الأقباط متحدون - العقرب.. السجن الأسوء سمعة في مصر.. وحقوقيين: ينتهك المعايير الدولة وتصفية للسجناء بدون رصاص
  • ٠٧:٤٤
  • الجمعة , ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦
English version

"العقرب".. السجن الأسوء سمعة في مصر.. وحقوقيين: ينتهك المعايير الدولة وتصفية للسجناء بدون رصاص

٥٩: ٠٧ م +03:00 EEST

الجمعة ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦

سجن العقرب
سجن العقرب

كتب: هشام عواض
"نحن الأموات الأحياء، كل الناس يموتون مرة واحدة ونحن نتجرع مرارة الموت كل يوم مرات ومرات، إن كنتم تظنونا نبالغ فاسألوا من يقابلونا في لحظات بعثنا من مقبرة العقرب حين نخرج لجلسات المحاكمة"، بهذه الكلمات عبر عدد من معتقلي سجن العقرب عن حالهم في السجن وأوضاعهم القاسية، مما دعى إلى أعلنوا الإضراب عن الطعام، للفت الإنتباه على معاناتهم داخل السجن، والذي قال عنه الحقوقيون إن أبشع وسائل التعذيب وسوء المعاملة تمارس داخل السجن، وهو ما يتعارض مع الدستور الذي كفل الحفاظ على كرامة وحياة المواطنين. في السطر التالية نستعر     أبرز الاتهامات التي تدور حول سجن العقرب.

تاريخ سجن العقرب
طرح مجموعة من ضباط الشرطة فكرة إنشاء سجون شديدة الحراسة، وذلك عقب عودتهم من بعثة تدريبية في الولايات المتحدة، ورحبت وزارة الداخلية بالفكرة، وبدأ وزير الداخلية السابق حسن الألفي ومجموعة من مساعديه ـ من بينهم اللواء حبيب العادلي مساعد الوزير لشئون أمن الدولة آنذاك ـ في تجهيز هذه الأفكار الأمريكية ووضعها علي أولوية التنفيذ الفوري، وفي نفس العام تم الشروع في بناء سجن طرة شديد الحراسة (المعروف بعد ذلك ـ بين المعتقلين ـ بسجن العقرب) الذي استغرق بناؤه عامين، ليتم الانتهاء منه في 30 مايو 1993.

ممارسات تنتهك المعايير الدولية وترتقي لمصاف التعذيب
وأصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، تقريرًا صدر في 58 صفحة بعنوان "حياة القبور: انتهاكات سجن العقرب في مصر"، وثقت فيه "المعاملة القاسية على أيدي أعوان وزارة الداخلية المصرية، التي قد ترقى إلى مصاف التعذيب في بعض الحالات، وتنتهك معايير دولية أساسية لمعاملة السجناء". وقالت المنظمة، إن موظفي سجن العقرب "يقومون بضرب النزلاء ضربًا مبرحًا وعزلهم في زنازين "تأديبية" ضيقة، مع منع زيارات الأهالي والمحامين، وعرقلة رعايتهم الطبية"، وأوضحت المنظمة أن "الانتهاكات" التي تجرى في سجن العقرب تتم "دون مراقبة من النيابة أو جهات الرقابة الأخرى، وراء جدار من السرّية شيدته وزارة الداخلية".

تصفية السجناء بدون رصاص وتعذيب ممنهج
قال خالد عبد الحميد، المتحدث باسم حملة الحرية للجدعان، عبر صفحته، عما يحدث داخل سجن العقرب  "ما يحدث في العقرب تصفية بدون رصاص وتعذيب ممنهج. أمس حضر عدد من المتهمين المحتجزين بسجن العقرب جلستهم بالملابس الصيفية على الرغم من برودة الجو، مؤكدًا أن ذلك يرجع لرفض إدارة سجن العقرب دخول الملابس الشتوية للمتعقلين.

السجناء: اسألوهم عن أجسادنا الواهنة وعيوننا الغائرة وملابسنا المتعفنة على أجسامنا
 نشرت الصفحة الرسمية لرابطة أسر معتقلي العقرب عبر موقع التواصل الجتماعي فيس بوك، رسالة عاجلة من سجن العقرب الذين يصفونه بـ«مقبرة العقرب» وأفادت الرسالة بأن عددًا من معتقلي سجن العقرب أعلنوا الإضراب عن الطعام، حيث قالوا: “نحن الأموات الأحياء، كل الناس يموتون مرة واحدة ونحن نتجرع مرارة الموت كل يوم مرات ومرات، إن كنتم تظنونا نبالغ فاسألوا من يقابلونا في لحظات بعثنا من مقبرة العقرب حين نخرج لجلسات المحاكمة”. وأضافت الرسالة "اسألوهم عن أجسادنا الواهنة وعيوننا الغائرة وملابسنا المتعفنة على أجسامنا وأقدامنا الحافية، اكتب لكم بدمي قبل مداد قلم استعرته لإنقل لكم ما حدث معنا يوم الخميس الماضي الموافق 4 ديسمبر، بدأنا الخميس الماضي إضرابًا عن الطعام في ونج الداوعي «4 – h4» احتجاجًا على الأوضاع غير الآدمية التي نعيشها، بحسب ما نشرته "البديل".

توثيق حالتي وفاة نتيجة التعسف ضد السجناء
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه  منذ حظر الزيارات لشهور عام 2015، أن "ضباط، منهم بعض كبار المسؤولين بوزارة الداخلية، قاموا بضرب وتهديد النزلاء الذين أضربوا عن الطعام احتجاجا على أحوال السجن، مع إهانة وإساءة معاملة السجناء البارزين أثناء تفتيش الزنازين". قالت منظمة إنه بين مايو وأكتوبر2015 "مات على الأقل 6 من نزلاء العقرب وراء القضبان". ووثقت المنظمة حالتي وفاة نتيجة "التعسف ضد السجناء"، وقالت إن الداخلية "رفضت إمداد القيادي بالجماعة الإسلامية عصام دربالة، الذي كان مصابا بالسكري، بالدواء الموصوف له، رغم أوامر من قاضٍ ومن النيابة بتوفيره"، حسبما نقلت عن شقيق دربالة وأحد المحامين. وتوفي دربالة في أغسطس 2015. وأضافت أن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين فريد إسماعيل، الذي كان مريضا بفيروس سي، مات في مايو 2015 بعد أن دخل غيبوبة كبدية في السجن.

الداخلية مانعة دخول الملابس الشتوية للمعتقلي
وقالت الدكتورة عايدة سيف الدولة، مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:  وزارة الداخلية مانعة دخول الملابس الشتوية لمعتقلي سجن العقرب، وهذه ليست أقل من محاولة القتل العمد للمحتجزين بالعقرب”، وأضافت عبر صفحتها: بنقول من دلوقتي عشان محدش يرجع يقول بتشوهوا سمعة مصر.

مأمور سجن العقرب السابق: سجن متصمم إن اللي يدخله ميرجعش منه تاني إلا ميت
روى اللواء إبراهيم عبد الغفار مأمور سجن العقرب السابق على قناة الحياة بعد الثورة، عن خفايا سجنن العقرب قائلًا: "سجن لا تدخله شمس ولا هواء، يعنى تقريبًا الهواء على قدر الاستنشاق وأحيانًا في الصيف قوي تلاقي الريحة عفنة، هو متصمم إن اللي يدخله ميرجعش منه تاني إلا ميت .أول سجين قابلته كان هشام عبد الظاهر مهندس خريج كليه هندسة أول ما فتحت عليه كان أول مرة يتفتح عليه من 8 سنين. ده بتوجيهات من أمن الدولة وتوجيهات وزير الداخلية وحسنى مبارك. وكان أمن الدولة ياخد المساجين من عندنا يصطحبهم وده مخالف للقانون خالص، يصطحبهم بدون أي حاجه بتعليمات من وزير الداخلية، ياخدهم يقعدهم عندهم خمسة عشر يومًا، المسجون يرجع مرمي على الأرض أسبوع عشر أيام علشان يقدر يقف من التعذيب اللى هو أتعذبه. جوا السجن كانت تيجي حملات من قطاع السجون بإشراف أمن الدولة معاها ضباط أمن الدولة تفتش، الناس تتبهدل، تتضرب، تتمد على رجلها، الكلاب تهبشهم.


المحطة الأخيرة للقمع الحكومي
قال نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ"هيومن رايتس ووتش"، جو ستورك، إن "سجن العقرب هو المحطة الأخيرة للمعتقلين في مسار القمع الحكومي، فيضمن إسكات الخصوم السياسيين وقتل آمالهم. يبدو أن الغرض منه أن يبقى مكانا ترمي فيه الحكومة منتقديها ثم تنساهم". وقالت المنظمة إنها أجرت مقابلات مع 20 من أهالي النزلاء المحتجزين بسجن العقرب، ومحاميَين اثنين وسجينا سابقًا، واطلعت على سجلات طبية وصور للسجناء المرضى والمتوفين. ونقلت المنظمة عن أقارب السجناء قولهم إن "الظروف في سجن العقرب تدهورت كثيرًا في مارس 2015، عندما عيّن الرئيس عبد الفتاح السيسي اللواء مجدي عبد الغفار وزيرا للداخلية"، وأضافوا أنه "بين مارس وأغسطس 2015، حظر مسؤولو وزارة الداخلية جميع زيارات الأهالي والمحامين؛ عمليا، عُزل السجن تمامًا عن العالم الخارجي".