كتب -  روماني صبري 
لمع اسم الشاعر المصري الكبير نجيب سرور، في ستينيات و سبعينات القرن الماضي ، وذلك بعد انتشار قصائده في الشارع المصري ، اعتبر الملايين أشعاره رمزا للثورة والتمرد على قمع السلطة وتقييد الحريات على الشعوب ... و كان سرور من ابرز المعارضين والمهاجمين لاتفاقية "كامب ديفيد"، التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع إسرائيل بعد حرب 1973 ، نستعرض في السطور التالية ابرز المحطات في حياة الشاعر نجيب سرور .
 
 
 
البداية 
ولد سرور بقرية إخطاب بمركز أجا في محافظة الدقهلية عام 1932 ، وما أن انقضت سنوات طفولته ، حتى أبصر حب المسرح ، فقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، وبعد التخرج عمل في المجال الفني ، حيث اخرج وقتها عددا من المسرحيات .
 
سبب كتابته الشعر 
عهد سرور على كتابة الشعر بسبب الظلم الذي تعرض له والده المزارع من قبل عمدة القرية غليظ القلب ، فكتب قصيدة "الحذاء" سنة 1956، التي تناولت معاناة والده مع العمدة .
 
الفقر والظلم  
وداخل قرية إخطاب ، كانت تعتمد أسرته الفقيرة على قوت يومها من خلال العمل بالزراعة ، فكان يرى سرور الصغير الكيفية القاسية في التعامل مع الفقراء ، فعاش آنذاك حياة الفقر المليئة بالغضب ، كان في حاجة إلى الصراخ والشكوى ليعلن أن هناك استغلالا للفقراء ولا توجد حرية لفقير ولا عدالة في المجتمع .
 
وكان لكل ذلك الظلم  تابعات على حياة سرور ، ونذكر انه ترك دراسة الحقوق في السنة الأخيرة ، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، حيث كان يرى أن الفن الوحيد الذي يستطيع من خلاله التعبير عن آلامه والكشف عما يريد .
 
السفر إلى روسيا 
سافر سرور إلى الاتحاد السوفيتي ، لاستكمال دراسة الإخراج المسرحي ، وبعد عودته إلى الوطن ، ألف عددا من المسرحيات والدواوين الشعرية ، كانت في السبب في بزوغ اسمه ودفعت به إلى واجهة المشهد الشعري في مصر .
 
أسلوبه الشعري 
وكان لسرور أسلوب خاص في فن كتابة الشعر ، فهو الرجل الذي اعتاد الصراحة في أشعاره ، لإيمانه الشديد أن الشاعر عليه إلا يركض وراء عربة المصالح خاصة لو كان يقودها رجال الحكومة ... وإشعار سرور كشفت أسلوبه الفريد وجرأته الشديدة ونقده لسلبيات النظام الحاكم وقتها ، ما تسبب في اعتقاله وتعذيبه وإرساله إلى مصحة الأمراض العقلية مرغما .
 
 
الرد بقصيدة 
وردا على كل ما تعرض له سرور في حياته التي استبد بها الظلم والتنكيل ، كتب قصيدة شديدة الجراءة والخطورة " تسمى ألاميات"، واستخدم فيها كلمات جارحة وألفاظ خارجة من الصعب أن يتقبلها الشارع طالما سكنت إحدى الكتب ، ما أكد انه كتبها وهو يعاني من آثار التعذيب والظلم واضطهاده في المسرح ، لدفع عددا من المخرجين فاقدي الموهبة مكانه هو الموهوب صاحب القضية .
 
حياته الشخصية 
تزوج  سرور من الفنانة المصرية سميرة محسن، وأنجب منها ابنهما شهدي، الذي أعلن إصابته مؤخرا بمرض السرطان ، لكن حياتهما الزوجية لم تدم طويلا وقررا في النهاية الانفصال .
الرحيل 
رحل سرور عن عالمنا عام 1978 بمستشفى الأمراض العقلية ، بعد تدهور حالته الصحية والمعيشية ، حيث كان فرض عليه النظام في أخر حياته مزيدا الخناق الأمني .