عرض/ سامية عياد
كان الرب يسوع مثالا للمحبة العملية ، تألم من أجلنا وحمل أوجاعنا "احملوا بعضكم أثقال بعض ، وهكذا تمموا ناموس المسيح" فكما حمل المسيح أثقالنا هكذا نحن ملتزمون بهذا المنهج أن نحمل أثقال الأخرين متمثلين بإلهنا ومخلصنا ..
 
هكذا حدثنا القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "اذكروا المقيدين" موضحا أن المحبة الأخوية تبدأ بالإحساس بالآخر ، الإحساس بمشاعره وظروفه واحتياجاته لأننا أعضاء فى جسد واحد وأعضاء بعضنا بعض ، فإذا غابت المحبة سيفقد الإنسان الإحساس بالآخر ، أيضا التلامس مع المتألمين من خلال زيارة المسجون أو افتقاد لمريض فى مستشفى أو اهتمام بأحد كبار السن ، والمقيدين ليسوا هم فقط المحبوسين والمربوطين بأمراض جسدية صعبة ولكنهم أيضا المقيدين بالخطية ، بعادات رديئة ، بمحبة ضارة ، لابد أن نهتم بخلاص نفوسهم قدر طاقتنا نقدم لهم الحب والإرشاد وكلام الإنجيل المحيى ، مثلما علمنا الرب يسوع وأعطانا نفسه مثالا. 
 
المحبة الأخوية تقتضى الخروج من الذات وكسر طوق الأنانية كما أوصانا الإنجيل: "لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه ، بل كل واحد الى ما هو لآخرين أيضا" ، علينا أن ندرك أن الجسد ضعيف ما أسهل أن يمرض أو يتألم أو يجرح أو يكسر ، ومادام الله منحنا قدر من الصحة والنعمة والقوة علينا أن
 
نستخدمها من أجل الأخرين ونمد يد العون لغيرنا ونرفع معهم بعض أثقالهم ، وعلينا أن ندرك أن العطاء والمساعدة يولد فى القلب فرحا وسعادة حقيقية كما قال السيد المسيح : "السعادة فى العطاء أكثر من الأخذ" لأن العطاء يحرك الروح القدس داخلنا ، وبدوره يمنحنا الفرح والبهجة . 
 
ليتنا نتمثل بإلهنا فى المحبة العملية ، نساعد ونعطى ونتألم ، نرفع أثقال وأوجاع بعضنا بعض ..