الزيارة لم تتضمن اي اعلاانات عما يسمي خارطة الطريق

سليمان شفيق
انتهت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الامريكية دون اي حديث معلن او نشر في وسائل الاعلام الامريكية والعالمية عما يسمي " صفقة القرن" ، وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء تناول التباحث حول تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، حيث أكد كوشنر الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع كل الأطراف المعنية في هذا الخصوص.

وأوضح الرئيس السيسي أن مصر ستظل داعمة لأي جهد مخلص يضمن التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استناداً إلى قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين وما تضمنته المبادرة العربية، على نحو يحفظ الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني، الأمر الذي من شأنه صياغة واقع جديد بمنطقة الشرق الأوسط يحقق تطلعات شعوبها في الاستقرار والبناء والتنمية والتعايش في أمن وسلام.

وشدد على ضرورة تفاعل المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة الإنسانية في سائر أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصةً قطاع غزة، وموضحاً الجهود المصرية المركزة مؤخراً لاحتواء الأوضاع في غزة وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع، فضلاً عن الجهود الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية.

أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء بما أسماه "العمل العظيم" الذي يقوم به نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بدون أن يقدم تفاصيل بهذا الخصوص. واعتبر أن العلاقات الأمريكية المصرية "لم تكن جيدة أكثر مما هي عليه اليوم". وجاء تصريح ترامب على هامش الزيارة التي يقوم بها السيسي إلى الولايات المتحدة. ومن جانبه، فضل وزير الخارجية الأمريكي الوقوف عند دور مصر في محاربة الإرهاب بدل الرد على أسئلة الصحافيين حول حقوق الإنسان في هذا البلد العربي

أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء بـ"العمل العظيم" الذي يقوم به نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك خلال استقباله في البيت الأبيض للمرة الثانية، وقال ترامب بحضور السيسي في المكتب البيضوي "أعتقد أنه يقوم بعمل عظيم"، مضيفا "العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لم تكن يوما جيدة أكثر مما هي عليه اليوم.

ومصر واحدة من أكبر الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة، وهي دولة عربية صنعت السلام مع إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة قبل 40 عاما، وتتلقى مساعدات أمريكية

وردا على أسئلة العديد من أعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع برلمانية، في ما يتعلق بالاستقبال الودي الذي لاقاه الرئيس المصري على الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان في بلاده، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو إن المصريين يعتبرون "بلا شك شريكا مهما للأمن" خصوصا من خلال مواجهة التهديدات الإرهابية في سيناء، وأضاف "لذلك، أنا ممتن للغاية للرئيس السيسي. لقد كان أيضا متميزا في ما يتعلق بالحرية الدينية"، وهو ما أثار انتقادات من جانب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين.

واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، متوجها إلى كون ديفوار، حيث كان قد وصل يوم الاثنين الماضي إلى مقر إقامته بقصر الضيافة ببلير هاوس بالعاصمة الأمريكية واشنطن في مستهل زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، وسط حفاوة من الجالية المصرية.
واستقبل الرئيس السيسي، وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو، وذلك بمقر إقامته في "بلير هاوس"، تناول اللقاء عدد من الملفات الإقليمية، لاسيما تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن.

وأكد في أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضي دولها وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.

من جهته، أعرب بومبيو عن تطلع الولايات المتحدة لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي المصري في محيطها الإقليمي، مشيدا في هذا السياق بالجهود التي تبذلها مصر لدعم مساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة.

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، بمقر إقامته بواشنطن في "بلير هاوس".

وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات قمة مع الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، شهد اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، خاصةً على الصعيد الاقتصادي، حيث تم التباحث حول سبل تعظيم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر، لا سيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.

وحرص الرئيس السيسي على لقاء السيدة المصرية سهام نصار، بمقر إقامة سيادته، والمقيمة بمدينة نيويورك والمكرمة سابقا في مصر بالأم المثالية، والتي طلبت لقاء سيادته لتقديم الشكر على جهود الدولة في مكافحة فيروس سي التي عانت منه طويلا في السابق.

كما استقبل الرئيس السيسي، مستشارة الرئيس الأمريكي، إيفانكا ترامب، وتناول اللقاء مناقشة قضايا تمكين المرأة، خاصةً في ضوء مبادرة البيت الأبيض تحت عنوان "المبادرة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة"، والتي تهدف إلى قيام المجتمعات بدعم التمكين الاقتصادي للمرأة كمدخل لتحقيق السلام المجتمعي وتعزيز الرخاء الاقتصادي.

واستقبل الرئيس السيسي، مدير عام صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، وتناول اللقاء استعراض أوجه التعاون بين مصر وصندوق النقد الدولي في ضوء تطورات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.

وشارك الرئيس السيسي في مأدبة العشاء التي أقامتها غرفة التجارة الأمريكية على شرفه، شهد العشاء حوارًا مفتوحًا مع ممثلي قطاع الأعمال الأمريكي الحاضرين، والذين أبدوا اهتماماً بالعمل في مصر أو التوسع في مشروعاتهم القائمة.

ويري الخبراء الاقتصاديين ان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية تمثل نقطة مهمة جدا في العلاقات الثنائية بين الدولتين، فالولايات المتحدة تعتبر الاقتصاد رقم واحد عالميا وتمتلك نصيب الأسد من أكبر 100 شركة على مستوى العالم ومصر لديها برنامج إصلاح اقتصادي ونحتاج استثمارات خارجية من شركات أمريكية ونحتاج للمزيد من التكنولوجيا.

ووفق الخبراء الاقتصاديين ، أن مصر لديها شركة أباشتي من أكبر شركات البترول في العالم وشركة جنرال إلكتريك في مجال الطاقة وبناء محطات الطاقة، فهناك عدد كبير من الشركات الأمريكية تعمل في مصر ونحن في انتظار عدد أكبر في إطار العلاقات الثنائية الجيدة بين الدولتين
وأن حجم التجارة بين مصر والولايات المتحدة وصل إلى 7.5 مليار دولار في 2018 بعد أن كان 6 مليارات دولار في 2017، فهناك زيادة سنوية كبيرة في حجم التجارة بين الدولتين، مردفا أنه كان هناك تصور لإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والولايات المتحدة، ولكن يبدو أنه في إطار الاتجاهات الحمائية ورفع الجمارك التي تقوم بها أمريكا مع أوروبا والصين، فإنه سيكون من الصعب تنفيذ تلك الخطة.