انقلب مع القذافي على النظام الملكي.. وتخلى عنه العقيد الراحل في حرب تشاد.. وقال إنه شارك في حرب أكتوبر

كتب - نعيم يوسف

تشتعل نيران الحرب في ليبيا، وتشد أوزارها بعد العملية العسكرية التي أعلن عنها قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، والذي يرى المجتمع الدولي، أنه
يقف وراء الأحداث في ليبيا.. فمن هو هذا الرجل القوي؟

من إجدابيا
اسمه بالكامل، هو خليفة بلقاسم حفتر، ولد في منطقة "إجدابيا الليبية"، عام 1943، ووتعلم في ليبيا حتى المرحلة الثانوين، ثم التحق بالكلية العسكرية الملكية، وتخرج منها عام 1966، وتعين في سلاح المدفعية، ثم حصل على عدة دورات عسكرية في روسيا.

معارك عسكرية
شارك "حفتر"، في العديد من المعارك الليبية العسكرية، حيث كان رفيقًا للعقيد الراحل معمر القذافي، في الانقلاب على النظام الملكي الليبي، عام 1969، وبعد هذا الانقلاب لم تدم العلاقة بينه وبين القذافي في حالة ود طويلا، وانقلبت رأسًا على عقب بسبب الحرب التشادية الليبية.

كان "حفتر" يقود الجيش الليبي في اجتياح "تشاد"، وحقق بعض الانتصارات، ولكن بعد التدخل الفرنسي في الحرب طلب من "القذافي"، إرسال تعزيزات، إلا أن الأخير رفض، وتم أسره مع قواته في تشاد.


التمرد على القذافي.. والإعدام
أعلن "حفتر" من سجنه التمرد على "القذافي"، وحُكم عليه بالإعدام نتيجة محاولة الانقلاب عام 1993، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عاش في ولاية فيرجينيا نحو 20 عامًا، وبعد أحداث 17 فبراير سنة 2011، والتي خرجت لإسقاط القذافي عاد إلى ليبيا وتولى لمدة وجيزة قيادة "جيش التحرير" الذي أسسه "الثوار"، وبعد الانقسامات التي حدثت في ليبيا وتشرذم القوات المسلحة والشرطة، وانتشار المليشيات وتسليح المدنيين، استطاع أن يضم العديد من قوات الجيش والشرطة المدربين تحت إمرته، وأعلن في مايو 2014، ما عرف بـ"عملية الكرامة"، والتي تهدف لتطهير ليبيا من الإرهابيين والخارجين عن القانون، وأعلن تجميد عمل المؤتمر الوطني العام.


عدو الإسلاميين
يعتبر الجنرال الليبي المتقاعد الذي عاد للعمل العسكري مجددًا، أهم أعداء الإسلاميين والمليشيات المسلحة الإرهابية، مثل أنصار الشريعة وميليشيات 17 فبراير وراف الله السحاتي ومجموعات مسلحة من درنة، والمليشيات المتطرفة الأخرى في العاصمة الليبية طرابلس، وتعرض صباح 4 يونيو 2014 لمحاولة اغتيال بسيارة محملة بالمتفجرات قادها انتحاري، حاولت الدخول إلى مقر قيادة أركان عملية الكرامة المؤقت، إلا أنه لم يصاب بأذى.

بناء قوات ليبية جديدة
في 2015، عينه مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق قائداً للجيش الوطني الليبي ووافق على ترقيته إلى رتبة فريق، ثم أصدر قرار بترقيته إلى رتبة مشير في 14 سبتمبر 2016، وفي 13 أبريل 2018، شاعت أنباء غير مؤكدة عن وفاة خليفة حفتر، في أحد المستشفيات في العاصمة الفرنسية باريس، إثر تعرضه لجلطة دماغية، إلا أنه تلقى العلاج وعاد إلى ليبيا ليعلن في 4 أبريل 2019، في تسجيل صوتي ما عرف بعملية تطهير طرابلس والتي تجري أحداثها الآن، وسط مخاوف دولية من وقوع صراع مسلح مع الحكومة التي يترأسها فايز السراج في العاصمة الليبية.

حفتر.. والقاهرة
حصل على عدة أوسمة حربية عبر تاريخه العسكري، كان قائد القوات الليبية في الميدان أثناء عبور قناة السويس (حرب أكتوبر 1973) وحاز نوط نجمة العبور المصرية، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة بينها مرة زار فيها القاهرة عام 2017، إلا أن الموقف الرسمي من حربه على "طرابلس"، يدعوا إلى التهدئة وضبط النفس.