إرضاء ربنا وصدقني بعدها هتلاقي حياتك بقت أحلى بكتير مما أنت تتصور.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع