عرض/ سامية عياد
"لا تلمسينى .. لكن اذهبى" قالها الرب يسوع لمريم المجدلية أول من قابلها بعد قيامته وقد ظنت إنه البستانى ولكن عندما ناداها باسمها عرفته ، فصارت أول كارزة للعالم بقيامته ..
 
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "لا تلمسينى" وضح لنا مغزى قول الرب يسوع "لا تلمسينى" للمجدلية التى تعد الأولى التى حظيت برؤية الرب فى فجر أحد القيامة وهى الوحيدة التى سمعت هذا القول من الرب ، أولا : أراد الرب يسوع أن يؤكد للمجدلية حقيقية طبيعته اللاهوتية ، وقد سبق ووعد أكثر من مرة لتلاميذه أنه سيقوم فى اليوم الثالث فهو الإله الذى ليس للموت سلطان عليه ، وكان على المجدلية أن تتذكر هذا الوعد ، لذا كانت أمنا العذراء مريم فى البيت لم تذهب الى القبر واثقة أن ابنها القدوس لا يغلبه الموت بل هو جاء لكى يدوس الموت . 
 
ثانيا : أراد الرب أن يعلن للمجدلية بشرى القيامة المفرحة ويعلن لها لأول مرة عن سر صعوده الى السماء ، كلفها برسالة الكرازة بخلاص الرب الذى صنعه من أجل العالم قال لها ".. اذهبى" وكأنه يقول لها : لا تنشغلى بى فإن عليك رسالة هامة أن تخبرى إخواتى أننى قمت وأننى لم أصعد بعد ، لكننى سأقابلهم فى الجليل ، وبهذا منح الرب للمرأة كرامة خاصة ، ثالثا : لا تلمسينى قول عتاب حب من الرب للمجدلية ، أنها قد نسيت كلماته وتعليمه ووعوده وكأن هذه الكلمات هى دعوة لنا أن نتذكر وعود الله لنا بالرعاية والحفظ والمعونة.
 
الله يريد منا أن نحفظ كلماته التى أوصانا أياها فى الكتاب المقدس ، قوله للمجدلية دعوة لنا جميعا أن يكون لنا إيمان حقيقى بقيامته ونكون شهودا له وسط العالم ، نثق أن يسوع هو الإله الذى شاء بإرادته أن يتألم عنا ويصلب ويحمل خطايانا لينقذنا من الهلاك الأبدى ..