عينه البشير فأطاح به.. ومتهم بجرائم إبادة.. بسبب حرب دارفور

 

كتب - نعيم يوسف

بزي عسكري، ومن خلال شاشة التلفزيون الرسمي، خرج وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، بعد ساعات طويلة من الأغاني الوطنية والحماسية، ليعلن عزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين.
 
خطاب مطول قرأه الرجل مرتديًا الزي العسكري، أهم ما جاء فيه أنه سيتم تشكيل مجلس عسكرى إنتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامين، وتعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الإنتقالي لسنة 2005، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلي الرابعة صباحاً، وحل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل، وحل المجلس الوطني ومجلس الولايات، وحل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم، وأن يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها ، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة، ودعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للإنضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه، والمحافظة علي الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو إعتداء أو إنتقام ، إو إعتداء علي الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً، وتهيئة المناخ للإنتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية ووضع دستور دائم للبلاد.

فمن هو هذا الرجل الذي أصبح بين ليلة وضحاها، متحكمًا في كل البلاد؟
 
تعلم في مصر
يبلغ "بن عوف" من العمر نحو 65 عامًا، حيث ولد في مطلع خمسينات القرن الماضي، بقلعة ود مالك بقرية "قري" والتحق بالكلية الحربية، وجاء إلى مصر حيث تعلم العسكرية منها، وتخرج في الدفعة 23 مدفعية وعمل معلما بكلية القادة والأركان.
مناصب عسكرية ودبلوماسية
عمل في العديد من المناصب العسكرية منها: مديرا للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي، ونائبا لرئيس أركان القوات المسلحة، كما عمل في عدة مناصب دبلوماسية حيث عمل قنصلا في القاهرة، وسفيرا لبلاده في عمان، وترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات السودانية الأريترية، والتي ساهمت بشكل كبير في تحسين العلاقات بين البلدين، ورغم تقاعده عن العمل العسكري، وعمله في السلك الدبلوماسيـ إلا أن الرئيس المعزول عمر البشير، اعاده للعسكرية مرة أخرى عام 2015، وعينه وزيرا للدفاع، وفي شهر فبراير الماضي عينه نائبًا أول له خلفًا لـ"بكري حسن صالح"، مع الإبقاء على قيادة الجيش بيده.
 
شارك في النزاع المسلح
شارك "بن عوف"، في النزاع المسلح والمعروف بـ"أحداث دارفور"، والذي اندلع عام 2003، وأسفر عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين، واتهم بسببها الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب إبادة جماعية، جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة العدل الدولية، في عام 2007، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، على "بن عوف"، وعدد أخر من المسئولين السودانيين سلسلة من من العقوبات بسبب دورهم في هذه الأحداث، والعنف ضد المدنيين.
موقفه من الدول
 يرى "بن عوف"، أن مشاركة القوات المسلحة السودانية في اليمن واجب والتزام أخلاقي، ويؤكد على أهمية العلاقة مع مصر ويشيد بدورها في دعم استقرار السودان.
 
اليوم.. بات "بن عوف" الرجل القوي في السودان والذي يقوده إلى مصير لا يستطيع أحد أن يحدده بدقة.