عرض/ سامية عياد 
"مساكنك محبوبة يا رب القوات" كثيرا ما تكلم دواد النبى فى مزاميره عن بيت الرب معلنا اشتياق نفسه أن يبنى مسكنا للرب .. مكانا لتوبة الخطاة وراحة التعابى .. بيت الرب هو مصدر العزة لكل إنسان ..
 
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وشمال افريقيا فى مقاله "طوبى لأناس عزهم بك" وضح لنا أن محبة دواد لبيت الرب ليست محبة لبيت فخم مزين ولكنها محبة لموضع سكنى الله ، مكان التعليم عن الرب ومكان الصلاة والانسكاب وموضع الملائكة ، لذا علينا أن نتعلم من دواد محبتنا لبيت الرب والحرص على نقاوة البيت وقداسته "ببيتك يا رب تليق القداسة" ، بل نجد دواد النبى يعلن أن مصدر عزة الإنسان ونصرته هو محبته لطريق بيت الرب فيكتب كلمات المزمور "طوبى لأناس عزهم بك ، طرق بيت فى قلوبهم ، عابرين فى وادى البكاء يصيرونه ينبوعا" .
 
الكتاب المقدس غنى بأمثلة من شخصيات اختبرت مشاعر العزة لأنهم حفظوا طريق الرب ، نوح صار عزيزا عندما اختبر النجاة من الطوفان لأنه أطاع أمر الله ، ابراهيم اختبر عناية الرب له ، يوسف اختبر أن يعيش عزيزا لأنه استطاع أن يرفض الشر ويحتفظ بطهارته ، موسى عاش عزيرا إذ صار قائدا للشعب أمام فرعون ، عاش يشوع عزيزا إذ انتصر على أريحا ، نحميا صار عزيزا عندمل نجح فى بناء الأسوار بعد السبى، وغيرهم كثيرين ممن أحبوا طريق الرب فعاشوا حياة العزة فلا مصدر أخر للعزة سوى طريق الرب ، هناك من يبحث عن مصادر أخرى للعزة فيسعى الى المال أو القوة أو السلطان فيكون المصير الهلاك ، هيردوس عندما مدحه رعاياه فافتخر بأعماله وللحال أكله الدود ومات لأن الرب لم يكن هو مصدر عزته.
 
الله هو سبب عزنا ونصرتنا فلنتمسك بطريق بيت الرب ، مهما كانت الضيقات التى تسبب لنا الدموع ثق أن الله يجعل هذه الدموع ينبوع ماء نرتوى به ، لا تبحث عن مصادر أخرى للعزة غير الله ارفع عينك الى الله قائلا " "ليكن عزنا بك وحدك ، فأنت عزنا ونصرتنا وخلاصنا وحريتنا من الخطية.."..