كتب – روماني صبري 

جاربو ..  المرأة الجميلة المجهولة
جاريتا جاربو ، صنفها المعهد السينمائي الأمريكي ضمن  أعظم الممثلات على مستوى العالم ، ولقبها جمهورها بالمرأة المجهولة الغامضة .

 البداية
ولدت جاربو في 18 سبتمبر عام 1905 ، في كاتارينا فورسملينج باستوكهولم بالسويد ، ودخلت عالم الشهرة بعدما شاركت في الفيلم الصامت الشهير (Gosta Berlings saga) المأخوذ من رواية لسلمى لاغرلوف ، لتفتح لها هوليوود أبوابها ، حتى أصبحت من أهم نجوم السينما العالمية في العالم .


الاعتزال
قررت جاربو اعتزال التمثيل نهائيا عام 1940 ، حيث لم تكن تجاوزت وقتها الخامسة والثلاثين من العمر ، لكن رغم ذلك ظلت من أهم  نجوم السينما خلال 1920-1930 .

جاربو والحزن
في عام 2017 ، طرح مزاد سوثبي 36 رسالة مكتوبة بخط جاربو ، خلال الثلاثينيات والأربعينيات ، وكشفت هذه الرسائل الماسي التي تعرضت لها في حياتها ، وكتبت جاربو هذه الرسائل لصديقة لها في السويد ، اخبرتها فيها أنها لا تحب الحياة في بيفرلى هيلز ، وتخاف من فشل أفلامها ، وإنها تشعر الحزن والوحدة عكس ما تظهر به في الصور والأفلام .

وكتبت جاربو هذه الرسائل عندما عادت للولايات المتحدة ، بعد أن سكنها اليأس من النصوص الضعيفة وانتشار السينما التجارية والمخرجين الأغبياء والنقاد السينمائيين ونقدهم القاسي على الأعمال الفنية الجديدة وقتها .

في النهاية الوقت يمر
وكتبت جاربو رسالة لصديقتها عام 1945 ، بعد 4 سنوات من اعتزالها الفن ، عقب فشل فيلمها الأخير "المرأة ذات الوجهان" ، قائلة :" أنا اقرأ الآن سيناريو فيلم يريدوني أن أشارك فيه ، لكن لا اعلم هل سأشارك فيه أم لا ، في النهاية الوقت يمر ويترك آثاره على وجوهنا الصغيرة وأجسادنا .


الملكة كريستينا
لقد كان الوقت صعبا ، حدث خطأ ، لقد اقتربت من تمثيل نصف مشاهد فيلم الملكة كريستينا ، وهو ما سيصبح عليه العمل عندما ننتهي منه  . كانت هذه رسالة أخرى كتبتها جاربو عندما كانت تعمل في فيلمها الشهير الملكة كريستينا عام 1933 .
 
رسالتها لبيفرلي هيلز
كانت جاربو تشعر بالوحدة في بيفرلي هيلز ، وهو ما جعلها تكرهها بشدة وكتبت رسالة قالت فيها : دائما وحيدة في هذه المدينة احدث نفسي ، اذهب بمفردي إلى شاطئ البحر وأتمشى هناك قليلا ، حتى اشعر بالسعادة لبعض الوقت ، ولكن هذا كل شيء " 

ويذكر ان جاربو لم توقع على الرسائل باسمها الحقيقي ، بل كانت توقع عليها بأسماء غير حقيقية مثل توقيع (المهرج) ، واحتوت بعض الرسائل على عدد من الرسومات ، وكانت جميع الرسائل موجهة إلى الكونتيسة السويدية مارتا واكتيميستر .
 

المرأة الغامضة المثيرة للجدل
كانت جاربو شخصية مثيرة للجدل ، حيث كانت ترتدي ملابس تشبه ملابس الرجال ، إضافة إلى حبها للعزلة ، ويحكي أن جاربو زارت العاصمة الفرنسية باريس ، ومكثت في فندق هناك ، وعندما علم مدير الفندق بوجودها ، أراد استغلال شهرتها في عمل دعاية للفندق ، فقام بالاتصال بجريدة (الانترانسيجان) ، وقال لإدارة الجريدة :  أرجوكم أرسلوا لي مصور أريد عمل دعاية للفندق ، وبالفعل جاء المصور إلى الفندق واخبره أن جاربو جوهرة هوليوود موجودة في الفندق وطلب منه تصويرها دون علمها ، وأراد المصور أن يلتقط لها صورا وهي في وضع غريب ، في النهاية شعرت جاربو ان هناك شخصا يريد أن يلتقط لها صورة ، فقامت برفع يدها حتى تغطي وجهها وقالت عبارتها الشهيرة بصوت حزين " دعوني وحدي " ، ما جعل المصور يشعر بالإحراج وينصرف فورا .

وبعدما تركها المصور قال في نفسه : أنها جاربو لا يجب أن اذهب حتى احصل على الصور ، فقرر المحاولة مرة أخرى لكن مدير الفندق منعه وأمره بمغادرة الفندق خوفا من غضب جاربو قائلا له " لا احد يمكنه أن يغضب جريتا جاربو "

الاوسكار والرحيل
حصلت جاربو على جائزة الأوسكار الفخرية عام 1954 ، ورحلت عن عالمنا في 15 ابريل عام 1990 ، عن عمر 84 سنة .