حمدي رزق
لا أذيع سرًا، هاتفتنى التى هى أستاذتى «أمينة النقاش»، مؤرَّقة، جراء تقرير وصلها يشى بغرق قناة السويس فى الديون، وقبل أن أرد كفانى بيان وزارة المالية المُوثَّق بأن هيئة قناة السويس حوّلت فى العام المالى الجارى 72 مليار جنيه للخزانة العامة، بعد تغطية مصاريف تشغيلها وصيانتها وتمويل خطط استثمارية وتوسعات ومشروعات عديدة تخدم الاقتصاد القومى.

لا أخفيكم سرًا، ترقبت هذا الخبر طويلًا، ومثلى كثيرون ممن تعرضوا لحملة تشكيك عاتية ممنهجة فى جدوى حفر قناة السويس الجديدة، واتخذوها ذريعة للنَّيْل من مشروع وطنى مستقبلى يخطه الرئيس السيسى لمستقبل هذا البلد الأمين بامتياز.

القناة الجديدة عنوان عريض لمرحلة جديدة من عمر هذا الوطن، حقيقة لم يهاجَم مشروع خطَّه السيسى بهذه الضراوة والبشاعة مثلما هجموا على مشروع القناة الجديدة، وتكالبوا لردم منجزها فى نفوس المصريين، لدرجة أن شاع بين بعض المصريين المقلقين عدم يقين محزن تمامًا.

هذا بيان للناس، ينسف كل التخرصات، التى أطلقتها مواقع الإخوان والتابعين طوال أعوام مضت، وحتى أيام قليلة مضت، عن انخفاض إيرادات قناة السويس بعد إتمام مشروع القناة الجديدة، ولجوء الهيئة إلى وزارة المالية لسداد جزء من مديونياتها لصالح البنوك، وللأسف نُشر هذا فى إحدى الصحف المصرية، وعزفت عليه المواقع والقنوات الإخوانية لحنها الحزين.

الرقم يصفع المُشكِّكين فى اقتصاديات مشروع القناة الجديدة، فشلوا فى تسفيهها، قالوا عنها «تفريعة»، وقال قائل منهم مترخصًا: «طشت أمى»، يا له من طشت عجيب يزود الخزانة العامة بصافى 72 مليار جنيه، أعلم أن هذا الرقم المليارى يحزن الذى فى قلبه مرض، مثل هذه الأرقام تصدمهم، تقض مضاجعهم، استهدفوا هذا المشروع استهدافًا خبيثًا، ولايزالون، كأنهم شاربون «سم هارى» يمزق بطونهم.

التشكيك فى جدوى هذا المشروع كان عين وعبادة قنوات الإخوان والتابعين، ضرب الفكرة، نسف الإنجاز، إقلاق صغار المساهمين على مدخراتهم، إحباط المتفائلين، تثبيط همم المصريين، الذين خرجوا عن بكرة أبيهم يشترون سندات القناة بـ«شقا العمر»، ومثلهم هرع إلى القنال يحفرها بيديه، يحفر مستقبلًا لأولاده وأحفاده.

هذا أول الغيث، وكل عام سيمر على القناة بعد ازدواجها سيُقرِّبنا من المستهدف، وسيُثْبت هذا المشروع القومى جدواه كاملة، ويرد بالإيرادات على كل مُشكِّك عقور، وسيرد لأصحاب الفضل الاعتبار بعد موجة من التشكيك والتخوين عَلَت فطاولت موج القناة، وحجبت عظمة المشروع عن المتبصرين، وويل للمُشكِّكين، وطوبى للواثقين من أمثال أستاذتى العزيزة.
نقلا عن المصرى اليوم