عبد المنعم بدوى
 
لاأعرف لماذا يبكى اليهود أمام حائط المبكى ؟ 
فلسطين أحتلوها ، والقنابل الزريه أمتلكوها ، والدبابات والطائرات والصواريخ صنعوها ، والعلاقات الدبلوماسيه والتطبيع مع الدول العربيه أقاموها ، والسفارات الأوروبيه والأمريكيه الى القدس نقلوها ، وحقول غاز شرق المتوسط نهبوها ، ومرتفعات الجولان ضموها ، وصفقة القرن حينفذوها ، وأخيرا تجربة الهبوط على سطح القمر أجروها ... فلماذا أذن يبكون ؟
 
كان هذا السؤال يدور فى ذهنى ، وأنا أشاهد أحتفاليه بذكرى مرور 527 سنه على سقوط الأندلس ( سقطت فى يناير 1492 ) ، فبسقوط الأندلس أنتهى العلم والحكمه والفنون والثقافه الرفيعه والزوق فى العالم الأسلامى .
 
يقول الشاعر الغرناطى الذائع السيط " فيدريكو غارسيا لوركا " معلقا على هذه المأساه :
" لقد ضاعت حضاره رائعه لانظير لها ، ضاع الشعر ، ضاعت علوم الفلك ، ضاعت الفنون المعماريه ، ضاعت حياه مترفه فريده لامثيل لها فى العالم .
 
فعندما سلم الملك أبو عبد الله الصغير مفاتيح غرناطه لملوك قشتاله ، قالت له أمه المقوله الشهيره " أبكى كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال " .
 
الحقيقه لاأعرف من الذى يجب عليه أن يبكى ؟ الشعب العربى أم الشعب اليهودى ؟ حكامنا أم حكامهم ؟ 
 
المناسبه 
الأعلان عن قرب أفتتاح المتحف المصرى الكبير بمنطقة الأهرام ، ومتحف الحضاره بمنطقة عين الصيره ، واللذان يضمان كنوز الحضاره الفرعونيه التى أذهلت العالم منذ 7 آلاف سنه ، والحضاره الأسلاميه التى أثرت على شعوب العالم أجمع ، بينما العالم العربى اليوم مهدد بالتفكك والأنهيار التام بعد أن وصلت مؤشرات التقدم عندنا الى زيل القوائم العالميه .
 
الأقتراح : أقامة حائط مبكى وليكن فى متحف الحضاره بعين الصيره ، ويفضل مكانه فى المساحه بين صالات العرض وبوابات الخروج ، لكى نقف أمامه نحن الشعب المصرى ، وأخواننا العرب ، ونشرع فى البكاء كالنساء على حضاره لم نحافظ عليها كالرجال .